أحدث تلك الخطوات الزيارة التى قام بها وزير الخارجية سامح شكرى لدولة الكويت حاملا رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير الكويت يدعوه لزيارة مصر، كما التقى مع ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ونقل له تهنئة الرئيس السيسى بمناسبة تسميته وليا للعهد، والتقى أيضا رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد حيث بحثا سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات وعلى الأصعدة كافة ودفع العلاقات لآفاق أرحب خلال الفترة المقبلة وتبادلا الرؤى حول التحديات التى تعصف بالمنطقة، مؤكدَين قوة وتميز العلاقات المصرية الكويتية.
وناقش الجانبان ، خلال اللقاء الذي عقد بقصر السيف ، عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
وفى ختام لقاءاته الرسمية عقد شكرى مع نظيره الكويتى الشيخ أحمد الناصر جلسة مباحثات لمناقشة مختلف أوجه العلاقات الوطيدة بين البلدين والتأكيد على موافهما تجاه أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك والمستجدات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية
كان فى استقبال شكرى لدى وصوله أمس وزير الإعلام بالوكالة، الشيخ الدكتور أحمد الناصر و السفير ضاري عجران العجران، مساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم، والسفير فهد أحمد العوضي، مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي، والسفير صالح سالم اللوغاني، مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب وزير الخارجية.
الزيارة فرصة مهمة
وفى تعليقه على الزيارة قال سفير مصر لدى الكويت طارق القونى، إن الزيارة التى يقوم بها وزير الخارجية سامح شكرى للكويت، تحظى باهتمام كبير من الجانبين، وتأتى تأكيدا للعلاقات الوطيدة بين الدولتين، والروابط المتجذرة بين الشعبين الشقيقين، وما تستندان إليه من أسس متينة لأواصر التاريخ المشترك.
طارق القونى سفير مصر لدى الكويت
وأضاف القونى أن الزيارة والرسالة التى يحملها وزير الخارجية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أخيه الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، ستمثل فرصة طيبة لتبادل أوجه النظر مع القيادة الجديدة فى الكويت، استمرارا للتشاور القائم بين قيادات ومسؤولى البلدين، مشيرا للزيارة التى قام بها الرئيس السيسى للكويت فى سبتمبر الماضي، وزيارة وزير الخارجية فى مارس الماضي.
علاقات متجذرة ومواقف مشتركة
"علاقات متجذرة وتاريخية جمعت مصر والكويت رسميا وشعبيا، تلك العلاقات جسدتها العديد من المواقف الأخوية بين البلدين، ما جعلهما بحق قلبان فى جسد واحد"، هكذا وصف إعلاميون وسياسيون بدولة الكويت العلاقات بين البلدين، مؤكدين أنه لا يمكن لأحد إفسادها أو المساس بها .
ومن جانبه، قال أمين عام ملتقى الإعلام العربي في الكويت ماضي الخميس: أتشرف بسنوات طويلة قضيتها فى مصر، وتعلمت فيها واكتسبت خبرات عظيمة، إن العلاقات بين البلدين تاريخية، ولا يمكن لأي سبب من الأسباب، أن تتأثر أو تتراجع.. مؤكدا أن العلاقات بين مصر والكويت، أو العلاقات بين الشعبين والحكومتين على مدى السنين، جسدتها الكثير من المواقف المشتركة والداعمة بين البلدين.
وأضاف الخميس: "تربطنا صداقات ونسب ومحبة وأخوة مع العديد من أطياف الشعب المصري، وتربطنا كثير من الذكريات السعيدة في مصر، ولدينا أشقاء أعزاء من الشعب المصري، يقيمون بيننا في الكويت، ويعملون في كافة المجالات، فأنا شخصيا أتشرف بسنوات طويلة قضيتها في مصر".
ومن جانبه قال وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي النصف - في تصريح سابق لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الكويت، إن العلاقة بين مصر والكويت، تعتبر قدوة يحتذى بها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، هى علاقة وثيقة، مشيرا إلى أنها تعتبر نموذجا وقدوة في العلاقات بين الدول العربية.
وأضاف أن العلاقة بين البلدين، بدأت منذ عصر مصر الحديثة، والكويت الحديثة، إبان عهد الملك أحمد فؤاد، ثم الملك فاروق، وحتى عندما جاءت ثورة 1952، وتحولت مصر إلى النظام الجمهوري، بقيت علاقتها قوية مع الكويت، وهو ما ظهر واضحا في الموقف البطولي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في نصرة الكويت، في مواجهة مطالبات الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم عام 1961 بضمها للعراق، فضلا عن فترة الرئيس الراحل أنور السادات، والتي شهدت توترا في العلاقات بين مصر وعدد من الدول العربية، الا أن العلاقة بقيت وثيقة مع الكويت.
وبدوره، قال المحامي والمحكم الكويتي خالد علي الحبيب : "تقول الحكمة أن يكون جميع البشر إخوة، وهل منا من ليس له إخوة؟، علاقة الكويت بمصر ليست إخوة فقط، فما بين تاريخ من التعاون، كان كل منا للاخر سندا ضد الأعداء، وإعمارا وقت الرخاء، وعونا وقت الأزمات، وما بين مستقبل نحلم فيه للأفضل، تبقى الكويت في قلب مصر، وتبقى مصر في عيون الكويت، فلا مجال لفتنة تفرقنا، ولا قول يزرع الخلاف فيما بيننا، ولا عيش لأهل الظلام في أوطاننا".
