إحسان الخطيب عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي يكتب لـ"صوت الأمة": بايدن سيتخلى عن شعار "أمريكا أولاً"
الثلاثاء، 01 سبتمبر 2020 09:00 ص
لعل السؤال المطروح الآن على الساحة الامريكية هو، هل سيكون هناك فارق كبير إذا نجح بايدن، وأصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الامريكية خاصة في الشق الخارجى؟.
الإجابة على هذا السؤال تأخذنا إلى العناوين الواضحة للسياسة الخارجية للمرشح جو بايدن، التي تقوم على عدة مبادئ ومحاور، بدايتها هى التخلي عن شعار أمريكا أولاً الذى رفعه "ترامب"، وهو الشعار الذى يعطى الانطباع بأن الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها وأصدقائها، وهو ما لا يتوافق مع العلاقات التي تسعى دوماً واشنطن إلى تقويتها خارجياً.
كما أن بايدن سيعمل على إعادة الاندماج مع المؤسسات الدولية واستعمالها وتفعيلها لتحقيق الأهداف الأمريكية، مع إصلاح ما أفسده ترامب فيما يتعلق بسمعة الولايات المتحدة الامريكية وإعادة الاحترام لها، والعودة مرة أخرى إلى اتفاق باريس للمناخ، فضلاً عن النقطة المهمة وهى بناء الثقة مع الحلفاء في حلف الناتو لكى تعود الثقة لهم ويعودوا إلى الاعتماد على واشنطن مرة أخرى، مع العمل بإيمان أن قوة الولايات المتحدة ليست فقط في السلاح والاقتصاد، وإنما هي قوة ناعمة ايضاً تمتلك الكثير من مقومات القوة.
هذه هي محاور السياسة الخارجية لبايدن، والتي سيعمل على تنفيذها، لكن يبقى كذلك السؤال الأهم، والذى يتردد دوماً في الشرق الأوسط، والمتعلق بموقف الإدارة الجديدة تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الحديث عن صفقة القرن والضغط الذى تمارسه الإدارة الحالية على السلطة الفلسطينية لقبول تسوية بشروط إسرائيلية، وهو الأمر الذى جعل الجميع يأمل أن تكون الانتخابات الامريكية فرصة للتغيير في موضوع فلسطين، ووصول مرشح أقل انحيازاً لإسرائيل في موضوع القضية الفلسطينية.
وربما يكون من اللافت هنا من خلال متابعة أداء المرشحان ترامب وبايدن خلال حملاتهم الانتخابية، أن الغائب الأبرز عنهم هو قضية فلسطين وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما اعطى انطباع أنها لم تعد من الأولويات ضمن السياسة الخارجية الأمريكية، وهنا يجب توضيح حقيقة مهمة، وهى أن بايدن يعلم أن الواقع على الأرض الأن في صالح إسرائيل ويزداد سوءا للفلسطينيين، لكن هذا لا يعنى أنه سيعمل على تغيير هذا الواقع فور فوزه، لكن في ظل وجود بايدن ستكون هناك عودة إلى سياسات باراك أوباما السابقة، وحتى إن لم تتوصل هذه السياسة لحل عادل وشامل، من خلال التوصل إل حل لقضية اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، لكنها في النهاية سترسم خط جديد للتفاوض يكون معتمد على عودة جدار الثقة مع الفلسطينيين من خلال استمرار واشنطن في علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع السلطة الفلسطينية بإعادة فتح مكتب السلطة في واشنطن، وإعادة العلاقات المقطوعة، وعودة الدعم المادى للسلطة بعدما قطعه ترامب، فضلاً عن عودة واشنطن إلى موقفها المعتاد من خلال إدانة الاستيطان الإسرائيلي باعتبار الاستيطان عقبة أمام إتمام السلام.
هذه بعض النقاط المهمة في سياسة بايدن الخارجية، التي قد تكون مفيدة للتعرف على الخط الذى سيسر عليه المرشح الديمقراطى.