مصر جاهزة لمواجهة الموجة الثانية من كورونا
السبت، 14 نوفمبر 2020 09:00 مأحمد سامي
- وزيرة الصحة: الفئة العمرية من 35 إلى 50 عاماً الأكثر عرضة للإصابة.. ديسمبر ويناير الأعلى تسجيلاً للوفيات.. و27 غرفة عمليات فرعية لمتابعة الحالات الجديدة
- مستشار رئيس الجمهورية: لسنا متأكدين من دخول مصر الموجة الثانية من كورونا.. واللقاحات أمامها بعض الوقت
- مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح: مستعدون لمواجهة الموجة الثانية.. والمواطنون يتناسون أن الفيروس مازال موجوداً
- رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا: يجب الحذر واتخاذ كامل الإجراءات الاحترازية وتشديد العقوبات على المخالفين
- الصحة: مستعدون بـ600 مستشفى عزل لمواجهة إصابات كورونا. وتجهيز ٢٧ معملًا في أنحاء الجمهورية لإجراء تحاليل السفر
عادت إصابات فيروس كورونا المستجد للتزايد، مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة بعد أن كانت منخفضة خلال الشهور الماضية، وبدأت الإصابات ترتفع مرة أخرى بشكل تدريجي، ما فتح باب الحديث عن احتمالية بدء الموجة الثانية في مصر كما حدث في الكثير من دول العالم والتي شهدت ارتفاع كبير في حالات الإصابة بكوفيد 19، وهي التي حذر الكثيرون منها خلال الفترة الماضية بسبب إحساس المواطنين الزائف بالأمان والاستهانة باتخاذ الإجراءات الاحترازية.
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عرضت خلال اجتماع الحكومة الأربعاء الماضي، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريراً حول الموقف الراهن لفيروس كورونا المستجد في مصر.
وأوضحت الوزيرة أن المرحلة العمرية الأكثر إصابة بمرض كورونا المستجد بمصر تتراوح ما بين 35 و 50 عاماً، بنسبة 30.7% من إجمالي الإصابات، والمرحلة العمرية الأعلى في نسب الوفاة بكورونا من سن 60 فاكثر، بنسب تتراوح ما بين 33% و 35%، ولا تتعدى نسبة الوفاة بكورونا في الأطفال نسبة 1%.
وحذرت الوزيرة من أن أكثر الأماكن ازدحاماً وإقبالاً من المواطنين هي الأسواق، لافتة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتشديد على منع التجمعات، كما لفتت إلى أنه بات من الملحوظ عالمياً أن أعلى معدل وفيات يكون في شهري ديسمبر ويناير، نظراً لزيادة معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مشيرة إلى أنه في ظل الوباء فلابد من إتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بشكل أكبر خلال هذه الأشهر لتجنب ارتفاع معدل الوفيات.
وعرضت وزيرة الصحة والسكان أبرز استعدادات الموجة الثانية المحتملة لفيروس كورونا، فتم تشغيل 27 غرفة عمليات فرعية مرتبطة بغرفة العمليات المركزية لمتابعة وسرعة الاستجابة للحالات، فضلاً عن تحديث وإصدار النسخة الرابعة من بروتوكول علاج فيروس كورونا المستجد ومتابعة الالتزام ببروتوكولات العلاج من خلال اللجنة العلمية، مع زيادة المخزون الاستراتيجي للأدوية الخاصة ببروتوكول علاج فيروس كورونا المستجد.
وأضافت أنه تم زيادة مخزون المستلزمات الوقائية، وتدريب القوى البشرية على إصدارات البروتوكولات العلمية للتعامل مع الحالات ومكافحة العدوى، مع مضاعفة عمل منظومة المعامل على مستوى الجمهورية وزيادة القدرة التشغيلية باجمالي 61 معملاً، وكذلك رفع كفاءة مستشفيات الفرز والصدر والحميات والعزل، إلى جانب تطوير شبكة الغازات وزيادة إمداد المستشفيات بأجهزة الأشعة المقطعية، بالإضافة إلى التعاون مع منظمة الصحة العالمية، وسينوفاك لبدء تجهيز خط انتاج بشركة فاكسيرا لنقل تكنولوجيا التصنيع للقاحات فيروس كورونا المستجد، مع الانتهاء من المرحلة الأولى من التجارب السريرية على لقاحين لشركة سينوفارم على 300 ألف مشارك، فضلاً عن زيادة قدرة الخط الساخن 105، مشيرة إلى استمرار العمل بجميع مبادرات الصحة العامة، واستمرار القوافل العلاجية وتوزيع حقائب بروتوكولات العلاج، مع صرف الألبان الصناعية المدعمة لمدة 3 أشهر وتطعيمات روتينية، فضلاً عن استمرار العمل بمنظومة إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، وإصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي لمدة ثلاثة أشهر لأصحاب الأمراض المزمنة.
