صراع في إثيوبيا.. قصة حرب الأورومو والتيجراي بسبب النفوذ والموارد
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020 11:00 ص
عزز الخلاف بين الحكومة المركزية فى أديس أبابا، بقيادة آبى أحمد، رئيس الوزراء المنتمى لعرق الأورومو، وإقليم تيجراي المخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق في منطقة القرن الأفريقى، بعد أن تحول إلى صراع دموى، حيث هدّدت جبهة تحرير شعب تيجراي، بشن هجمات صاروخية على أسمرة عاصمة إريتريا المجاورة، حيث واتهمت إريتريا بمساعدة القوات الفيدرالية، وتعرض المنطقة المحيطة بمطار أسمرة لعدة ضربات صاروخية.
ويعد الخلاف بين الحكومة المركزية والإقليم خلاف عرقى بالأساس على النفوذ السياسى والموارد، وتعود جذور الصدام المثير للقلق في إثيوبيا بين الحكومة الفدرالية والحزب الحاكم في منطقة تيجراي الشمالية إلى احتجاجات الشارع التي أطاحت بالحكومة السابقة التي كانت تهيمن عليها "جبهة تحرير شعب تيجراي" في عام 2018.
ورغم أنّ التيجراي يشكّلون 6% فقط من سكان إثيوبيا، فقد هيمنوا على مقاليد السياسة الوطنية بالبلاد لما يقرب من 3 عقود وحتى اندلاع الاحتجاجات.
وكل ذلك تغير عندما أصبح أبيي أحمد رئيساً للوزراء فى أبريل 2018، وهو أول رئيس حكومة من عرقية أورومو، الأكبر في البلاد. وفقد التيجراى مناصب وزارية وبعض المناصب العسكرية العليا، لكن وصول أبي للسلطة لم ينصف عرقيته المهمشة لعقود.
وشكت عرقيات الأورومو والأمهرة، ثانى أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من التهميش في ظل حكم التحالف الاستبدادي القديم.
والخلاف بين رئيس الوزراء آبي أحمد وجبهة تحرير تجراي ليس وليد اللحظة بسبب الانتخابات، وإنما بدأ منذ تولي آبي أحمد رئاسة الوزراء أبريل 2018، عندما رأت الجبهة أن خططه الإصلاحية تستهدف قياداتها ورموزها.
وعلى إثر ذلك ارتفعت وتيرة الخلاف عندما أقدمت تحرير تجراي، على إجراء انتخابات بشكل منفرد، رغم قرار الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات العامة في البلاد بسبب جائحة كورونا .
وفي الـ9 من سبتمبر الماضي، أجرت حكومة إقليم تجراي انتخابات الإقليم مستندة إلى ما تقول إنها خطوة "يكفلها لها الدستور".
كما اختار برلمان إقليم تجراي، دبري صيون، رئيسا لحكومته، عقب انتخابات أعلنت أديس أبابا عدم دستوريتها.
كما اتخذ البرلمان الإثيوبي بغرفتيه، عدة قرارات عقابية ضد حكومة الإقليم، من بينها قطع التمويل ومنع التعامل معها باعتبارها حكومة غير شرعية.
وعدت الأزمة الدستورية القائمة بين إقليم تجراي والحكومة الفيدرالية سابقة في تاريخ البلاد، إذ لم يحدث أن أجرى أحد الأقاليم انتخابات منفصلة عن الانتخابات العامة التي تجرى كل 5 أعوام، وتأجلت هذا العام بسبب جائحة كورونا.
و"جبهة تحرير تجراي" هي عرابة الائتلاف السابق "الجبهة الديمقراطية الثورية"، وقادت المشهد السياسي في إثيوبيا من 1991 إلى 2018، قبل أن تغادره بوصول آبي أحمد لرئاسة الوزراء في أبريل 2018.
وتطور الخلاف بين آبي أحمد والجبهة بعد رفض الجبهة الانضمام إلى حزب الازدهار الذي شكله رئيس الوزراء الحالي مؤخرا، كائتلاف جديد بديلا للائتلاف السابق المسمى بـ"الجبهة الديمقراطية الثورية".
أسباب احتجاجات الأورومو؟
اعتادت عرقية الأورومو، الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود، وقادت احتجاجات مناهضة للحكومة السابقة على مدار 3 سنوات حتى إسقاطها.
وكانت مظاهرات اندلعت عام 2016 لزيادة الضغط على الحكومة، فلجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى تعييبن أبي رئيسا للوزراء عام 2018 بدلا من هايلي مريام ديسالين.
لكن احتجاجات الأورومو عادت من جديد، ليتكرر حديثهم عن التهمش.
وعلى مدار الثلاث سنوات السابقة، قادت قومية الأورومو احتجاجات مناهضة للحكومة، بسبب نزاع حول ملكية بعض الأراضي، واتسعت رقعة المظاهرات لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.