خبراء «الصحة العالمية»: تقليل استخدام المضادات الحيوية والوقاية من عدوى كورونا أهم من تقوية جهاز المناعة
الأحد، 22 نوفمبر 2020 03:15 م
عدم استخدام المضادات الحيوية إلا في حالة الالتهاب البكتيرى مع الإصابة بفيروس كورونا هذا ما أوصي به خبراء منظمة الصحة العالمية الذين طالبوا المواطنين بالاهتمام بالوقاية أكثر من الاهتمام بتقوية جهاز المناعة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى للمنظمة اليوم عبر الفيديو عن مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية
من جانبها قالت الدكتورة مها طلعت المستشارة الإقليمية لمقاومة الميكروبات، ومقاومة العدوى ومكافحتها، أن الأنظمة الصحة لابد أن تكون قوية، حيث أن مقاومة البكتيريا تمثل جائحة صامتة، ويمكن أن تتحول إلى جائحة قوية في عام من الأعوام، ولابد من جميع وزارات الصحة للعمل معا لمكافحة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وأوضحت، أن عدوى كورونا يمكن أن تحدث مرة أخرى، ولابد من إجراء دراسات لمعرفة السبب.
وأضافت إن هناك أبحاثا ظهرت أن الجهاز المناعى يحمى من الإصابة بفيروس كورونا، لكن هناك ما هو أهم من تقوية الجهاز المناعى وهو الوقاية من الإصابة بالعدوى من خلال الإجراءات الوقاية، بغسل اليدين، وارتداء الأقنعة والحرص على التطعيمات، والتباعد والالتزام بتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس، ومنع العدوى هو الرسالة الأساسية للاهتمام بصحة الانسان والوقاية من كورونا، وتناول تطعيم الأنفلونزا، وذلك لمنع العدوى من بدايتها حتى لا نضطر لتناول المضادات الحيوية، لأنه ليس كل عدوى تحتاج الى المضادات الحيوية.
وطالب الدكتور باسم زايد المسؤول الطبي لوحدة الوقاية من العدوى والتصدى لمقاومة الميكروبات في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بترشيد استخدام المضادات الحيوية، مشيرا إلي أن هناك مسئولية مجتمعية، ولابد أن تتبع الصيدليات نهج أكثر حسما، وعدم إعطاء المضادات الحيوية بدون وصفة طبية للحد أو في منع أو حدوث مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية.
وقال: عند تناول المضاد الحيوى بدون داع يؤدى ذلك إلى مقاومة البكتيريا للمضادات، والتي تؤدى لإنتاج سلالات مقاومة لهذه المضادات، موضحا أن تناول المزيد من الضمادات الحيوية بشكل عشوائى لا يساعد الفرد بل يضره.
وأشار المسؤول الطبي لوحدة الوقاية من العدوى والتصدى لمقاومة الميكروبات في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلي إن هناك تحالف دولى من أجل إيجاد منظومة لتصنيع مضادات ميكروبات جديدة موضحا أنه هناك ضرورة لإنشاء برامج لمقاومة العدوى.
وأضاف: من المهم للتصدى لمقاومة البكتيريا للميكروبات، ومنظمة الصحة العالمية وضعت دليل إرشاديا لكل المؤسسات الطبية، وذلك من خلال وجود لجنة لمكافحة العدوى، وتدريب الفريق الطبي كلل، وتدريب العاملين الصحيين لمكافحة العدوى، والطوارىء وغيرها ووضع نظم لترصد انتشار الأمراض وأيضا فيروس كورونا، مثل ارتداء ملابس الوقاية واستخدام الماء والصابون في المنشآت الصحية، وتنظيف وتطهير أدوات المرضى، وتطهير البيئة المحيطة والمعايير الأخرى داخل المؤسسات الطبية.
وأكد كلامه قائلا: للأسف مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والتي تحدث عندما تغير الميكروبات من نفسها نتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية، وصلت إلى مستويات خطيرة في جميع أنحاء العالم، ونسجل حاليا آليات مقاومة جديدة للأدوية، وأصبحت تنتشر بسرعة جدا، ويهدد علاج الأمراض المعدية الشائعة.
