السودان يحتفل بالسلام.. حشود وأغاني في استقبال وفد الجبهة الثورية
الإثنين، 16 نوفمبر 2020 12:00 ص
يحتفل السودانيون بطى صفحة عقود من الحرب، اعتبرها السودانيون مرحلة جديدة قوامها العدل والحرية والسلام والمساواة دون تميز بين أبناء الوطن الواحد. واحتشدت أعداد كبيرة من المواطنين بساحة الحرية رغم الإحترازات الصحية لجائحة الكورونا، للإحتفال بتوقيع السلام واستقبال قيادات أطراف عملية السلام التي تعتبر إضافة حقيقية للسلام واستقرار البلاد ايذاناً بالبدء الفعلي لتنفيذ إتفاق السلام علي أرض الواقع.
ورسمت الفرق الشعبية لجميع قبائل السودان لوحة جميلة تؤكد علي وحدة السودان ودخوله مرحلة جديدة، وتخللت الإحتفالات الشعبية فواصل غنائية للفنان يوسف الموصلي وجدت تجاوب كبير من المشاركين في الإحتفال، وقد تم توقيع إتفاق السلام بجوبا في الثالث عشر من أكتوبر الماضي بين الحكومة الإنتقالية وعدد من حركات الكفاح المسلح بحضور عدد من رؤساء الدول والاتحاد الافريقي والامم المتحدة كضامنين للاتفاقية.
فيما رحب رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، بوصول «قادة وشركاء التغيير» إلى الخرطوم، واصفا الحدث بأنه «بداية لإغلاق صفحة الحروب في السودان إلى الأبد». وصل في وقت سابق من الأحد، إلى الخرطوم قادة «الجبهة الثورية السودانية»، ومنى أركو مناوى رئيس «حركة تحرير السودان- جناح مناوي»، في خطوة من شأنها تنفيذ اتفاق السلام السودانى، الذى وقع في جوبا فى 3 أكتوبر الماضي.
وقال حمدوك - في عدة تغريدات على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، اليوم الأحد، إن «وصول رفاقنا وشركائنا في التغيير من قيادات حركات الكفاح المسلح اليوم إلى أرض الوطن العزيز هو تدشين حقيقي لعملية بناء السلام». وأكد أن تلك العودة من شأنها تعزيز قاعدة التوافقات السياسية الاجتماعية الداعمة للاستقرار، وتطوير الانتقال التاريخي بالسودان، وتدشين حقيقي لعملية بناء السلام، وبداية لإغلاق صفحة الحرب بالبلاد وللأبد، مضيفا أن «السلام أمانة يجب أن نحملها جميعا ونتحمل مسئوليتها».
وشدد رئيس وزراء السودان على أن المشاركة في العملية السياسية حق لكل سودانية وسوداني، لافتا إلى أنه بمشاركة الجميع «نضمن الإدارة الحكيمة للتعدد والتنوع في الثقافات والأديان، ونتمكن من بناء دولة المواطنة، التي يتساوى فيها الجميع». ومن جانبه، حيا الدكتور الهادي إدريس رئيس الجبهه الثورية السودانية الشعب السوداني بتحقيق السلام، مشيرا إلي أن السلام هدف ظللنا ننشدة لفتره طويله، وأشاد بدور دولة جنوب السودان في تحقيق السلام بعد صبر استمر لعام كامل.
وقال في المؤتمر الصحفي اليوم بمطار الخرطوم على شرف وصولهم للسودان بعد توقيع السلام، وقال: أتينا لنملك اتفاقيه السلام للشعب السوداني لأنها ملك له وهو هدف أساسي لعودتنا بعد السلام، بالإضافة إلى العمل مع الشركاء في الحكم مدنيين وعساكر لمصلحة الشعب وتحقيق شعار الثورة. وأضاف أن الاتفاقيه يجب تنفيذها وهو اتفاق مميز تم توقيعه في مناخ سياسي مختلف وهو لكل السودان وخاطب كل القضايا الجوهرية، مشددا علي ضرورة سد الفجوة في المجتمع من خلال الحكم الفيدرالي الذي يسهم في اعطا نسبة كبيرة للاقاليم الاقل نموا.
