قضية إحراق ملهى العجوزة.. قصة «ميكا والمجنون وسعيد وحماصه» بعد تنفيذ إعدامهم
الأربعاء، 28 أكتوبر 2020 03:00 مكتبت : إيمان محجوب
نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام شنقا بحق 4 أشخاص أدينوا في حادث حرق الملهى الليلي "بار الصياد" بالعجوزة والذي راح ضحيته 17 شخصًا قبل 5 سنوات، ليسدل الستار على تلك القضية التي أثارت الجدل وقت حدوثها، وطوال فترة محاكمة المتهمين الذين خرجوا من بار «النبيلة» ليحرقوا بار وملهي الصياد بالعجوزة ليذهبوا بعد ذلك لحبل المشنقة .
فماهي قصتهم التي حولتهم من طلاب مزاج ومرتادي بارات الي حبل المشنقة... تبدأ القصة مساء يوم 3 ديسمبر 2015، عندما حاول المتهمون "محمد عماد محمد علي" وشهرته "حماصة"، و"محمد عبد الرحمن زكي" وشهرته "المجنون" و"محمد ميكا" و"محمود سعيد"، دخول ملهى "الصياد" الليلي بالعجوزة لقضاء سهرتهم فيه، لكن الأمن منعهم من الدخول بسبب أنهم معتادي إثارة المشاكل داخل البار فحدثت مناوشات بينهم وبين الامن انتهت بمنعهم من الدخول بناءا علي رغبة صاحب البار.
بعد ذلك توجه "حماصة" وأصحابه إلى ملهى « النبيلة » وقضوا سهرتهم فيه، لكنهم رفضوا أن يمر منعهم من دخول ملهى الصياد دون رد فعل منهم، فقرروا الانتقام من العاملين فيه.
وفي الساعات الاولي صباح يوم 4 ديسمبر2015، توجه المتهمون إلي ملهى وبار الصياد بالعجوزة ، وبدأوا في إلقاء زجاجات مولوتوف، على الواجهه وسرعان ما امتدت النيران للداخل، كما أطلقوا عدة رصاصات من سلاح ناري وفي لحظات اصبح الملهي كرة نار مشتغلة بسبب زجاجات الحكول التي بداخله والتي ساعدت علي انتشار النيران.
بعد ابلاغ المواطنين الشرطة انتقلت أجهزة الأمن إلى مكان الحادث، وتمكنت من السيطرة على الحريق، وانتقلت النيابة للمعاينة، وأمرت بتشريح الجثث وصرّحت بدفنها، وتحفظت على كاميرات المراقبة.
حيث أسفر الحادث عن مصرع 17 من مرتادي الملهى والعاملين فيه، نتيجة إصابتهم بحروق بالغة واختناق وجاء في تقرير المعمل الجنائي، إلى أن الحريق كان نتيجة استخدام مواد معجلة للاشتعال، وهو ما تسبب في وقوع الكارثة، فضلا عن امتداد النيران لزجاجات الكحول مما زاد من سرعة انتشارها في المكان.
وبعد يوم واحد من حرق الملهي وتحديدًا يوم 5 ديسمبر 2015 تمكنت أجهزة الأمن من القاء القبض على المتهمين الأربعة بحرق الملهي، بعدما كشفت التحريات عن هويتهم وعن الخلاف الذي نشب بينهم وبين أفراد أمن الملهى.
النيابة العامة بشمال الجيزة فتحت تحقيق مع المتهمين الأربعة ووجهت لهم اتهامات حرق منشأة خاصة والقتل العمد وحيازة سلاح نارى وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضى المعارضات بعدها بعدة أيام حبسهم لمدة 15 يومًا ،حيث ورد في أقوال الناجية الوحيدة الراقصة سهر يونس
أن المتهمين الأربعة، كانوا يأتون كل يوم للملهي ، يسهرون ويسكرون ويتراقصو، وفى نهاية اليوم، يغادرون المكان دون أن يدفعوا مليم، مما اضطر صاحب الملهي منع دخولهم .
وفى 16 يناير عام 2016 أحالت النيابة العامة بشمال الجيزة المتهمين الأربعة إلى محكمة الجنايات، لبدء محاكمتهم فيما هو نسب إليهم من اتهامات، وتم نظر جلسات محاكمتهم أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار جلال عبد اللطيف.
أولى جلسات محاكمة المتهمين تم عقدها في 29 مارس 2016 وشهدت الجلسة تلاوة النيابة العامة أمر إحالة المتهمين وطالبت خلاله بتوقيع أقصى عقوبة عليهم، وفى 29 أغسطس عام 2017 قضت المحكمة بإحالة أوراق المتهمين بحرق "ملهى العجوزة" لفضيلة المفتي لأخذ الرأى فى إعدامهم.
في 25 سبتمبر عام 2017 أصدرت محكمة الجنايات حكمًا بإعدام المتهمين الأربعة بعد ورود الرأي الشرعي بإعدامهم، وفى نوفمبر من نفس العام طعنت النيابة العامة على حكم الإعدام بالنقض، لتعاد محاكمة المتهمين، ويتم تأييد الحكم الصادر ضدهم في 12 يونيو 2019.
وقبل يومين نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام على المتهمين الأربعة، داخل أحد السجون المخصصة لذلك، لتطوى تلك الصفحة ويسدل الستار على القضية بشكل نهائي .