طلال رسلان يكتب: مشهد الخيانة الإخواني والاستقواء بأوباما.. تاريخ من الفضائح
الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 11:23 ص
قبل مشاهد حج وفود جماعة الإخوان إلى الكونجرس الأمريكي بأعوام، تحديدا عام 2009، أصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على حضور قيادات الإخوان خطابه الشهير في جامعة القاهرة، وقتها اتضحت الصورة أكثر بشأن العلاقات الخفية وما يدور في الكواليس بين الجماعة والولايات المتحدة الأمريكية، وبدا الأمر بعد تلويح مرشد الإخوان لأمريكا بالتدخل في مصر أعقاب ثورة 2011، حيث لم يكن لإصرار أوباما وقتها غير معنى واحد وهو أن هذه الجماعة تتبع واشنطن وتنعم بدعمها وحمايتها.
انكشف ذلك في شهادة السفير الأمريكي السابق في هولندا، بيت هوكسترا، عندما قال إنه "بداية من 2011 قررت إدارة أوباما تغيير الاستراتيجية الجوهرية للولايات المتحدة الأمريكية بفرض الوجود الإخواني، وتوهمت أنها إذا انخرطت في التعاون مع الإخوان فإنها حتما ستغير من سلوكها، وأعطت رسالة أمان لهم في مصر بأنهم إذا ما أردوا الإطاحة بمبارك فستقف أمريكا إلى جانبهم فحدث ما حدث وضاعت مصر من أيديهم".
ولم تتوقف زيارات مرشد الإخوان للسفارة الأمريكية بالقاهرة ليطرح نفسه بديلا لمبارك، ولم يعد هناك شيء يجري في الخفاء، فأوباما يطلبهم للظهور معه والمرشد يستنجد بهم علنا، وهذا ما تضمنت شهادة السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة، آن باترسون قائلة "لقد بدأنا الاتصال بالإخوان بعد أن أصبحوا قوة سياسية، وهم أيضا حاولوا الاتصال بنا مرة أخرى".
بعدها انطلقت استراتيجية أوباما الجديدة بعد أحداث ما سمي بجمعة الغضب وما خلفته من فوضى وخراب في البلاد، بمباركة جماعة الإخوان وتورط شخصياتهم مباشرة في دعم الفوضى، حتى إن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لم تخف المخطط "فيما يتعلق بالإخوان فإن إدارة الرئيس أوباما استمرت في الاتصالات المحدودة مع الإخوان فيما يقارب الخمس سنوات أو الست سنوات، نحن نعتقد أن التغيير في المشهد السياسي في مصر يصب بمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، نحن نجري حوارات مع أعضاء الإخوان الذين يرغبون في الاتصال بنا والتعاون معنا".
في 3 أكتوبر من العام 2011 استقبل الكتاتني، برميم كومار مدير قسم مصر في جهاز الأمن القومي الأمريكي، ثم استقبل الكتاتني والعريان روبرت هورماتس مساعد وزير الخارجية هيلاري كلينتون، وفي 3 أبريل 2012 سافر وفد من الإخوان إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي، وظل الاجتماع بين الجانبين سرا حتى كشفه الإخواني محمد مرسي واعترف على جماعته وأوقعهم في فخ الخيانة.
فيما بعد انكشفت تفاصيل تعامل الأمريكان مع الإخوان في الحكم، عرضت كلينتون على مرسي تفكيك الشرطة المصرية وإعادة هيكلتها بخبرات أمريكية، ولكن الوقت لم يسعف أمريكا ولا جماعة الإخوان لتفكيك الشرطة، فقد صدر إعلان دستوري جمع الصلاحيات في يد مرسي فانفجر الغضب الشعبي، كالعادة هرع الإخوان لطلب الغيث من باترسون السفير الأمريكية، لكن بعد فوات الآون فقد قال الشعب المصري كلمته.
وبعد هتاف أنصار الإرهابية في ميدان رابعة للأمريكان سرعان ما هرعت قيادات الإخوان إلى واشنطن للتباكي والاستعطاف مرة أخرى لإنقاذهم، وطار وقتها مسئول الاستخبارات بالتنظيم الدولي للإخوان أنس التكريتي إلى البيت الأبيض، لكن التكريتي فشل في إقناع الإدارة الأمريكية بأن الإخوان قادرون على العودة لحكم مصر.
لكن حج الإخوان للكونجرس لم يتوقف واسترمت الجماعة في لعق الأحذية الأمريكية، مرة بوفد مها عزام ومرة بفريق جمال حشمت ومرة ثالثة بوفد عمرو دراج، إلا أن جميع الوفود الإخوانية التي ذهبت للتحريض ضد مصر فشلت فشلا ذريعا في واشنطن وعادت كما ذهبت.