ومن جانبها، قالت أستاذة الاعلام بجامعة الكويت الدكتورة فاطمة سالم، إن العلاقات بين البلدين الشقيقين، هي علاقات متينة وكبيرة تمتد لسنوات طويلة.. مشددة على أن تلك العلاقات، أكبر من أي محاولة للاساءة بين البلدين أو الشعبين الشقيقين.
وأضافت "كلنا في الكويت زاملنا مصريين، سواء في العمل، أو في الجامعة، أو في الحياة الاجتماعية، وبالطبع العديد منهم، لديهم آثر ايجابي على حياتنا ومثال على ذلك، وأنا في مرحلة البكالوريوس في جامعة الكويت، درسني أستاذ فاضل، وهو الدكتور هشام مصباح، وأعتقد أن كل طلبته يذكرونه بالخير، لاخلاصه في العمل وحرصه على مصلحة طلبته، فكان له عظيم الأثر علينا جميعا، وبعد أن تخرجت من الجامعة، وبدأت مرحلة الدراسات العليا (الماجيستير والدكتوراه)، ظليت أتواصل معه في كل خطوة، وأثر عليا بشكل إيجابي في اتخاذ القرارات، والتشجيع والدعم الإيجابي، حتى أني أهديت رسالة الدكتوراه إليه، اعترافا بجميله، وهناك الكثير والكثير مثل الدكتور هشام مصباح، الذين يعملون بإخلاص، فكان لهم عظيم الأثر في المجتمع الكويتي".
وبدوره، قال الأستاذ بجامعة الكويت طارق الدويسان "أنا شخصيا عندي علاقات متميزة مع زملاء مصريين عملت معهم في جامعة الكويت، وأيضا أتذكر وقفة أحد الزملاء المصريين، وهو صديق عزيز علي منذ أكثر من 30 عاما، وهو الدكتور لطقي جعفر؛ حيث كنت أيام الغزو العراقي للكويت، في حاجة مادية، والحقيقة الرجل لم يتخل عني ولم يقصر في حقى، وتعامل معي بأرقى ما يمكن".
وأكد المخرج السينمائي الكويتي الكبير هاشم الشخص، أن مصر والكويت سيظلان دعما وسندا لبعضهم البعض كما كانا على مر الزمان، وأن العلاقات التاريخية الشامخة بين البلدين الحبيبين، أكبر من أي محاولات يائسة لتعكير صفوها.
محطات من التقارب
وتغنى حامد عز الدين الكاتب والصحفى الذى عمل رئيسا لتحرير الأنباء الكويتية وعدة صحف أخرى ومستشارا لمجلس الامة عاش سنوات طويلة فى الكويت بتلك العلاقات ، قائلا "اعتبر الكويت وطنا ثانى بالنسبة لى ، والكويتيون كانوا إخوة لى دائما ".
المحامى والمحكم الكويتى خالد على الحبيب، عبر عن تلك العلاقة قائلا:" علاقتنا تاريخ من التعاون وكنا دعما لبعضا ضد الأعداء وستبقى الكويت فى قلب مصر ، ومصر فى عيون الكويت، ولا يمكن لأحد لإثارة فتنة تفرقنا ولا قول يزرع الخلاف بيننا" .
وفى الكويت أيضا تسرى بين أبنائها المشاعر ذاتها فقد عبر سياسيوها وشعبها عن تلك المشاعر، وكثيرا ما تبارت الأقلام وصفحات السوشيال ميديا لسطر عبارات الحب فى مصر قاطعين الألسنة التى تحاول زعزعة هذه العلاقة الوطيدة، فيما أكدت الدولتان على لسان وزيرى خارجيتهما رفضهما التام لكل ما يمس العلاقات الأخوية بين البلدين ، وجرت كثير من المحادثات بين سامح شكرى وزير الخارجية ونظيره الكويتى الشيخ د.أحمد الناصر الصباح حيث تطرق الجانبان إلى التفاصيل المتعلقة بالعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين. وفق بيان رسمي صدر عن الخارجية الكويتية.
وأعرب الوزيران في هذا الصدد عن رفضهما التام للمحاولات المسيئة والهادفة إلى المساس بهذه العلاقات أو التطاول على مرتكزاتها، مؤكدين أن ما يجمع الشعبين من أواصر الأخوة أقوى من أن تنال منه مثل هذه المحاولات التى لا تعكس مشاعر الأخوة والمصير المشترك بينهما.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد الإعلام الإلكترونى بدولة الكويت فيصل خليفة الصواغ أن قوة العلاقات المصرية - الكويتية اكبر وأعمق من أن يؤثر عليها بعض الأصوات المغرضة التى لا تعبر إلا عن نفسها فقط.
وأشاد الصواغ في تصريحات لجريدة الأنباء الكويتية بما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط راسخة وتاريخية، مشددا على ان هذه العلاقات لن ينال منها دعاة الفتنة والتأزيم مطالبا بضرورة محاسبة قوية لمروجي الفتنة والإشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد الإعلام الالكتروني الكويتي، إن على وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر ووزير الخارجية المصري سامح شكري مسؤولية كبيرة في إنهاء ما يتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة من أشخاص ينتمون للبلدين يظهرون بمقاطع فيديو وتغريدات ومنشورات غير مسؤولة وسموم تبث أفكارا تعدت القيم والأخلاق والعلاقات بين البلدين ووصلت لمرحلة التعدي لرموز الدولة.
وشدد على ضرورة ضبط الخطاب الإعلامي، خاصة في ظل تجاوزات بعض وسائل الإعلام وخروج بعض الإعلاميين على منصات مختلفة تبث سمومها المدعومة من منظمات تعمل لضرب الوحدة العربية.