ذكرى رحيل عبد الفتاح الشعشاعي عملاق دولة التلاوة.. الصديق المقرب لأم كلثوم وعبد الوهاب
الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 04:50 م إيمان محجوب
على مر الزمان كان لمصر الريادة في عدد حفظه القرآن الكريم وتلاوته وكل عقد من الزمان كان يتخرج من الازهر الشريف أعلام متميزين في تلاوة القرأن الكريم منهم الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، الذي تمر اليوم الأربعاء 11 نوفمبر، ذكرى رحيله 58 گأحد أبرز قراء القرآن الكريم فى فترة الثلاثينات والأربعينات والذي ذاع صيته في حقبه كان بها الشيخ محمد رفعت، والشيخ على محمود، والشيخ أحمد ندا، ورغم ذلك ترك تسجيلات مميزة فى مكتبة عباقرة دولة التلاوة.
ولد الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى فى قرية شعشاع بمحافظة المنوفية فى 21 مارس عام 1890، وحفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعى وهو لم يتعد 10 سنوات من عمر، ثم سافر إلى مدينة طنطا لتلقى علوم القرآن الكريم فى المسجد الأحمدى، والتحق بعد ذلك بالأزهر الشريف فى القاهرة وتعلم القراءات هناك.
بدأت حياة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى العملية، فى القاهرة وحقق شهرة واسعة بين عمالقة دولة التلاوة مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ على محمود، والشيخ أحمد ندا، وزادت شهرته حينما قرأ مع عدد من عمالقة التلاوة فى ذلك الوقت فى الليلة الختامية لمولد الحسين رضى الله عنه بالقاهرة.
كون الشيخ الشعشاعى فرقة خاصة للتواشيح الدينية وكان فى بطانته الشيخ زكريا أحمد والذى ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى يتألق ويلمع وأصبح له جمهوره وعشاق صوته المميز، غير أنه فى عام 1930 تفرغ لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح الدينية، إثر إصابته بمرض فى حنجرته نصحه على إثره الأطباء بترك التواشيح لأنها تحتاج إلى مجهود كبير وصوت وحنجرة قوية.
قرأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى فى مأتم سعد باشا زغلول، وعدلى باشا يكن، ومحمد محمود رؤساء وزراء مصر فى ذلك الوقت، فذاع صيته أكثر وأكثر، إلا أنه حينما التحق بالإذاعة المصرية فى عام 1932 رفض بادئ الأمر التلاوة فى الميكرفون اعتقادا منه أن تلاوة القرآن الكريم فى الميكروفون حرام، ولكن بعدها صدرت فتوى تجيز تلاوة القرآن الكريم فى الميكرفون وبدأ بالفعل تسجيل عدد كبير من التلاوات للإذاعة المصرية التى نقلت شهرته إلى جميع الأرجاء فى مصر والدول العربية.
كما عين الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى قارئًا فى مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، ومسجد السيدة زينب رضى الله عنها، وحصل على العديد من الأوسمة الرسمية، وبعد وفاته وتحديدا فى عام 1990 منح الرئيس الأسبق حسنى مبارك اسم الشيخ الشعشاعى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لدوره فى مجال تلاوة القرآن.
وفى تصريحات صحفية أكد «كرير إبراهيم عبدالفتاح الشعشاعى» حفيد الشيخ، أن جده كانت له صداقات عديدة فى الوسط الفني، مثل كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب، لافتا إلى حلقة الوصل بينهم كان الشيخ زكريا أحمد والذى كان من بطانة الشيخ عبدالفتاح، وبعدها عمل فى التلحين، وأصبح حلقة الوصل، وكان اللقاء كل 15 يوما أو كل شهر، فى لقاءات متنوعة، وعلاقة صداقة.
توفى الشيخ عبدالفتاح فى 11 نوفمبر 1962 عن عمر يناهز 72 عامًا، وكانت الجنازة شعبية مهيبة، بحضور العديد من الشخصيات العامة والقيادات، وخلف وراءه تراثًا عظيما من التسجيلات القيمة للقرآن الكريم، وورث صوته ابنه الشيخ إبراهيم الشعشاعى الذى توفى 9 يونيو عام 1992.