النمسا تقضي على أحلام الإخوان في أوروبا.. حظر الجماعة ومداهمة قياداتها وتجميد حساباتهم
الإثنين، 16 نوفمبر 2020 04:00 م
حملة تطهير لرموز الفساد والإرهاب في أوروبا بدأت شرارتها الأولى في فرنسا بعد جرائم الذبح الوحشية، وتلتها النمسا وغيرها، بملاحقات ممتدة تقودها دوائر الأمن الأوروبية على امتداد الخرائط والحدود في القارة العجوز، ضد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، والكيانات والمنظمات التابعة له، وبخلاف الحملة الممتدة في بلدان وعواصم أوروبا المختلفة، إلا أن الحملة التي تقودها السلطات النمساوية تظل هي الأقوى، حيث أن جماعة الإخوان اختارت ذلك البلد الأوروبي منذ نهاية خمسينات القرن الماضي ليكون أول امتداد لها خارج مصر التي شهدت النشأة الأولي للجماعة.
النمسا
ونهاية الأسبوع الماضي، شنت الشرطة النمساوية مداهمات استهدفت 60 جمعية ومؤسسة وشخصا على صلة بالإخوان، وحققت مع 70 مشتبها بهم. كما تمت مصادرة 20 مليون يورو، وتجميد حسابات بنكية، بخلاف مصادرة عددا من الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وكذلك الوثائق البسيطة.
التصعيد الذي أقدمت عليه السلطات النمساوية لم يكن وليد اللحظة، فقبل عام ونصف العام، حظرت الحكومة استخدام ونشر شعارات الإخوان في البلاد.
ويعود أول ظهور لجماعة الإخوان في الدول الغربية إلى أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن الماضي، حينما هربت مجموعة صغيرة ومتشددة من قيادات الجماعة، أبرزها يوسف ندا وسعيد رمضان، من مصر ومنها إلى عدد من الدول العربية، قبل أن يتم الاستقرار في مدن أوروبا وأمريكا الشمالية.
الشرطة النمساوية
وبحسب تقرير نشره مدير مركز التطرف في جامعة واشنطن، لورينزو فيدينو، فإن معظم هذه العناصر الهاربة من الطلبة، كانوا من الذين استقروا في مدن أوروبا للدراسة في جامعاتها، فضلا عن بعض القيادات والمقاتلين المدربين ذوي الخبرة.
وبالنمسا وفي نفس الفترة الزمنية، دشن الإخوان وجودهم في أوروبا، عندما وصل يوسف ندا، والقيادي الآخر في الجماعة أحمد القاضي، البلد الأوروبي، قبل أن ينتقل الأخير للولايات المتحدة ويؤسس شبكة الجماعة هناك.
وفي هذه المرحلة التي يمكن تسميتها مرحلة التأسيس، استغلت "الإخوان" عدم وجود مساجد أو منظمات للمسلمين في المدن الأوروبية، وبدأوا في غرس وجودهم المشبوه عن طريق إنشاء أماكن صغيرة للصلاة والاجتماعات.
هجمات النمسا
وقال فيدينو أنه خلال الخمسين عاما الماضية، استغلت الإخوان النمسا كملاذ آمن لقيادتها وعناصرها، وقاعدة لأنشطتها في الدول العربية وأوروبا، انطلاقا من أن النمسا دولة محايدة سياسيا تملك بنية تحتية جيدة وصحافة حرة، وفرص استثمار جديدة، ونظام بنكي جيدا، وكل هذا يجعلها قاعدة مهمة لأنشطة الجماعة".
ولفت إلى أن الجماعة "خططت وأدارت في الأعوام الماضية، أنشطة داعمة لحركة حماس في غزة ومصر، من النمسا".
وأشار إلى أنه بعد سقوط نظام الإخوان في عام 2013 ، داخل مصر، وما تبع ذلك من انهيارات متتالية لتجربة الإخوان في السلطة في دولاً آخري، نظمت الجماعة حملات جمع أموال في هذا البلد الأوروبي، من أجل تنفيذ خططها في مصر".
ولم تكن المداهمات التي شنتها السلطات النمساوية ضد جمعيات وقيادات الإخوان على أراضيها، ومصادرة نحو 20 مليون يورو في صورة أصول وأموال سائلة، وتجميد حسابات بنكية، مجرد حدث عارض، وإنما حملت إشارات حول مستقبل الجماعة في النمسا
وبحسب مراقبين، فإن الحملة القائمة ضد الجماعة في كلاً من النمسا وفرنسا ستكون نواه لاتساع دائرة المواجهة مع التنظيم الدولي للإخوان والدول الأوروبية، وهو ما يعجل بقرارات أكثر حسماً ضد الجماعات المرتبطة بها، عبر حزم تشريعية وقرارات أمنية تحد من نشاطها المشبوه في دول الغرب.