دعوة بريطانية لتوافق عالمي حول تنظيم الفضاء.. وكبيرة المستشارين العلميين في لندن: مصر لها ثقل في هذا المجال

الإثنين، 09 نوفمبر 2020 03:40 م
دعوة بريطانية لتوافق عالمي حول تنظيم الفضاء.. وكبيرة المستشارين العلميين في لندن: مصر لها ثقل في هذا المجال

"حرب الفضاء"، ربما مصطلح معروف لمحبي السينما العالمية وسلاسل أفلام حرب الكواكب ولكنه بات كذلك مصطلحاً يستخدم إلى حد كبير بين المسئولين حول العالم باختلاف طفيف حيث أصبح "الصراع فى الفضاء" أو "سباق التسلح فى الفضاء"، يمثل تهديداً حقيقياً، وربما لن تكون أسلحة "الصراع" تقليدية تشمل صواريخ ومسدسات، بل ربما لن تتعدى كونها زر فى لوحة مفاتيح بمجرد الضغط عليه تسقط أنظمة كومبيوتر دولة بعينها، لتتوقف الأعمال والحياة اليومية لهذه الدولة وفي حوار صحفي للعالمة كارول مونديل، كبيرة المستشارين العالميين فى الخارجية البريطانية أكدت عن دعوة بلادها للتوصل إلى اتفاق حول كيفية تصرف الدول فى الفضاء، حيث قدمت المملكة المتحدة قراراً للأمم المتحدة يدعو جميع الدول فى العالم إلى الاجتماع معاً للاتفاق على كيفية التصرف في الفضاء الخارجي، وهذا نهج جديد ضروري لزيادة الثقة بين الدول العاملة في الفضاء وأيضا تلك الدول التى ترغب فى الدخول إلى هذا المحال، لمنع سباق التسلح أو الصراع الذي قد يكون له عواقب وخيمة.
 
وعن كيف استقبال هذه الدعوة من قبل الدول قالت: العالمة «كارول مونديل» كان الاستقبال جيداً، وكنا شاكرين لطلب دعم مصر، حيث أن الفضاء والعلوم الهندسية من المجالات العلمية والتكنولوجية التى توليها كلا من القاهرة ولندن اهتماماً كبيراً حيث لديهما تعاون كبير فى المجالات العلمية والابتكار، ونأمل أن تدعم مصر قرارنا والأكثر أهمية أن ترفع صوتها لإقناع الدول الأخرى بالقرار وأن تستخدم ثأثيرها كدولة كبيرة لتوصيل رسالة عن مدى أهمية ذلك، حيث أن الجميع يستفيد من استخدام الفضاء ونحتاج إلى الحفاظ عليه كمورد مستدام لأننا نستخدمه فى حياتنا اليومية فى مجالات مختلفة بسيطة ومعقدة مثل إجراء مكالمات عبر الانترنت، وأيضا فى الحفاظ على الزراعة  والتنقل بالسيارات وتخفيف حدة الكوارث. وجميع دول العالم لديها اتصال بالفضاء حتى وإن لم يكن لديها أقمار صناعية أو تواجد فعلى.
 
وأكدت أن مصر كدولة لها وضع جيد للغاية فى صناعة الفضاء لديها دور قوى يمكن أن تلعبه فى التأثير على الدول الأخرى التى ربما لا تدرك بعد مدى أهمية دعم هذا القرار.
 
وحول منافسة الدول حول العالم على أن تكون أقوى في جميع المجالات تقريبًا، وخاصة التسلح، قالت: "ما نريده حقا هو تجنب سباق تسلح فى الفضاء، لهذا تقدمنا بهذا المقترح. وهناك الكثير من الطرق فى المستقبل التى يمكن أن تكون سببا فى اندلاع هذا النوع من الصراع، أو أن يحدث نوع من أنواع سوء التفاهم أو سوء التقدير. الفضاء بالفعل متنازع عليه ويزداد ازدحامًا بشكل سريع، فهو مملوء بالأقمار الصناعية التى أحيانا ما تتصادم مع بعضها، ربما عن طريق الصدفة أو التعمد، وأحيانا يصعب معرفة ذلك. وعندما يحدث تصادم، ينتج عنه تحطم وانتشار لأجزاء هذا القمر الصناعى، وهذه الأجزاء تظل موجودة، مثلما يقع حادث تصادم بالسيارات فى الطريق، ولكننا نترك الحطام مكانه ونستخدم سيارات جديدة، ليصبح الطريق مسدودا ومن ثم مكانا خطيرا للجميع. فضلا عن أن هذه الحوادث يمكن أن ينتج عنها سوء تقدير بسبب عدم وضوح النية ليتبع ذلك رد فعل عدائى".
 
