لازال تداعيات قضية وفاة رضيع طوخ تثير الغضب وسط الأهالي، خاصة بعد أن تم إزاحة الستار عن الكثير من تفاصيل القضية التي كان عنوانها الإهمال، بسبب ترك الطفل من جانب والدته ووالده لمدة 9 أيام وحيدا بشقتهما دون طعام أو شراب ليلقى مصرعه من شدة الجوع، خاصة بعد أن تحدثت أسرة والدة الرضيع المتوفى، ونفت كافة الإدعاءات التى خرجت بها أسرة والد الضحية، وتحميل ابنتهم كافة العواقب على وفاة الطفل وسوء معاملتها لزوجها وأطفالها.
وأضاف "عنتر" أن زوج ابنته تعدى عليها مرات ومرات، منها يوم ولادة نجلها الأكبر "مروان" صاحب العامين الأن، موضحا "كعادة أهل الريف عند ولادة الإبنه تذهب إليها أمها وأختها للقيام بخدمتها حتى فترة النفاث، إلا أنه تعدى على ابنتى وهى بجرح الولادة وزوجتى وابنتى وطردوها بعد الولادة بساعات، وبالفعل حضرت إلى ابنتى، وحررنا محضر تعدى بمركز شرطة طوخ، إلا أنه بعد فترة تم التصالح".
وتابع جد رضيع طوخ المتوفى، أن زوج ابنته كان يتعامل معها بالمصروف الشهرى، لكن كان دائما ما يتهمها بأن تمحنهم أموال زوجها، قائلا: "كان أول ما يديها فلوس الشهر اللى هي أصلا متكفيش أسبوع مصروف بيت، يقعد يسمم بدنها بالكلام، ويقولها عندك عمرة النهاردة يعنى أنتى هتروحى تودى مصروف البيت لأبوكى، وإحنا الحمد لله الحالة مرتاحة، دا هو استلف من بنتى التانية 1000 جنيه ولحد دلوقتى مش راضى يسدده ليها، ولما مراته سألته عليه قال عند ربنا".
وأوضح،: "لما بنتى بدأت تود أم زوجها في قرية مجاورة، زعلها ومنعها إنها تروح تساعد والدته، ومن كتر الشدية اللى ابينه وبين بنتى بعد ولادة ابنها أنس، الرضيع رفض يرضع من صدر أمه واعتمدوا على الألبان الصناعية، وكان زوج بنتى يرفض دفع مصروفات الألبان والعلاج للطفل الصغير وانا اللى كنت بدفع، وفى الأخر يقولها إبقى قابلينى لو شفتيه تانى وعاوز يمشيها بالعافية.
وأشار، إلى أنه قبل الواقعة حدثت مشاجرة بين ابنته وزوجها ومنعها من أخذ طفلها الرضيع "أنس"، وعند خروجها من منزلها لاقت ابنها الأكبر "مروان" فأخذته قبل أن يأخده منها ويمنعها من أخذه معها، على عكس ما أدعاه زوج نجلته وأسرته التى أدعت بأن ابنته اصطنعت حجة الذهاب إلى محطة تنقية المياه بالقرية لتملأ احتياجات شقتها من المياه، ولكن هذا لم يحدث.
فيما قالت ياسمين عنتر شقيقة والدة رضيع طوخ المتوفى، إنه منذ ولاته الطفل المتوفى "أنس" وكان بين الزوجين خلافات أسرية، "أول الخلاف منذ الولادة وكان على الأسم هنسمى حمدى على اسم جده، أو عمران على اسم أخوه الكبير، وبدات المشاكل، وخاصة زوجات أشقاء زوج أختى، وبدات الغيرة من الطفل الرضيع، ثم تحولت المشاكل بين شقيقتى وزوجها على مصروف البيت".
وتابعت "ياسمين" : قبل الواقعة تعدى زوج أختى عليها بالضرب بشقتها يوم 17 أكتوبر، وكان الطفل أنس في الشقة فوق، ونزلت اختى وزوجها نزل وراها وكمل عليها ضرب بالشارع، وطفلهما الأكبر "مروان" كان يلعب مع اولاد أعمامه، وجرى خلف والدته، "ومن كتر الضرب أختى وقعت في الشارع حتى سواقين خط 12 بنها القناطر هما اللى شالوها وجابوها لنا".
