«سياسة حرق المنطقة».. أردوغان يجدد أطماعه في ليبيا بالتحرك ناحية الجنوب

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 03:54 م
«سياسة حرق المنطقة».. أردوغان يجدد أطماعه في ليبيا بالتحرك ناحية الجنوب
أردوغان

أوقفت الخطوط الحمراء التي رسمتها مصر في سرت والجفرة، والدبلوماسية المصرية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رسم خطط توسعيه في نشر قواته ومرتزقته السوريين في شرق ليبيا.
 
حاول النظام التركي في تجديد أطماعه بالاتجاه نحو الإقليم الجنوبي الغربي المعروف بـ"فزان"، بعدما دعت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) في 4 نوفمبر الجاري، وفدا من زعماء قبائل إقليم فزان للحضور إلى أنقرة.
 
وتعد هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH، أحد من أذرع أردوغان، الخارجية التي يتحرك بها خارج بلاده لتنفيذ أجندته، كما أن لها صلات بالتنظيمات الإرهابية، وتعالت الأصوات المطالبة في الغرب بإدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية، ووجهت روسيا إليها اتهامات بتسليم أسلحة للمنظمات الإرهابية في سوريا.
 
وكان من بين المدعوين إلى العاصمة التركية، شخصيات بارزة، مثل رئيس المجلس الأعلى لطوارق ليبيا، مولاي قديدي، ورئيس المجلس الموحد لقبائل (تبو)، محمد وردوغو، ووكيل وزارة أسر الشهداء والمفقودين السابق، محمد سيدي إبراهيم، وهو الرجل الثاني في مجلس (تبو).
 
ويبدو أن أردوغان يحاول السير على خطى إيطاليا التي توسطت عام 2016 من أجل الوصول إلى "اتفاق إنساني"، بين المكونات السياسية والاثنية في المنطقة، كما أشرف على الاتفاق الذي عرف باسم "اتفاق روما" جمعية "سانت إيغيديو" الخيرية الإيطالية، وسعى إلى وقف الصراع بين القبائل في المنطقة، خاصة أنها خارج سيطرة حكومة فايز السراج.
 
لكن الاتفاق لم يفلح في إنهاء الصراع هناك، فالاشتباكات بين مسلحي القبائل لم تتوقف.
 
ويعمل أردوغان حاليا على إعادة إنتاج الخطوة الإيطالية حرفيا، فأوكل مهمة التوسط إلى جمعية خيرية، في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على تحركه هناك.
 
وأصبحت أجزاء واسعة من إقليم فزان تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي في فبراير 2019، بعدما أطلق هناك عملية عسكرية واسعة النطاق، وإلى جانب العمل الميداني، التقى قائد الجيش، المشير خليفة حفتر، قادة القبائل في المنطقة مرارا، وعرض تقديم المساعدات المالية والمادية لهم.
 
لكن أجزاء واسعة أخرى من الإقليم ظلت تحت سيطرة حكومة فايز السراج والميليشيات الموالية لها. ويؤدي إقليم فزان دورا رئيسيا في التوازن العسكري والاقتصادي في البلاد، وهذا ما يفسر سعي السراج إلى استعادة السيطرة على المنطقة، بمساعدة تركيا.
 
ويتمتع الإقليم بأهمية استراتيجية؛ فرغم أنه منطقة صحراوية قاحلة، فإنه يحتوي على موارد ضخمة، فأكبر حقول النفط موجودة هناك، وتحت الرمال كميات ضخمة من المياه الجوفية.
 
وهذه الموارد تجعل زعماء العشائر لاعبين رئيسيين لا يمكن تجاهلهم في أي مفاوضات مستقبلية بسبب نفوذهم الواسع في المنطقة، فأقل شيء يمكن أن يفعلوه هو: وقف صنبور المياه في أي لحظة.
 
ويقول موقع "أفريكا إنتلجنس" إن المنظمة الخيرية التركية تنفذ الأجندة الخارجية لأردوغان، وتعمل في ليبيا منذ 2011، حيث شرعت في البداية بتوزيع الغذاء في منطقتين طرابلس وصبراتة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق