الساقط يرفع إيده.. طارق زيدان فشل في انتخابات النواب فحاول تشويه صورتها
الخميس، 29 أكتوبر 2020 05:07 م
على مدارالأيام الماضية كانت انتخابات مجلس النواب هى العنوان الأبرز لمسيرة استكمال البنيان السياسى، نواب اختارهم ويختارهم الشعب بكل نزاهة وشفافية، يعبرون عن إرادة المواطنين وحدهم ويستعدون لأداء دورهم كاملا فى التشريع والرقابة وكتابة سطور النجاح فى مصر، فهناك مشاركة حقيقة من كافة الأطياف السياسية والكوادر الحزبية.
الدليل على ذلك كان مجلس الشيوخ وما يضمه من تنوع فكري حيث يضم تمثيل لكافة الأراء، بالإضافة لانتخابات مجلس النواب 2020، كل هذا يؤكد أن هناك إثراء للحياة الحزبية على الأرض، وأن تحصد قائمة لم يسمع عنها احد في الشارع المصرى نسبة 35% من الأصوات كل هذا يعنى ان هناك نزاهة وحرية في عملية الاقتراع، ولكن ان يأتي من خسر معركته الانتخابية ويطعن ويشكك في هذه العملية فهذا الأمر غير مقبول، وهذا يجعلنا نطرح تساؤلا، هل كل من خسر معركته الانتخابية يذهب ليشكك ويطعن في نزاهة العملية الانتخابية ويشوه الصورة؟.
وسعي طارق زيدان، رئيس حزب نداء مصر، لتشويه صورة العملية الانتخابية والتشكيك في العملية السياسية برمتها، لماذا لم يراجع نفسه قليلا بأنه حصد 35% من الأصوات على الرغم من عدم وجود في الشارع المصرى، فالجميع يعلم أن التواجد في الشارع هو مقياس والمؤشر الحقيقي الذى ينعكس على ما يحصده كل حزب من إجمالي الأصوات، نريد أن نوجه لطارق تساؤلا، كيف حصلت القائمة على كل هذه الأصوات على الرغم من عدم تواجدك على الأرض؟، أليس هذا كاف أن العملية الانتخابية شهدت نزاهة وشافية؟، أم أن هناك اعتبارات أخرى.
خرج "زيدان" الذى لا يعرفه احد في الشارع المصري بتصريحات جوفاء ليخفى خسارته في مجموعة من التصريحات التي يروج لها عن نزاهة العملية الانتخابية، تناسى هذا الشخص شهادات أعضاء البعثة الدولية المشتركة لمتابعة الانتخابات، التى ضمت 7 منظمات دولية من أوروبا وأفريقيا، وأصدرت تقريرا واضحا يجزم بنزاهة الانتخابات، وحياد المؤسسات الرسمية، وعدم رصد أية مخالفات قد تؤثر على النتائج، ولم يجد له مخرجا من الفشل الذريع فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب إلا التشكيك فى نزاهة العملية السياسية برمّتها، فى محاولة تبدو ساذجة نوعا ما للتغطية على الفشل.
ما حصلت عليه قائمة "نداء مصر" من أصوات ترجمة حقيقة لشفافية العملية السياسية، فهذه الأصوات تفوق حجم تواجد الحزب في الشارع، فهو حزب وليد تأسس عقب أحداث يناير 2011، وسُجّلت عليه ملاحظات عديدة من سياسيين وشخصيات عامة خلال الفترة بين 2011 وثورة 30 يونيو، فكيف يرى "طارق" أن تلك النسبة غير منطقة إذا قُورنت بحجم الحزب وقائمته فى الشارع؟، فى مقابل أحزاب ذات رصيد سياسي وجماهيري تاريخي، فضلا عن قائمة لها أفكار واضحة لا تحتمل الشك أو التأويل.
ولعل "طارق" يعلم أن حصول قائمة انتخابية بها حزب غير معروف في الشارع على هذه النسبة من الأصوات مما يؤكد ان الدولة تقف على مسافة واحدة من الجميع، ويؤكد أيضا بما لا يدع مجال للشك نزاهة العملية الانتخابية، وحياد الدولة أمام كل المتنافسين، واحترام الإرادة الشعبية وما تُسفر عنه الصناديق المحمية بالقضاء والهيئة الوطنية للانتخابات و شيوخها الأجلاء.
وهل يريد طارق زيدان ان يستغل القائمة في تلميع نفسه، وأن يستغل الحزب والقائمة في تحقيق هذا الغرض، وهذا كل من يخسر العلمية الانتخابية لم يجد سلاحا للتشكيك فى الانتخابات أقوى من توجيه الاتهامات باستخدام المال السياسي والرشاوى الانتخابية وشراء الأصوات، ولم يلتفت إلى أثر تلك الاتهامات على الدولة المصرية وجهودها فى تعزيز مسار الديمقراطية، ولكنه يبدو للجميع أنه يريد تحقيق مصالح شخصية أو ان يجد شماعة ليعلق عليها إخفاقه في العملية الانتخابية وذهب بخياله بعيدا وذهب يكيل الاتهامات للعملية السياسية.