وسط تحذيرات حلف الناتو.. لماذا يسعى ترامب لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق؟
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 11:50 م
أكدت مصادر أمريكية، اتجاه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لإصدار أمرا بخفض القوات الأميركية في كلا من أفغانستان والعراق، خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط تحذيرات من حلف شمال الأطلسي، إذ سيؤدي قرار الإدارة الأمريكية إلى خفض قوات الولايات المتحدة إلى 2500 في أفغانستان، ومثله في العراق، على أن يتم ذلك قبل مغادرته البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل.
يشار إلى أن دونالد ترامب، قد وعد الشعب الأمريكي، مرارًا، بعزمه فى إنهاء الحروب التى لا نهاية، بخفض عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان إلى 2500 جندى بمطلع 2021، وتحدّث فى إحدى المرّات عن رغبته بعودة كل الجنود من هذا البلد بحلول 25 ديسمبر.
وتلقت وزارة الدفاع الأمريكية تعليمات للتحضير لسحب حوالى 2000 جندى من أفغانستان، و500 جندى من العراق، قبل أن يسلم ترامب السلطة إلى خلفه الديمقراطى جو بايدن، فى 20 يناير المقبل، فى خطوة ستعنى فى حال حدوثها أن الولايات المتّحدة، ستبقي على كتيبة عسكرية واحدة فى كل من هذين البلدين، قوامها حوالى 2500 جندي.
في المقابل، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى، ينس ستولتنبرج، من ثمن باهظ حال سحب دونالد ترامب، القوات الأمريكية من أفغانستان، من أن انسحابا متسرعا للحلف من أفغانستان سيكون ثمنه باهظاً جداً مع خطر تحول هذا البلد مجدداً إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين، الذين يخططون وينظمون هجمات في البلاد الأوروبية، ويمكن أن يعلن تنظيم داعش مجددا فى أفغانستان، خلافة الرعب التى خسرها فى سوريا والعراق، وأن الحلف يواجه الآن قرارا صعبا، قائلا: "نحن فى أفغانستان منذما يقرب من 20 عاما، ولا يريد أى من حلفاء الناتو البقاء لفترة أطول من اللازم، لكن فى الوقت نفسه ثمن المغادرة فى وقت مبكر للغاية وبطريقة غير منسقة قد يكون باهظا للغاية".
فيما حذر زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ الجمهورى الأمريكى، ميتش ماكونيل، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، من مغبة تسريع وتيرة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أو العراق، معتبرا أن هذا الإجراء من شأنه أن يهدى الحركات المتشددة "نصرا دعائيا عظيما".
وقال ماكونيل فى تصريح له: "إن أقلية صغيرة فقط فى الكونجرس ستدعم الانسحاب السريع، محذرا من أن الانسحاب السريع للقوات الأمريكية من أفغانستان سيضر بحلفاء الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تكون عواقب الانسحاب الأمريكى المبكر، أسوأ من انسحاب الرئيس الأسبق باراك أوباما، من العراق فى عام 2011، سيكون بمثابة التذكير بالرحيل الأمريكى المهين من سايجون عام 1975 وسيكون بمثابة التخلى عن شركائنا فى أفغانستان".
تولى الناتو مسؤولية الجهود الأمنية الدولية فى أفغانستان عام 2003 بعد عامين من قيام تحالف - تقوده الولايات المتحدة - بالإطاحة بحكم طالبان لإيوائها زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ففى عام 2014، بدأ الحلف فى تدريب قوات الأمن الأفغانية، وتقديم المشورة لها، لكنه سحب قواته تدريجيًا تماشيًا مع اتفاق سلام توسطت فيه الولايات المتحدة.