ونفت شقيقة والدة رضيع طوخ المتوفى، إدعاء زوج شقيقتها وأسرته بأن شقيقتها تحججت بالذهاب لمحطة تنقية المياه بالقرية لملئ "جركن مياه للمنزل"، بل أن شقيقتها توجهت لمنزل والدها بقرية السيفا، وكان زوجها يعلم ذلك، مضيفة: "أختى مشيت على بيت والدى بقرية السيفا يوم السبت 17 أكتوبر الساعة 11 الصبح، وزوجها توجه لعمله تانى يوم مش بعدها بـ 5 دقائق أو ربع ساعة، إزاى مستنيها وأنت ضاربها وأهنتها في الشارع هى غضبت وراحت لبيت والدها، وبتستنى لحد ما أهل زوجها ييجوا وياخدوها".
واستطردت، أن زوجات أشقاء زوج أختها يقومون بتربية الطيور على سطح المنزل "يعنى وهما طالعين ونازلين مسمعوش بكاء وصراخ الطفل، أو مشموش الريحة زى ما بيقولوا، واللى طمن أختى إنها لما بتغضب زوجها كان بياخد الولاد عند حماتها ودا كان مطمنها شوية، فبالتالى مسألتش، وكنا منتظرين ييجى هو وأمه وأخواته علشان ياخدوها، لكن سمعنا الواقعة بعد وصول رجال المباحث لضبط شقيقتى".
واختتمت حديثها، أن زوج شقيقتها قبل وصوله المنزل أثناء عودته من العمل قبل ساعتين من اكتشاف الواقعة كلم شقيقتها على الهاتف المحمول "قالها أنا جاى في الطريق، وأنس فين، ردت أختى قالت له أنت هتستعبط أنت مش مغضبنى عند أبويا، وسايبه أنس معاك، قالها عموما أنا جايبلك حاجة حلوة تبل ريقك، ومسألش حتى الولد مع مين، والنيابة حرزت الهاتف لتفريع الموبايل، كما أن الهاتف عليه صور تبين أنه كان يقوم بإطفاء السجائر بزراع ابنه الأكبر مروان".
شقيق والدة رضيع طوخ: كنا هنطلقها قبل كده لكن والدنا رفض وقال الطلاق خرابومن ناحيته قال فارس عنتر، شقيق والدة رضيع طوخ، إن شقيقته وزوجها كان دائمي الخلاف طوال فترة زواجهما، وأنه فوجئ بمجيئها للمنزل قبل الحادث بعدة أيام وأخبرته ووالدها أنها تشاجرت مع زوجها، وأنه أخذ منها الطفل "أنس"، وأن "مروان" طفلها الثاني خرج ورائها واصطحبته معها، ولم تستطع أخذ "أنس" معها نظرًا لقيام زوجها بضربها وطردها، مشيرًا إلى أنهم تعودوا من أسرة زوج شقيقته أنهم يأخذون الأطفال وبعد يوم أو يومين يقومون بإحضارهم لمنزل والده حتى تهدأ الأمور.
وأكد "فارس"، أن شقيقته كانت تعاني من المشاكل مع زوجها بسبب والدته، وأن كل ما قيل عليها هو افتراءات، حيث كان زوجها دائم التعدي عليها وعلى ابنه الكبير، مشيرًا إلى أن ما روجه الطرف الآخر من أهل الزوج في حقها كذب وافتراءات.
وأوضح، أنه نتيجة لهذه الخلافات وكثرة التعدى على شقيقته كانوا دائما ما يريدون إنهاء هذا الموضوع والعاقة بالطلاق، قائلا: "من كتر الخلافات ما بينهم وضربه لاختى فكرنا في طلاقها منه، لكن والدنا كان دئما يقول الطلاق خراب، ونتصالح بعد ما يجيب أهلى ومشايخ البلد وييجى يصالحها، ويتعهد قدامهم بحسن معاملتها لكن سرعان ما يتكرر الأمر من جديد".
