في تعليق نُشر في المجلة الطبية t The Lance، قالت بينجهام: «يجب أن نكون مستعدين لأنهم قد لا يمنعون العدوى بل يقللون الأعراض، وحتى في ذلك الحين ، قد لا ينجحون مع الجميع أو لفترة طويلة». وأضافت: «لا نعلم أننا سنحصل على لقاح على الإطلاق محذرة من أن «العديد وربما كل اللقاحات التي يجري التحقيق فيها حاليًا قد تفشل»، مشددة على أنه لا يعرف أنه سيتم الحصول على لقاح على الإطلاق ومن المهم الاحتراس من التراخي والتفاؤل المفرط.
وكشفت على أحد التحديات الرئيسية التي تواجه توفير لقاح كورونا في أن قدرة التصنيع العالمية للقاحات غير كافية إلى حد كبير لمليارات الجرعات المطلوبة فلن يكون هناك لقاح واحد ناجح، أو دولة واحدة، قادرة على إمداد العالم، قائلة: «نحن بحاجة ماسة إلى تعاون دولي لتجميع المخاطر والتكاليف، ومعالجة العوائق التي تحول دون الوصول، وزيادة القدرة التصنيعية لإنتاج جرعات كافية لحماية كل شخص معرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم».
وأكدت أن «البالغين الأكبر من 50 عامًا، والعاملين في مجال الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية في الخطوط الأمامية، والبالغون المصابون بأمراض مصاحبة أساسية سيكونون في المرتبة الأولى للحصول على اللقاح».
ويعتبر اللقاح مفتاحًا لإنهاء جائحة Covid-19 الذي قتل بالفعل 1.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وحذر البروفيسور بيتر دوشي مسئول المجلة الطبية البريطانية ، من أن لقاحات Covid-19 قد لا تمنع الناس من الإصابة بأمراض خطيرة أو الموت، وتحقق تجارب مئات الآلاف من المتطوعين فيما إذا كانت الجرعات التجريبية للقاح كورونا تمنع الشخص من التقاط العدوى.
وأشار إلى أن العلماء لا ينتظرون ليروا ما إذا كان المتطوعون محميين من المرض الشديد أو الموت إذا أصيبوا به وهو ما سيحدث فقط إذا لم يعمل اللقاح جيدًا قبل ذلك، وهو ما يعد هذا مصدر قلق خاص لكبار السن، الذين هم أكثر عرضة لخطر نتائج Covid-19 الشديدة، لأن اللقاح قد لا يكون فعالًا في حمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا في المقام الأول، وعادة لا تعمل اللقاحات بشكل جيد لمن هم فوق سن الستين لأن لديهم جهاز مناعي مسن.
كما كشف البروفيسور دوشي من جامعة ماريلاند الأمريكية أن الدراسات لن تثبت أنه يمكن كبح انتقال العدوى بين الناس لا يقيس العلماء ما إذا كان أولئك الذين يصابون به قد نقلوه إلى الأصدقاء والعائلة ، بغض النظر عما إذا كانوا قد أصيبوا بالمرض.
فيما أكد الدكتور أندرو بريستون عالم اللقاحات في جامعة باث البريطانية، أن تغطية كل مظهر من مظاهر مرض كوفيد يتطلب تجارب كبيرة جدًا، تستمر لفترات طويلة، ومن المحتمل جدًا أن تكون مستحيلة تشغيل وتمويل، وسوف نؤخر البيانات لفترة طويلة لدرجة أننا سنعيش دون أي تدخل بوساطة اللقاح لسنوات قادمة.
كما أن اختبار اللقاحات في الفئات الضعيفة للغاية يتطلب تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر ثم مطالبتهم بوضع أنفسهم في المواقف التي قد يتعرضون فيها للفيروس، ستكون أخلاقيات هذا الأمر موضع شك كبير، لذا فمن المنطقي اختبار ما إذا كان اللقاح يظهر أي تأثير على الأشخاص الذين إذا أصيبوا، فإن العواقب ستكون أقل خطورة بكثير.
وشدد الخبراء على أنه من المستبعد جدًا أن يكون أي لقاح معتمد لفيروس كورونا قد أثبت فعاليته تمامًا قبل طرحه، كما تعترف منظمة الصحة العالمية بأنه «لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100%». على سبيل المثال، فإن لقاح الحصبة، الذي تم توزيعه منذ عقود، يعمل بنسبة 98 %.
وتهدف تجارب لقاح الفيروس التاجي، التي يستخدمها عشرات الآلاف من المتطوعين في جميع أنحاء العالم، إلى معرفة ما إذا كان اللقاح يمنع عدوى كورونا لكنهم لن يكشفوا ما إذا كانت اللقاحات توقف سلسلة الانتقال، أو تمنع شخصًا من المرض الشديد أو الموت، فهذا الأمر يستغرق عدة سنوات لتقييم ما إذا كان اللقاح ينقذ الأرواح بالفعل، وهذا هو السبب في أن العلماء قد قطعوا الطريق من أجل تطوير لقاح يقلل على الأقل من خطر الإصابة به.
وإذا ثبت أن أي لقاح فعال بنسبة 95 %، وهو ما يُعتقد أنه غير مرجح بالنظر إلى الإطار الزمني القصير الذي عمل فيه العلماء، فقد يتم إعطاؤه لعدد أكبر من الأشخاص.