أطماع أردوغان في سوريا والعراق وليبيا شغلته عن شعبه.. والداخل التركي يغلي من الفساد والإهمال

قادت الأطماع الخارجية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده إلى الهاوية، أصبحت تعاني البلاد من أوضاع اقتصادية مهلهلة، حتى ظهرت مشاهد لأفراد من الشعب التركي يصرخون من تدهور أحوالهم المعيشية وخاصة مع أزمة كورونا التي ضربت البلاد وفشل نظام أردوغان أيضا في التعامل معها، فضلا عن الوضع السياسي المشتعل بالغضب من المعارضة بسبب السياسات التي قادت البلاد إلى الانتحار.

 

تعتبر استقالة وزراء من الحكومة التركية، على خلفية اتهامات بالفساد وغسيل الأموال من أبرز الأزمات السياسية التي واجهت أردوغان منذ توليه رئاسة الحكومة التركية عام 2002

إن الاستقالة من المنصب الوزاري لا تشكل بحد ذاتها سببا مباشرة لأزمة سياسية كتلك التي تعيشها تركيا اليوم، إنما طبيعة العمل الحكومي تستدعي استقالة وزراء وتشكيلات حكومية جديدة لمراعاة ظروف طارئة. لكن ارتباط الاستقالات الأخيرة بملفات فساد وتبييض أموال يضفي على القضية أهمية خاصة.

إن فساد حزب "العدالة والتنمية" الذي يّدعي أنه قائم على تطبيق مبادئ الشفافية والنزاهة ومحاربة الفساد، هو ضربة مؤلمة لحزب روج له على أنه نموذج على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي يحتذى به في العالم العربي بشكل خاص.

 

وطالت حملة من الاعتقالات 30 مسؤولا مقربا من أردوغان نفسه، على خلفية قضايا تتعلق بالفساد، وهي تأكيد على الانقسامات داخل حزب "العدالة والتنمية" مع اقتراب الانتخابات المحلية والرئاسية.

 

ويملك فتح الله جوالن مفاتيح الشرطة ووزارة العدل، وهو يكشف يوما تلو الآخر تجاوزات تركيا فى محيطها الإقليمي والتجاوزات السياسية الداخلية فى مجالات حقوق الإنسان وحرية الصحافة، ويرى جولن أن أردوغان ينتهج سياسة "الذبح" والتي تخالف مبادئ الحزب المعتدلة.

 

ويهدد الصراع على السلطة تركيا، فهناك صراع معقد ومبهم إلى حد بعيد على السلطة بين حزب أردوغان والحركة الإسلامية التي يقودها جولن والذي يشغل أتباع مناصب مهمة في القضاء ومفاصل الدولة الأخرى التي من خلالها ساعدوا أردوغان من أجل التغلب على هيمنة الجيش، والآن يبدو أنهم يستهدفون بعض أقرب مساعدي أردوغان.

 

لقد كان لفشل مشروع أردوغان القائم على الأطماع الخارجية نتائج مباشرة على قوة تأثير تركيا في الأحداث السياسية في الشرق الأوسط. فدعم أردوغان للجماعات الإرهابية والتدخل في سوريا كان بمثابة جلطة ما قبل الموت، إذ إنه فقد المصداقية أمام شعبه والتصق اسمه لدى شعوب العالم بالإرهاب، بحيث أصبحت المعادلة عند الأرتراك هي: أردوغان حاكم متسلط فاشل وفاسد. إن ترابط العوامل الداخلية والخارجية جعل من تركيا دولة مريضة

وأفقدها حضورها السياسي في المنطقة، فخسرت خلال سنتين أهم ما كانت قد حققته في السنوات العشر الماضية، من اقتصاد قوي ونموذجية سياسية.

 

تعنت أردوغان في إدارته للأزمة قد يزيد من الطين بلة ويدخل الأتراك إلى نقطة بلا رجعة ومنها إلى مجاعات وفقر مدقع وسوء معيشة، فمن الواضح أن أردوغان أصبح منفصلا تماما عن الداخل التركي كل ذلك يقودنا إلى سؤال حتمي وخاصة في ظل الغليان الداخلي التركي: هل فعالً انتهى أردوغان وأيامه أصبحت معدودة؟