وكانت النيابة العامة أمرت بحبس زوجين أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات لاتهامهما بقتلهما عمدًا نجلَهما الرضيع البالغ ثلاثة أشهر بتركه دون رعاية حتى وفاته، وتعريض حياته بذلك للخطر الذى أودى بحياته، وقد قرر القاضى الجزئي استمرار حبسهما احتياطيًّا خمسة عشر يومًا أخرى.
وتلقت النيابة العامة بلاغًا من والد الطفل الرضيع -بمركز طوخ بالقليوبية- باكتشافه وفاة نجله عقب عودته من العمل إلى مسكنه، فانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان الرضيع ووجدته في حالة تحلل رمِّيّ، ولم تُلحظ إصابات ظاهرة فيه، وانتدبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية عليه بيانًا لسبب وفاته ومدى الاشتباه فيها جنائيًّا.
ثم انتقلت النيابة العامة إلى مسكن والدى الطفل –محل وفاته– فعاينت الغرفة التي عُثر على جثمانه بها، وتبينت آثار التحلل الرمي على السرير الذي كان موضوعًا فيه، ولم تتبين أية آثار عنف بالمسكن.
وقد تبينت النيابة العامة من مناقشة والدي الرضيع أنهما تركاه وحيدًا على إثر خلاف بينهما غادرا بسببه مسكن الزوجية دون رعاية الطفل؛ فألقت القبض عليهما واستجوبتهما فيما نُسب إليهما فأنكرا، وقرَّر المتهم أن زوجته تركت مسكنهما دون الرضيع مصطحبة شقيقًا له عمره ثلاث سنوات على إثر ما وقع من خلاف بينهما، ثم ترك هو المسكن على عجلة من أمره للحاق بعمله تاركًا المجني عليه وحيدًا على مظنة عودة أمه إليه، دون أن يخبرها أو أيٍّ من ذويه المقيمين بذات العقار بذلك، ومكث تسعة أيام بمحل عمله دون الاطمئنان على حال المجني عليه، حتى اتصل بزوجته خلال عودته لمسكنه يوم السادس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري لاستطلاع أمرها والرضيع، فعلم منها أنها تركته له ليرعاه، فعاد إلى المسكن وتبين وفاته، وأوضح أنهما اعتادا خلال خلافاتهما ترك ابنيهما دون رعاية، وأن المتهمة سبق أن تركت الرضيع وحيدًا من قبل.
بينما قررت المتهمة أن زوجها أخذ الرضيع عنوة منها حال مغادرتها المسكن على إثر خلافهما، وأنها لم تطمئن على حاله خلال الأيام التسعة حتى وفاته إلا من خلال جارة لها طلبت منها إرسال ابنتها لاستطلاع أمر الرضيع، مؤكدة أنها وزوجها دائما الخلاف، وأنها اعتادت لذلك ترك مسكن الزوجية وابنيها الرضيعَ وشقيقَه بإرادتها تارةً أو عنوةً تارةً أخرى.
ولإقرار المتهمة بتسجيل هاتفها ما يجرى من محادثات عبره تلقائيًّا استمعت النيابة العامة بعد فحصه إلى محادثة بينها وزوجها أخبرها فيها بتوجهه عائدًا إلى مسكنهما، وسألها عن الرضيع فأجابته أنها تركته ليرعاه ولا تعلم عنه شيء، ثم التفتا في حديثهما إلى أمور أخرى غير مكترثين بحال الرضيع.
وسألت النيابة العامة ذوي المتهمين فأكدوا جميعا اعتيادَهما تركَ مسكنهما وابنيهما فيه على إثر ما يقع بينهما من خلافات، وأكد ذوو المتهمة أنها حاولت الاطمئنان على الرضيع خلال الأيام التسعة الأخيرة التي تركته فيها من خلال ابنة جارة لها، فسألت النيابة العامة الطفلة المذكورة -عمرها أربعة عشر عامًا- التي نفت ادعاء المتهمة وذويها وأنها لم يُطلب منها الاطمئنان على الرضيع.
هذا، وقد أخطرت النيابة العامة "خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة" بالواقعة لدراسة الحالة الاجتماعية لشقيق الرضيع المتوفى وتقييمها، فأوصى الإخصائي القائم على الدراسة بتسليمه لذوي والدته، وقررت النيابة العامة ذلك، وجارٍ استكمال التحقيقات.