وأضاف إننا نتحمل المسؤليه من اليوم ونعلم معاناة الشعب السوداني وسنسعي بالتعاون مع الشركاء في الحكم بتحمل المسؤلية. ولفت إلى أن ما تعرضت له الندوة بالحاج يوسف من مصايقات وإطلاق رصاص امر غير مقبول وسوف لن نسمح بانزلاق السودان نحو العنف مرة أخرى، وقال أن النازحين يجب أن يعودوا الي مناطقهم في أقرب فرصه داعيا جميع رفقاء الكفاح المسلح الذين لم يوقعوا على اتفاق السلام بضرورة الإنضمام الي ركب السلام لمصلحة الشعب داعيا كل القوى السياسية بالسودان خاصة الشركاء الى العمل سويا من أجل الوحدة بين مختلف مكونات السودان السياسيه، مشيدا بدور سلفا كيرواعضاء حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام وقال إن دورهم كان فأعلا وذلل كل العقبات.
فيما قال رئيس حركة وجيش تحرير السودان مني أركو مناوي خلال مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم بمطار الخرطوم عقب وصوله من جوبا: «أتينا لترجمة اتفاق السلام في أرض الواقع». واأشار إلى وصلوهم للخرطوم من أجل مشاركة الحكومة في تحمل عبء الانتقال الديمقراطي عقب الثورة المجيدة. وأضاف مناوي إن تنفيذ الاتفاق يجب أن يبدأ بعودة النازحين واللاجئين كاولوية للحكومة التي سيتم تشكيلها بمشاركة أطراف العملية السلمية، مشيرا إلى «علينا العمل على تحمل المسؤولية وترك المشاكسات السياسية للعبور الى الديمقراطية».
وشكر رئيس حركة تحرير السودان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، لتحملهم تركة النظام السابق خلال الفترة السابقة. واحتشدت أعداد كبيرة من المواطنين بساحة الحرية رغم الإحترازات الصحية لجائحة الكرونا، للإحتفال بتوقيع السلام واستقبال قيادات أطراف عملية السلام التي تعتبر إضافة حقيقية للسلام واستقرار البلاد ايذاناً بالبدء الفعلي لتنفيذ إتفاق السلام علي أرض الواقع.
وقال منى أركو مناوي، رئيس جيش تحرير السودان، إن الوضع السياسي في السودان دخل في محيط الحريات بعد سقوط النظام السابق، داعيا إلى ضبط الحريات كما يليق للعبور بالسودان إلى المحطة الأخيرة وهى المحطة الديمقراطية. وأضاف رئيس تحرير جيش تحرير السودان، في مؤتمر صحفى عقب عودة الجبهة الثورية إلى العاصمة الخرطوم: «مشاكسات كثيرة فى الشارع السودانى تصل الى العنف احيانا وهذه مسؤولية الشعب والقادة السياسيين، ويجب علينا أن نترك هذه المشاكسات..إن هذا الجيل لديه طموحات ورغبات غير التي كانت موجودة في الساحة السياسية السودانية قبل ذلك..يجب التعامل مع الحريات بطريقة مهذبة حتى نعبر ببلادنا بر الأمان».
كان رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، وعدد من قيادات الحركة وصلوا إلى مطار الخرطوم الدولي، وكان في استقباله بمطار الخرطوم عضوا مجلس السيادة محمد حسن التعايشي ورجاء نيكولا، ووزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس، والناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، ورئيس فريق الوساطة لسلام جوبا توت قلواك، وعدد من قيادات أطراف السلام والقيادات السياسية.
والتقي رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم ببيت الضيافة قادة أطراف العملية السلمية الموقعين على إتفاق جوبا لسلام السودان. ورحب البرهان في تغريدة له بحسابه في تويتر باطراف عملية السلام وقال " مرحبا ابناء الوطن شركاء وصناع السلام فالشجعان هم من يصنعونه و السلام هو الانتصار الدائم . وكان قادة اطراف عملية السلام قد وصلوا البلاد اليوم إيذاناً ببداية مرحلة جديدة من تاريخ السودان وتنفيذا لاتفاق السلام بعد وداع الحرب.