وأوضح أن هناك قائمة متزايدة من الالتهابات المختلفة مثل الالتهاب الرئوي، والسيلان، وتسمم الدم، والسل، أصبح علاجها أصعب مع مقاومة الميكروبات، وبسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وأضاف: ينبغى اتباع سبل منع العدوى عن طريق التأكد من نظافة اليدين والحرص على البيئة النظيفة بالمستشفى، والتعقيم السليم للأدوات ولا يتم وصف المضادات الحيوية إلا عند الحاجة، ومراجعة الخطة العلاجية بشكل مستمر، كما أننا نحتاج لوصف مضادات الميكروبات حسب نوع الميكروب الذى نتعامل معه، وإبلاغ مراقبة العدوى عن الحالات التي تحدث مقاومة للبكتيريا للأدوية، وعدم استعمال المضادات الحيوية إلا من خلال وصفة طبية من الطبيب المعالج، وتوضيح مخاطر استخدام الأدوية للمرضى.
ونوه إلي أننا نحتاج لتشجيع مرضانا على طرق منع عدوى كورونا، وذلك من خلال غسل اليدين باستمرار، وتغطية الأنف والفم عن السعال أو العطس، والحرص على التطعيمات، كل هذه الإجراءات إذا تكاتفنا مع بعض أكيد ستحمينا، مضيفا لنتحد جميعا ولنتعامل بحرص مع مضادات الميكروبات فالصحة للجميع وبالجميع.
من جانبها قالت حنان بلخى، مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية للوقاية من العدوى ومكافحتها، إن البكتيريا تغير من نفسها، وتوجد بيئة خصبة تقاوم المضادات الحيوية، موضحة أنه لابد من وصف المضاد الحيوى عند وجود التهاب بكتيرى في حالات فيروس كورونا، لذلك لابد أن يكون بناء التشخيص على أسس، لتحديد العلاج باستعمال المضادات الحيوية، مؤكدة إن ترشيد استخدام المضادات الحيوية من أهم الأعمدة لمنع انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، مؤكدة على تحديد نوع المضاد الحيوة والجرعة بشكل دقيق.
وقالت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج، بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إننا قد نخسر فائدة المضادات الحيوية عند استعمالها بشكل عشوائى، موضحة أن موضوع مكافحة المضادات الحيوية هي من الأمور التي بدأنا نركز عليها من حوالى عامين إلى 3 أعوام، ووصل إلى مرحلة خطيرة جدا ولابد أن يكون هناك إجراءات صارمة لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية.
وأشارت إلى أن هناك نوع من التوجه للتخفيف من خطورة جائحة فيروس كورونا، موضحة أن فيروس كورونا هو ناتج عن التهاب فيروسى، والمضادات الحيوية لا نستعملها إلا في الأمراض الناتجة عن البكتيريا، ولكن لابد من استعمالها بشكل واعى لأننا لنا سنة نعانى من جائحة كورونا، ولكن مع الأيام المقبلة مع تطور المنحنى الوبائى ووجود لقاح، لابد من ترشيد تناول المضادات الحيوية حيث أن المضادات الحيوية يتم تناولها للكثير من المرضى للوقاية وعلاج الأمراض المعدية من مرضى السرطان والجراحات المختلفة، وخلال فترة الجائحة لابد من وجود وعى بالمجتمع الطبي ليكون هناك استخدام رشيد للمضادات الحيوية.
وأوضحت، أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تحدث نتيجة استخدامها المتكرر، وبشكل عشوائى ونفقد قدرة المضادات الحيوية على التخلص من الأمراض المعدية والميكروبات نتيجة كثيرة استخدام المضادات الحيوية بدون الرجوع الى البيانات.
وأشارت الدكتورة رنا الحجة، إلى أن الدراسات أثبتت أن عقار ريميديسفير ثبت أنه ليس له تأثير فعال في علاج مرضى فيروس كورونا، كما أن له مضاعفات خطيرة على المرضى، مشيرة الى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت بيانا عنه اليوم، مضيفة: ننصح حاليا بعدم استعمال عقار ريميديسفير لفيروس كورونا، موضحة أن الدواء الفعال في علاج مضاعفات فيروس كورونا هو عقار ديسكاميثازون، وخاصة مرضى العناية الفائقة، والذين يعانون من مضاعفات شديدة.