وأوضحت الوزيرة أنه هناك خطة مُحكمة تعتمد على تكوين احتياطي من الأدوية بدرجة عالية الخاصة بكورونا، وزيادة عدد المقاعد للخط الساخن إلى 800 مقعد بعد أن كانت 500 مقعد وربطه بأكثر من لغة، وتعديل بروتوكول العلاج الخاص بكورونا بعد الانتهاء من وضع علاج جديد علمي ودقيق وتمت دراسته بعناية، وتوافر جميع الأدوية والأجهزة ضمن البروتوكول.
كما كشفت الدكتورة هالة زايد عن وجود 320 مستشفى و58 مستشفى "حميات وصدر"، بالإضافة إلى 19 مستشفى عزل تتولى استقبال المصابين في حال حدوث موجة ثانية، موضحة أن مصر تضم 600 مستشفى مستعدة لمواجهة الجائحة، وتجهيز ٢٧ معملًا في أنحاء الجمهورية لإجراء تحاليل السفر لراغبي السفر إلى الخارج، طبقًا للاشتراطات التي اتخذتها بعض دول العالم لإلزام المسافرين بشهادة (pcr) بسلبية تحاليل فيروس كورونا قبل دخول البلد ب48 ساعة
وأضافت وزارة الصحة أنه تم رفع كفاءة البنية التحتية وتطوير أكثر من ٦٠٪ من مستشفيات الحميات والصدر ودعمها بالأجهزة وشبكات الغازات وكافة الاحتياجات اللازمة، بالإضافة إلى التدريب المستمر للقوى البشرية وتوفير برامج للتدريب في كافة التخصصات ومعايير مكافحة العدوى، وزيادة شبكة المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة والسكان من خلال ٦١ معملًا على مستوى محافظات الجمهورية وإمدادها بكافة الوسائل التكنولوجية الحديثة.
وفيما يخص استعدادات المحال التجارية لموسم تخفيضات ما يُعرف بـ«البلاك فرايداي»، وما هو متوقع أن تشهده من تزاحم، فقد شدد رئيس الوزراء ضرورة التطبيق الصارم لكافة الإجراءات الاحترازية أثناء التواجد داخل المولات والمحال التجارية، مشدداً على أنه سيتم إغلاق أي محال تخالف تلك الإجراءات لمدة 3 أيام.
الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، قال إن ما يحدث من زيادة أعداد خلال الفترة الحالية هو أمر طبيعي، وقد تكون تراكمية، فعدد الإصابة يتأرجح، وأن الاعتقاد بأن الوباء اختفى غير حقيقي، وأن الدولة جاهزة لكيفية التعامل مع أي طوارئ في حالة زيادة أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مضيفاً أن شدة الفيروس بالدولة قلت وعدد الوفيات قل عن قبل، والحالات التي تحتاج رعاية قليلة جدا.
وأضاف تاج الدين، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، لا أستطيع القول بأن مصر دخلت في الموجة الثانية لكورونا، وأن هناك توصيات دائمة من إدارة أزمة كورونا بالبقاء على أتم الاستعداد باستمرار وتقوم باتخاذ الاجراءات الاحترازية، ولذلك تم وضع 19 مستشفى عزل في جميع المحافظات، إذا ارتفع العدد بالإصابات تكون الدولة مستعدة لاستقبال الحالات المصابة، مضيفا إلي أنه يجب علي المواطنين ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات والحرص علي التباعد الإجتماعي.
وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، أن ارتفاع الأعداد كان متوقع مع دخول فصل الشتاء وانتشار الأنفلونزا الموسمية وبسبب إحساس الأمان الزائف لدى الناس أن الفيروس انتهى، فنجد ندرة في ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، مضيفا أن الوضع في مصر بشأن فيروس كورونا، أفضل كثيرًا من دول أخرى وتم وضع بروتوكولات علاجية لمواجهة الفيروس، ولم تشهد نقص سواء في الأجهزة أو الأدوية.
