تتابع الأوساط السياسية الإيرانية ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما إذا سيفوز الرئيس الحالي دونالد ترامب، بولاية ثانية أم سيعاود الديموقراطيين مرة أخرى إلى البيت الأبيض، في حالة فوز المنافس القوي جو بايدن، إلا أنها لا تنتظر الكثير من نتيجة الانتخابات، فقد تتغير المعادلة داخل طهران، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في 18 يونيو 2021 في حال فوز رئيس إيراني متشدد.
المواقف المرشحين الأمريكيين من ملف إيران
نفذ الرئيس الأمريكي الحالي والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، استراتيجية ضغط قصوى على إيران، ومارس معها سياسة لي الذراع بإعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، والتي فرض بموجبها الكثير من العقوبات القاسية على اقتصاد طهران المتردي، بهدف تراجعها وعودتها إلى طاولة المفاوضات لإبرام اتفاق نووي جديد، يحمل بنودا مختلفة أرادها ترامب.
في المقابل انتقد المرشّح الرئاسي الديموقراطي جو بايدن، إلغاء الاتفاق النووي الذي كان وقّعته إدارة باراك أوباما مع إيران عام 2015، وأعلن عن عودته للالتزام مرة أخرى بالاتفاقية الملغاه في حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وصرح بأنه سيسعى إلى نزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران، في الوقت ذاته دعا مع عدد من النواب الديموقراطيين في أبريل الماضي، إلى تخفيف العقوبات عن إيران والسماح لها بالحصول على مساعدات طبية من أجل مكافحة فيروس كورونا، الأمر الذي يضعه في مكانة جيدة لدى مؤيدي التسوية الشاملة مع إيران داخل الدوائر الأمريكية.
تباين الموقف الإيراني
تنتاب الأوساط السياسية الإيرانية والمحللين، ميول عامة بأنه في حال فوز بايدن، فإن الأمر سيكون أفضل لصالح طهران، وسط توقعاتهم برفعه العقوبات عن كاهلهم، غير أن هناك ثمة تباين بين السياسيين والمحللين الإيرانيين، فبعضهم يفضّل فوز المرشح الديمقراطي، خاصة مع احتمالية تغيره لسياسة الولايات المتحدة في الملف الإيراني، ويعيد القبول بالاتفاق النووي السابق، الذي بموجبه سترفع واشنطن، عقوباتها الاقتصادية الراهنة مقابل معاودة التزام إيران، بالقيود التي فرضها الاتفاق السابق على برنامجها النووي.
في المقابل، يرى آخرون عدم التعويل كثيرا على من سيدير البيت الأبيض، وكرر مسؤولون، مثل الرئيس حسن روحاني المحسوب على المعتدلين، وفريقه بما فيهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، القول بأن طهران، لا تكترث كثيرا باسم الفائز في الانتخابات الأمريكية، لطالما أبقت إيران على سياساتها الاقليمية.
وفي هذا الشأن، يرى فريدون مجلسي، المحلل الإيراني، أن جو بايدن، سيواصل اتباع نهج الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كونه كان نائب له وحاضرًا وفاعلًا في التخطيط للاتفاق النووي، وتابع الخبير في الشؤون الدولية، مع وجود بايدن في البيت الأبيض، نتوقع بشكل أساس أن ينتهج سياسات مماثلة لسياسات الرئيس السابق أوباما تجاه إيران.
بينما في المقبل، يرى محللين آخرين أي اختلافا كثيرا لدى بايدن، حيث أوضح أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة طهران ساسان كريمي، أن المتشددين والإصلاحيين داخل إيران، ينظرون للانتخابات الأمريكية من منظور مصالحهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة مايو 2021، وسط تزايد سخونة الوضع في طهران، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات المضطربة، وأنها هي من ستحدد ما إذا كانت الحكومة المستقبلية ستجلس إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى مع واشنطن أم ستتشبث بمواقفها الحالية، غير أنه رأى أيضا استفادة المتشددين والتقليديين في حال فاز ترامب، من تواجده في السلطة، من خلال مهاجمته بهدف الحفاظ على شهرتهم وتحضيرهم لأوراقهم للانتخابات الرئاسية في إيران 2021.
في الوقت ذاته، جاء رأي الشارع الإيراني مختلفا، حيث أجرى مركز طلاب إيران لاستطلاعات الرأي «إيسبا»، التابع للحكومة الإيرانية، وأظهر أن 31.4% فقط من الإيرانيين يعرفون المرشحين في الولايات المتحدة، بينما 56% يعتقدون فوز دونالد ترامب، بالانتخابات الأمريكية، فيما يؤيد 27.4% فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وكذلك يميل نحو 14.5% إلى انتخاب ترامب، مجددا.