تركيا وأزمة الرسوم المسيئة.. تجارة بالإسلام لإنقاذ الليرة التركية من الانهيار
الإثنين، 26 أكتوبر 2020 06:06 مندى سليم
اعتاد النظام التركى الذى يقوده الرئيس الداعم للإرهاب رجب طيب أردوغان، على استغلال الإسلام والسير على نهج الجماعة الإرهابية في التجارة بالدين من أجل تحقيق المصالح الاقتصادية، وهذا ماحدث في أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم التي ندد بها العالم أجمع، لكن "تركيا" وجدتها فرصة سانحة لدعم اقتصادها الذى أصبح على شفا الانهيار.
شن النظام التركى حملة ممنهجة على "باريس" بعد انتشار أزمة الصور المسيئة والغضب الذى اندلع بين البلدان الإسلامية بعد تكرار الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام، وكان هدف الحملة ليس نصرة الدين الاسلامى لكنها جاءت بهدف استغلال الأزمة اقتصاديا، للتسويش على المقاطعة التي اطلقتها العديد من البلدان العربية على رأسها السعودية ضد المنتجات التركية، مما الحق بالاقتصاد التركى خسائر فادحة، لم يتعافى منها قريبا.
أسفرت المقاطعة للمنتجات التركية من تعميق جراح الاقتصاد التركى، بعد أن توجهت العديد من البلدان العربية الى منتجات بديلة كانت على رأسها المنتجات المصرية، فلم تجد "تركيا" سبيلا لتفادى تلك الخسائر إلا من خلال إطلاق حملات هجومية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، تطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية واستبدالها بالمنتجات التركية.
وتسعى "تركيا" إلى تعويض الخسائر التي تلحق بالليرة التركية خلال الشهور الأخيرة، بعد أن أعلنت العديد من الشركات العاملة في مجال التصدير، افلاسها بعد تراجع حجم الصادرات التركية الى العديد من البلدان العربية، بعد التطاول الذى أطلقه "اردوغان" على دول مجلس التعاون الخليجى، مما ساهم في حالة من الركود بالعملة التركية، التي لم تتعافى منذ عام 2018.
الموقف التركى من أزمة الرسوم المسيئة ليس جديدا على دولة داعمة للارهاب في العديد من البلدان الإسلامية والعربية، اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعى ساحة جديدة للحرب على المنتجات الفرنسية لاقتناص حصتها من التجارة الدولية.