مرصد الأزهر في أسبوع: إدانة حادث الاعتداء على مساجد في كندا أبرز نشاطه
الخميس، 05 نوفمبر 2020 09:18 مكتبت - منال القاضي
سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوءَ على عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام المحلي والعالمي خلال الأسبوع الماضي؛ حيث أدان المرصد حادث الاعتداء على مسجد «نور المدينة»، بمدينة «مونتريال» الكندية، محذِّرًا من خطورة تزايد معدلات الحوادث المعادية للمسلمين، والتي ظهرت بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة في عدد من الدول الغربية. وأكَّد المرصد أن الاعتداء على مساجد المسلمين وغيرها من دور العبادة جريمة إرهابية، وانفلات من تعاليم الرسائل السماوية والمبادئ والأعراف الإنسانية، لافتًا إلى ضرورة مواجهة خطاب كراهية المسلمين المنثور في بعض وسائل الإعلام الغربية.
وبدعوة من وزارتي الخارجية والداخلية الكولومبية، شارك مرصد الأزهر في أعمال «المنتدى الدولي للحرية الدينية أو المعتقد» الذي نظَّمته الحكومة الكولومبية عبر تقنية الفيديو كونفرانس على مدار يومي 22، و23 أكتوبر الماضي. واستعرض المرصد خلال المنتدى جهوده في مكافحة الفكر المتطرف، وتفنيد ما تبثُّه الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية من أفكار مغلوطة؛ لاستقطاب الشباب ونشر الرعب والخوف في جميع دول العالم، موضحًا أن مؤسسة الأزهر الشريف تبذل جهودًا كبيرة في نشر ثقافة السلام والأخوة والتعايش السلمي، والتي كان من ثمارها وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتورأحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وفي بثٍّ مباشر مع برنامج «صباح الخير يا مصر» الذي يُذاع على شاشة التليفزيون المصري، قال الدكتور أسامة الشبكة، مشرف بمرصد الأزهر، إن وحدة الرصد باللغة الفارسية تعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروِّجها الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تدمير الأوطان، كما تقوم بإدانة الحوادث الإرهابية التي ترتكبها تلك التنظيمات وما تنشره من خراب ودمار، مشيرًا إلى أن الوحدة تُصدِر بصفة دوريَّة إحصائيةً شهرية حول أعداد القتلى والمصابين في أفغانستان، كما أشار إلى أنه أصدر كتابًا يتناول أنشطة الجماعات الإرهابية، ويضمُّ بين دفتيه إحصاءات تحليلية ورسومًا بيانية لأعمال العنف والقتل التي ارتكبتها تلك الجماعات.
وفي لقاء مع برنامج «هذا الصباح» الذي يُذاع على قناة «النيل للأخبار»، قال الدكتور أيمن عطية، مشرف بمرصد الأزهر، إن مسألة الرسوم المسيئة للنبي ﷺ هي نتاج الفكر المتطرف الذي يتابعه المرصد بلغاته المختلفة، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة التحليل الهادفة إلى معرفة جذور هذا الفكر، ومن ثمَّ السعي الجاد إلى تفنيده وتجفيف منابعه، مضيفًا أن كلمة فضيلة الإمام الأكبر خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، تأتي في إطار الردِّ الحسن الذي أثلج صدور المسلمين في شتَّى بقاع الأرض، تأسيًا بأخلاق النبي الكريم؛ حيث كان ردًّا إيجابيًّا حمل تعريفًا بما خفي عند الآخر من سمو أخلاق النبي الكريم الذي بعثه الله لنفع البشرية جمعاء.
ولفت «عطية» إلى أن خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والذي أكَّد فيه أن «الحريات لم تأتِ مطْلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المُحكمة التي خلق الله الكون في إطارها»، أثبتت بحق أن مؤسسة الرئاسة تتعاطى مع الأحداث ومجريات الواقع.
وخلال مقابلة مع برنامج «من القاهرة» الذي يُذاع على قناة «النيل للأخبار»، قال الدكتور حمادة شعبان، مشرف بمرصد الأزهر، إن مؤسسة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر يرفضان الإساءة إلى الرموز الدينية والمقدسات، وتبرير ذلك بدعوى حرية التعبير، مؤكدًا أن هذا فهم قاصر للفرق بين الحق الإنساني في الحرية، والجريمة في حقِّ الإنسانية باسم حماية الحريات. ولفت «شعبان» إلى أن هذا ليس رأي الأزهر الشريف وحده؛ إذ إن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قضت في أكتوبر 2018 بأن الإساءة للنبي محمد ﷺ لا يمكن إدراجها ضمن حرية التعبير عن الرأي.
وعلى صعيد المقالات والتقارير المتواصلة التي تعالج قضايا مرصد الأزهر، نشر المرصد عددًا من المقالات والتقارير، من أبرزها: المقال الرابع في سلسلة «جماعات القتل باسم الدين» والذي يعرض نبذة مختصرة عن حركة «الشباب» الصومالية من حيث: نشأتها وأفكارها وأنشطتها الإرهابية، ومقال باللغة الإنجليزية تحت عنوان: «رحمة النبي ﷺ»، إضافة إلى نشر عدد من رسائل حملة «تعايشوا» باللغة الصينية، وترجمة كلمة فضيلة الإمام الأكبر في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بلغات المرصد المختلفة.