سلطت دراسة جديدة للمرضى المتوفين نتيجة كورونا الضوء على تلف الرئة المحتمل الناجم عن الفيروس الجديد، فيما يمكن أن يفسر سبب معاناة بعض المرضى من مشاكل الرئة التي يسببها فيروس كورونا لفترات طويلة .
وكشفت دراسة حديثة وفقا لتقرير موقع "thehealthsite" الخصائص الفريدة لفيروس كورونا، وربما تفسر سبب معاناة المرضى من "COVID الطويل" وتجربة آثار المرض لأشهر مع الشعور بالإرهاق وقلة التنفس.
تخثر الدم على نطاق واسع في الرئتين
للتعمق أكثر، قام الباحثون بقيادة King’s College London بتحليل أعضاء 41 مريضًا ماتوا بسبب COVID-19 في مستشفى جامعة ترييستي بإيطاليا، حيث أخذ الفريق عينات من الرئة والقلب والكبد والكلى لفحص سلوك الفيروس.
أظهرت النتائج تلفًا كبيرًا في الرئة في معظم الحالات، حيث عانى المرضى من اضطراب عميق في بنية الرئة الطبيعية وتحول أنسجة الجهاز التنفسي إلى مادة ليفية.
فيما أظهر ما يقرب من 90 % من المرضى خاصيتين إضافيتين فريدتين تمامًا لـ COVID-19 مقارنة بأشكال أخرى من الالتهاب الرئوي:
أولاً ، أظهر المرضى تخثر دموي واسع النطاق في شرايين وأوردة الرئة (تجلط الدم).ثانيًا ، كانت العديد من خلايا الرئة كبيرة بشكل غير طبيعي وتحتوي على العديد من الندوب، الناتجة عن اندماج خلايا مختلفة في خلايا مفردة كبيرة.
يرجع هذا التكوين للخلايا المندمجة (المخلقة) إلى البروتين الشائك الفيروسي ، الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلية.
بالحديث عن كيفية تأثير الفيروس على الرئتين، كشف البحث أنه عندما يكون البروتين موجودًا على سطح الخلايا المصابة بفيروس COVID-19 ، فإنه يحفز اندماجها مع خلايا الرئة الطبيعية الأخرى، مما قد يكون سببًا للالتهاب والتخثر.
بالإضافة إلى ذلك ، أظهر البحث استمرارًا طويل الأمد للجينوم الفيروسي في خلايا الجهاز التنفسي، وفي الخلايا المبطنة للأوعية الدموية ، جنبًا إلى جنب مع الخلية المصابة.
يمكن أن يتسبب وجود هذه الخلايا المصابة في حدوث تغييرات هيكلية كبيرة لوحظت في الرئتين، والتي يمكن أن تستمر لعدة أسابيع أو أشهر ويمكن أن تفسر في النهاية "مرض كوفيد الطويل"، لم تجد الدراسة أي علامات علنية لعدوى فيروسية أو التهاب طويل الأمد تم اكتشافه في أعضاء أخرى.
في حديثه عن نتائج الدراسة، قال البروفيسور ماورو جياكا من مركز مؤسسة القلب البريطانية في كينجز كوليدج لندن، إن النتائج تشير إلى أن فيروس كورونا أو COVID-19 ليس مجرد مرض ناتج عن موت الخلايا المصابة بالفيروس، ولكن من المحتمل نتيجة هذه الخلايا غير الطبيعية تستمر لفترات طويلة داخل الرئتين.
يقوم الفريق الآن باختبار تأثير هذه الخلايا غير الطبيعية على تخثر الدم والالتهابات، ويبحث عن أدوية جديدة يمكنها منع البروتين الشائك الفيروسي الذي يتسبب في اندماج الخلايا.