وكشف «تاج الدين» أن كل لقاحات فيروس كورونا المستجد ما زالت في المرحلة الإكلينيكية الثالثة ولم يتم التوصل بعد إلى نتيجة نهائية للتأكد من فاعلية اللقاح وأمانه، مضيفا أن ما أعلن عن طرح شركة فايزر العالمية للقاح كورونا يندرج تحت النتائج الأولية وذلك نتيجة عدم إعلان الشركة رسميًا في مؤتمر علمي عدد المتطوعين ونتائج الأبحاث، موضحًا أن أي لقاح يتم التأكد من فاعليته يتم اعتماده وإنتاجه ثم توزيعه على مستوى العالم، وأن هناك هيئة عالمية تتولى الإشراف على اللقاحات لاعتمادها والموافقة عليها وتوزيعها، لافتًا إلى أن الدولة المصرية على تواصل مع المؤسسات العلمية القائمة على إنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا للحصول على حصة من اللقاح بعد اعتماده عالميًا.
وفي نفس السياق أكد الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أنه لا يمكن أن نجذم أن ما يحدث من زيادة أعداد هو موجة ثانية من كورونا في مصر ولكننا يمكن أن نقول أننا على مشارف أو بداية الدخول في موجة ثانية، ومن المتوقع زيادة أكبر في الأعداد بسبب تخفيف المواطنين لإجراءاتهم الاحترازية، مضيفاً أن المواطنين تناسوا أن الفيروس مازال موجود ولم ينته ولم يراع التباعد وارتداء الكمامات، وهذا حدث في جميع الدول وليست مصر فقط، ولكننا نرى ما حدث في الدول الأخرى التي أهمل شعبها ونزعوا الكمامات ولم يحافظوا على التباعد الاجتماعي أو أي إجراء من الإجراءات الوقائية من كورونا، لذلك يجب اتخاذ ما حدث معهم عبرة حيث إن بعض الدول بدأت أن تغلق على نفسها مرة أخرى وانتشار الفيروس سيؤثر عليها بكل المقاييس.
وأضاف رئيس قسم المناعة بالمصل واللقاح، في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة"، أنه من المعروف أن الموجة الثانية تبدأ في الظهور بعد انتهاء الموجة الأولى ووصولنا إلى صفر إصابات، ولكننا لم نصل للصفر إصابات حتى الآن، ولكن يمكن دخولنا للموجة الثانية دون الوصول للصفر إصابات وذلك إذا ارتفعت الإصابات بشكل كبير خلال الفترة القادمة، مضيفا أن مستشفيات العزل مستعدة في حالة أي زيادة في الحالات والتي تحتاج رعاية مركزة فكل ذلك موجود ومتوفر، وأنه لا توجد حالات تحتاج للمستشفى والعديد من الحالات تُعالج في المنازل، مؤكدا أنه على مستوى الدولة والمستوى الطبى لم نفقد العزيمة والاستمرارية والمتابعة.
وأكد الحداد، أن المنظومة الصحية المصرية أصبحت أكثر خبرة في التعامل مع الفيروس عن بداية ظهوره، وأصبحنا متمكنين في كيفية التعامل مع المريض واستخدام بروتوكلات العلاج بحسب وضع المريض فلا يوجد قلق في هذا الشأن.
تتماثل أعراض كورونا مع أعراض الإنفلونزا، وغالبا ما تبدأ أعراض كورونا بأعراض البرد العادي ومن ثم يشتد، وتبدأ بارتفاع في درجات الحرارة وتكسير شديد في العظام، وزيادة الرشح، ومشاكل تنفسية شديدة، وعدم القدرة على التذوق والشم، ونظرا لأن أعراض كورونا متشابهة مع الإنفلونزا، فلابد أن يقوم كل شخص بالعزل بمجرد الشعور بالتعب حتى إذا كان يعني من برد بسيط ويتعامل معه على أنه كورونا كإجراء احترازي حتى يثبت غير ذلك، فيقوم بالعزل المنزلي وارتداء الكمامة، وفي حالة زيادة الآلام يجب التوجه للطبيب فورًا لعمل الفحوصات اللازمة.
الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، بوزارة الصحة أكد أن فصل الشتاء من الفصول التي تنشط فيها الفيروسات بشكل عام، وكورونا أيضًا، لافتا إلى أن أوروبا شهدت زيادة في أعداد الإصابات، وهذه الزيادة لا تحكمها فقط العامل الجوي ودخول فصل الشتاء، ولكن سلوك المواطن، منوهًا بأن الإجراءات الاحترازية هي طوق الأمان للمواطنين وسلامتهم من فيروس كورونا، والمسافة الآمنة والتهوية تساعد بشكل كبير على عدم انتشار كورونا.
وأضاف حسني، أن الموجة الثانية مثل الموجة الأولى بنفس شدة المرض، لافتاً إلى أن 80% من الإصابات بسيطة، و20% متوسطة، وأنه يجب الحذر واتخاذ كامل الإجراءات الاحترازية وفى مقدمتها الكمامة، وتشديد العقوبات على مخالفى ارتداء الكمامة ، مشيرا إلي أنه من المتوقع حدوث زيادة في إصابات كورونا الأيام المقبلة بسبب التجمع فى الأماكن المغلقة والتهوية غير السليمة وعدم التعرض للشمس، الذي يؤثر على المناعة ويساعد على انتشار الفيروسات ولكنها لن تكون الأرقام التي ترهق المنظومة الصحية في مصر.
وأوضح حسني، أنه جرى تحديث بروتوكول علاج فيروس كورونا، وتم توفير الأدوية الموجودة في االبروتوكول وتم إضافة مضادات للفيروسات تستغل لعلاج الكورونا والأنفلونزا سويا لافتا إلى أن اليوم الـ 12 من الاصابة بكروونا يمثل مفصلا مهما فى رحلة العلاج بين نشاط الفيروس والنشاط المناعى للحالة مشيرا إلي أنه تم إضافة مضادات الفيروسات ومثبطات المناعة ومضادات التجلط وتم توفير أجهزة اكسجين جديدة لها القدرة على حماية الحالات التى تم اضطرارها للوضع على اجهزة التنفس الصناعى.
وأشار رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إلى أن الوزارة تمكنت من حجز نحو 20% من احتياجات مصر من لقاح شركة فايزر الأمريكية، وذلك بعد أن رحبت منظمة الصحة العالمية بالنتائج التي أعلنتها شركتا "فايزر" و"بيونتيك"، التي أثبتت نجاح اللقاح الذي تعملان على تطويره ضد فيروس كورونا المستجد، لتؤكد المنظمة أنه من الممكن أن "يغير الوضع الوبائي للفيروس بحلول مارس 2021"، مضيفا أنه تم حجز نحو 30% من لقاح إكسفورد، وهناك نحو 11 لقاحا بالمراحل النهائية وشاركت مصر بالتجارب السريرية للقاحين منهما.
خطة وزارة التعليم لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا
ووضعت وزارة التربية والتعليم خطة لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان خلال العام الدراسي الحالي لحماية التلاميذ، وفي حالة نفشي فيروس كورونا مرة أخري سيكون التدريس الأونلاين هو سيناريو الوزارة الأول.
وسيتم تشغيل العديد من المنصات الإلكترونية التعليمية لمساعدة الطلاب في المذاكرة، مثل نظام إدارة التعلم LMS.EKB.EG، مع إتاحة العديد من الوسائل المساعدة مثل: "القنوات التليفزيونية التعليمية، منصة البث المباشر للحصص الافتراضية، والمكتبة الإلكترونية study.ekb.eg، ومنصة إدمودو، ومكتبة الدروس الإلكترونية، وبرنامج اسأل المعلم، والكتب التفاعلية الإلكترونية"، وذلك لمساعدة الطالب على الحصول على المعلومات والمعارف بطرق مبتكرة تناسب العصر المعرفي الذي نعيشه الآن.
كما وضعت التعليم عدة سيناريوهات في حال ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا في المدارس، وأكدت الوزارة أنه سوف يتم غلق «الفصل» في حال حدوث أكثر من حالة مؤكدة في نفس الفصل خلال أسبوعين، يتم غلق الفصل لمدة 28 يومًا تبدأ من تاريخ بداية تنفيذ قرار الغلق وتتخذ القرار كل من الإدارة التعليمية والإدارة الصحية.