طرق جديدة لتعظيم التكنولوجيا من القمامة.. روبرت لفرز المخلفات بدلا من العمال
الإثنين، 16 نوفمبر 2020 10:00 م
تسعى كبرى دول العالم إلى تعظيم الاستفادة من القمامة وادخال التكنولوجيا على وسائل جمعها، وتحويلها إلى مصدر يضر الكثير من الأموال بدلا من اعتبارها أزمة كما يحدث في دول العالم العربي والشرق الأوسط، وأثبتت دول عظمى اقتصاديا مثل الصين واليابان نجاح تجربتها مع وسائل جمع القمامة، حيث أدخلت بعض وسائل التكنولوجيا عليها لتوليد الطاقة وأيضا حفظ التباعد مع تفشي كورونا، ففي هولندا.
وابتكر طلاب هولنديون، سيارة كهربائية تعمل بكامل طاقتها ومصنوعة بالكامل من النفايات، بما في ذلك المواد البلاستيكية التي يتم إخراجها من البحر، والزجاجات المعاد تدويرها والقمامة المنزلية، كما صنعت وسائد المقاعد من جوز الهند وشعر الخيل وهيكل السيارة مصنوع من الكتان وزجاجات بولي ايثيلين.
ونشرت وسائل اعلام محلية صور للسيارة ذات اللون الأصفر اللامع والرياضية ذات المقعدين والتي أطلق عليها الطلاب اسم «لوكا»، يمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى 90 كيلومترًا في الساعة ويصل وصولها إلى 220 كيلومترًا عند شحنها بالكامل، والسيارة صُممت وصُنعت من قبل مجموعة من 22 طالبًا في حوالي 18 شهرًا.
وبالتوجه إلى آسيا، استعانت السلطات في العاصمة اليابانية، طوكيو، بالتكنولوجيا والإنترنت مع زيادة مشكلة إلقاء القمامة وتحويل الأزمة إلى آلية جديدة تعظم الاستفادة من القمامة، حيث بدأت منطقة هاراجوكو بالعاصمة طوكيو تجربة جديدة لحل مشكلة إلقاء القمامة التي تزايدت مع الإقبال الأخير على مشروب تابيوكا أو شاي الفقاقيع، ودفعت بصناديق SmaGO، أو القمامة الذكية، القائمة على تقنية الإنترنت الأشياء والمطورة من قبل شركة أمريكية.
ووضعت الجهات صناديق القمامة الذكية في 13 مكان بمحاذاة شارع أوموتيساندو، في العاصمة، علما بأن صناديق القمامة الذكية تقوم بتوليد الطاقة عبر الألواح الشمسية وتضغط النفايات تلقائيًا عندما تمتلئ بنسبة 80%، وهذه الصناديق يمكنها استيعاب قمامة أكثر بست مرات من الصناديق العادية، وهي متصلة بالإنترنت. وسيكون جمع القمامة من الصناديق أرخص وأكثر كفاءة، مما يؤدي إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، يتم فتح الأغطية بواسطة دواسة القدم للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا.
وقالت أوجاتا رينا، من شركة فوستيك المسئولة عن مشروع صناديق القمامة الذكية، في مقابلة مع موقع "اليابان بالعربي"، إن الصناديق تقوم بضغط القمامة عند تجاوزها حدًا معينًا داخل الصندوق بفضل مجسات مزودة به، وبفضل ضغط القمامة بهذه الطريقة، يمكن استيعاب كمية قمامة أكثر بست مرات من الكمية العادية قبل إدخال مثل هذه التقنية. كما تساعد على تفادي قدر المستطاع امتلاء الصناديق إلى حد لا يمكن معه إلقاء المزيد من القمامة.
وجرى إدخال هذه الصناديق الذكية في مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الامريكية، مما ساعد على تقليل عدد مرات جمع القمامة بنسبة 90% مقارنة بقبل وجودها. كما ساهمت في خفض تكاليف جمع القمامة بنسبة 70%.
وفي الصين، تواصل السلطات العمل على التوسع في استخدام الروبوتات في كل الأنشطة الحياتية وتقليل الاعتماد على العنصر البشري، ولاسيما مع انتشار جائحة كورونا في العالم، ومع دفع الصين بالروبوت في كافة مناحي الحياة في الفنادق والمطاعم والمطارات وأيضا الشوارع، بدأت تطوير تقنيات لروبوتات تمكن هيئات النظافة من إتمام عملها بصورة آلية شبه كاملة دون تدخل البشر.
ونشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية على حسابها الرسمي بموقع «تويتر»، صور للروبوت الصيني الجديد الخاص بجمع القمامة، حيث ظهر الروبوت الذكي لفرز القمامة في مدينة هانجتشو بمقاطعة تشجيانغ الشرقية الصينية، و بدعم من التعلم البصري وتقنيات تحديد المواقع الملاحية.
ويمكن للروبوت الصيني أن يعمل لمدة 8 ساعات متتالية، والتقاط وفرز 17.5 كيلو جرام من القمامة بمعدل دقة تحديد 98% على القمامة القابلة لإعادة التدوير، والروبوت الجديد تم تطويره في الصين لجمع القمامة، حيث يستطيع القيام بمهامه بدقة كبيرة اعتمادا على أنظمة توجيه تعتمد على استخدام وسائل متطورة لتحديد المواقع.