وأكدت أن السبب الآخر لأهمية دعوة المملكة المتحدة  هو أن هناك وجهة نظر تقليدية فيما يتعلق بالأسلحة ، مثل الصواريخ، ولكن التكنولوجيا حقيقة الأمر أصبحت وستصبح معقدة جدا، فالأمور تحدث بسرعة فى الفضاء، خاصة فى المدارات القريبة من الأرض، فالمسألة تتعلق بسرعة أخذ القرار، وفى نهاية المطاف سيكون الذكاء الاصطناعى وأنظمة الكومبيوتر التى تدير كل هذا. لذا نرغب فى التوصل إلى اتفاق الآن لتعريف ما هو السلوك الجيد أو السئ فى الفضاء والالتزام بالنتيجة.
 
وأضافت أن الجزء الآخر من الفضاء هو محطات فضاء أرضية، فالفضاء لا يدير نفسه بنفسه، وتلك المحطات يمكن أن تكون عرضة للهجمات أيضا أو سوء الاستخدام. ولهذا المميز فى اتفاق المملكة المتحدة هو أنه يجمع ما بين ما هو موجود فى الفضاء وعلى الأرض لضمان عدم سوء الاستخدام من خلال الموافقة على هذه الاتفاقية.
 
 
وحول سهولة تحقيق ذلك، بعدما تم إعلان الفضاء من قبل وزارة الدفاع الأمريكية فى ديسمبر الماضى"منطقة حرب"، أكدت أن هذا سبب أدعى ليكون الآن هو الوقت الأنسب لخوض هذه المحادثة بشأن الاتفاق حول كيفية التصرف فى الفضا،  ويصف الناتو الفضاء كمنطقة تشغيل، حيث تشمل عمليات تشغيل أعمالنا وأنظمتنا المدنية عبر المدن، ولهذا ينبغى حمايتها، فجميعنا علينا مشاركة الفضاء لأنه فوق جميع هذه الصراعات
 
واقترحت الولايات المتحدة اتفاقيات أرتميس - وهى بقيادة ناسا وعبارة عن رؤية مشتركة للمبادئ ، ترتكز على معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 ، لخلق بيئة آمنة وشفافة تسهل الاستكشاف والعلوم والأنشطة التجارية لصالح البشرية- وهى دولة لديها تواجد فى الفضاء ورائدة فى مجال الأقمار الصناعية المتخصصة فى مجالات البحث ولديها تليسكوبات لدراسة المجرات. لذا مع وجود ناسا، تعد الولايات المتحدة دولة مدنية رائعة لهذا علينا أن نخوض هذه المناقشة لضمان أن الفضاء ليس مكانا لسباق التسلح ،ومن هنا تأتى أهمية اتفاق المملكة المتحدة، فلا ينبغى قبول أننا خسرنا القضية، بل على العكس نحن نبدأ فى المسار الصحيح.
 
وعن استخدام  بعض الدول أقمارها الصناعية فى التجسس عثر  الدول الأخرى، أو شن اعتداء ما قالت : هذا بالضبط ما تهدف إليه اتفاقية المملكة المتحدة، فهى تطلب من كل الدول أن تخبر الأمين العام للأمم المتحدة ما الذى يعتبرونه تهديدا فى الفضاء، حتى يتسنى وضع تعريف واضح ومن ثم تجنبه. فالأقمار الصناعية تستخدم فى تخفيف من حدة الكوارث والتنبؤ بالمناخ والأعاصير وغيرها، فكل هذا له أهمية كبيرة فى كيفية عيش حياتنا وحماية الشعوب ورخائها من خلال تعزيز الزراعة على سبيل المثال. ومن هنا تأتى مرة أخرى أهمية مشاركة جميع الدول ما تظنه يشكل تهديدا وما تقترحه لمواجهته
 
ومصر كذلك يمكنها تقديم وجهة نظرها عما تعتقد أنه تهديد ومقترحاتها لكيفية مواجهته، ومن ثم ندرس الخطوات التالية مع الأمم المتحدة بحلول عام 2021، لهذا تعد هذه الاتفاقية وسيلة لإيصال المخاوف المتعلقة بالتجسس أو التهديدات الأخرى.
 
 وعن استخدامات الفضاء فى السلام ، وكيف يمكن أن يؤدي التعاون فى الفضاء إلى تعزيز الحياة على الأرض ومواجهة تغير المناخ ،أشارت « كارول» أن هناك الكثير من الطرق التى يمكن للفضاء المساعدة فيها، فالأقمار الصناعية والتكنولوجيا لديها دور محورى فى رصد ومراقبة تغير المناخ. ومصر تستخدم تطبيقات الاستشعار عن بعد لمراقبة الأرض، واستخدمت خلال السنوات الماضية تكنولوجيا الفضاء لمراقبة الأراضى الجافة الجديدة، ورصد المياه الجوفية وفهم الأنظمة المناخية الخاصة ببلادكم وكيفية التأقلم عليها وعلى تغير المناخ.
 
وما يميز علوم وتكنولوجيا الفضاء هو مدى استفادة الأجيال القادمة، سواء من العلماء أو من الأطفال حيث تفتح مداركهم على أسرار الكون وكيفية عمل المجرات والتعرف على عجائب الكون من خلال الإطلاع على الصور الحديثة، ومن ثم تتحول المناقشات البسيطة إلى اهتمام بالفيزياء والرياضة، خاصة من قبل الفتيات اللواتى يعتقدن أن هذا المجال صعب ويهيمن عليه الرجال.
 
وفى مصر، من الأشياء المثيرة التى سمعتها هى استخدام صور الأقمار الصناعية فى مجال الآثار، وهو الرابط الرائع بين القديم والعصرى، ومن هنا كل دولة يمكنها استخدام هذه التكنولوجيا بالطريقة التى تتراءى لها.
 
كما يمكن للأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء لعب دور كبير فى مواجهة تغير المناخ، من خلال رصد ومراقبة الظروف الجوية الشديدة ومدتها وصولا إلى تتبع آثار تغير المناخ مثل حرائق الغابات وتخفيف حدة الكوارث. كما يمكنها المساعدة على فهم طبيعة الأماكن ومن ثم تعزيز الزراعة على سبيل المثال فى بعض المناطق المواتية لذلك. كما يمكن دراسة فيزياء الغلاف الجوى، وكذلك التنبؤ بذوبان القمم الجليدية القطبية ومن ثم العمل على وقفها. كما تساهم فى تقديم الخدمات الحيوية، وتطوير المشاريع العلمية التى تتطلب الأقمار الصناعية لتسهيل التواصل بين المشاركين بها.
 
وعن أوجه التعاون الموجودة فعليا بين مصر والمملكة المتحدة فى هذا المجال أكدت «كارول» أن بريطانيا تتعاون مع الحكومة المصرية،  ولدينا شراكة علمية قوية مع القاهرة، مثل صندوق نيوتن مشرفة والذى تم تأسيسه فى عام 2014، وكان عام 2016 العام البريطانى المصرى  للبحث العلمى والابتكار والتعليم، وهذا يغطى مجالات عديدة من التعليم والابتكار وبرامج التبادل العلمى.
 
وتبلغ قيمة صندوق نيوتن مشرفة حوالى 50 مليون جنيه إسترلينى، لتمويل البحث العلمى والابتكار وتم تقديم ما يقرب من 450 منحة بين البلدين وهذه عبارة عن شراكة ثنائية تشمل التعاون بين العلماء فى الدولتين. ونأمل أن يتم تعزيز هذه الشراكة عبر كل المجالات مثل الفضاء.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق