بسبب تداعيات فيروس كورونا.. ما الدول الرابحة والخاسرة من المعركة؟
الإثنين، 26 أكتوبر 2020 12:45 م
تجاوزت أرقام الإصابات في العالم جراء فيروس كورونا أكثر من 42.69 مليون إصابة حول العالم، ووفاة ما لا يقل عن 1.15 مليون شخص فى العالم منذ نهاية ديسمبر 2019، وهو الأمر الذي تسبب في تداعيات كثيرة.
وتسببت تداعيات كورونا في تكبيد خسائر ضخمة على رأسها قطاع السياحة ثم الطيران، وأيضا هناك العديد من القطاعات التى حققت مثل التكنولوجيا والقطاعات الطبية، ويأتى قطاع السياحة على رأس القطاعات التى تضررت بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وقدر تقرير حديث لشركة ماكنزى العالمية للاستشارات أن السياحة العالمية تواجه هبوطاً فى الإنفاق بقيمة تصل إلى 8.1 تريليونات دولار.
وقال التقرير صادر مطلع شهر اكتوبر الجارى، إنه من غير المرجح أن تشهد السياحة العالمية مستوى الإنفاق ذاته الذى تحقق فى 2019 حتى عام 2024، مشيراً إلى توسع انخفاض الإنفاق من توقعات سابقة بـ3 تريليونات دولار إلى 8.1 تريليونات دولار حالياً، قبل عودة التعافى إلى مستويات ما قبل كورونا فى 2024.
وأضاف أن تعافى القطاع السياحى العالمى سيكون بطيئاً ومدفوعاً بنشاط السفر المحلى أولاً، والسفر الذى لا يعتمد على الطيران، ويجب أن تستعد الدول حول العالم لمنحنيات التعافى الخاصة بها.
وتوقع تقرير للأمم المتحدة للتجارة والتنمية، في يوليو 2020، أن تبلغ خسائر السياحة العالمية نحو 2.2 تريليون دولار أو %2.8 من الناتج الإجمالى العالمى فى حال استمرار شلل السياحة العالمية لمدة 8 أشهر.
وقدر تقرير ماكنزى تعافى قطاع السياحة العالمى بنسبة 85% مما كانت عليه فى 2019 بحلول 2021، على أن يكون التعافى الكامل بحلول 2023 فى سيناريو متفائل يفترض احتواءً سريعاً للفيروس وانتعاشاً للاقتصادات العالمية، مشيراً إلى أن سيناريو التعافى الأكثر تشاؤماً يفترض انخفاض مستويات السياحة العالمية العام المقبل إلى %60 من مستويات العام الماضي.
وخلال النصف الأول من العام بلغت خسائر السياحة العالمية 460 مليار دولار، وفقا لبيانات منظمة السياحة العالمية.
وتراجع عدد السياح فى العالم بمعدل 65% فى النصف الأول من السنة بسبب إغلاق الحدود وفرض قيود على المسافرين ما كبد القطاع خسائر "أكبر بخمسة أضعاف من تلك المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية والمالية فى 2009" كما ذكرت المنظمة الأممية التى تتخذ من مدريد مقرا فى بيان.
وتُظهر بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن ما بين 100 إلى 120 مليون وظيفة سياحية مباشرة معرضة للخطر بسبب أزمة توقف السياحة منذ الأشهر الماضي.
أما السياحة العربية، فوفقاً دراسة صادرة عن دائرة البحوث الاقتصادية، باتحاد الغرف العربية فإن نصيب الشرق الأوسط من خسائر قطاع السياحة العالمى نحو 19 مليار دولار، مشيرة إلى أن السياحة وخدمات الفندقة، أحد مصادر الدخل المهمة لبعض دول المنطقة، خصوصاً دول "لبنان، مصر، السعودية، والإمارات"، وتحتل الأخيرة المركز الأول عربياً، تليها مصر فى المركز الخامس، والسعودية فى السابع، ويتبعها لبنان فى المرتبة الـ 11.
أعلنت مصر بمناسبة يوم السياحة العالمى، انتصار السياحة على مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19).
وقال وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، نهاية سبتمبر الماضى، إن السياحة المصرية تعود بالتدريج فعلا ولكنها أفضل من معظم الأسواق السياحية بالمنطقة، مضيفاً: أن أكثر من ربع مليون سائح من 15 دولة، زاروا جنوب سيناء والبحر الأحمر منذ السماح بعودة السياحة واستئناف رحلات الطيران في الأول من يوليو الماضى.
وتسبب إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعى الذى طبقته دول العالم فى التأثير السلبى على قطاع الطيران، وقال الاتحاد الدولى للنقل الجوى "أياتا" أن شركات الطيران فى العالم تخسر يوميا حوالى 418 مليون دولار.
وتوقع الاتحاد فى تقريره الصادر الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، وصول خسائر صناعة الطيران فى العالم إلى 77 مليار دولار خلال النصف الثانى من العام الحالى على أساس استمرار ضعف حركة السفر العالمية بسبب القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ومنذ تفشى جائحة فيروس كورونا قدمت الحكومات لشركات الطيران مساعدات بلغت حوالى 160 مليار دولار سواء فى صورة سيولة نقدية أو ضمانات قروض أو دعم لأجور العاملين فيها أو إعفاءات ضريبية.
وحذر الاتحاد الدولى من أنه بدون دعم حكومى إضافى لشركات الطيران فإن حوالى 4.8 مليون وظيفة فى القطاع ستواجه الخطر.
وجدد الاتحاد دعوته للركاب من أجل إجراء اختبار سريع للكشف عن فيروس كورونا المستجد قبل ركوبهم الطائرات لضمان سفر آمن وإلغاء الحاجة إلى وضعهم فى الحجر الصحى الذى يمنع الكثير من الناس من السفر.
ويدعم قطاع النقل الجوى نحو 65.5 مليون وظيفة، ويسهم بـ2.7 تريليون دولار من النشاط الاقتصادى على مستوى العالم، مما يعرض ما يتراوح بين 15 و23% من إجمالى عدد الوظائف التى تدعمها صناعة النقل الجوى للخطر.
أما شركات طيران الشرق الأوسط فقد سجّلت انخفاضاً حاداً نسبته 93.3% فى الحركة الجوية خلال يوليو الماضي، وشهدت شركات الطيران فى أمريكا الشمالية انخفاضاً فى حركة المسافرين فى يوليو الماضى بلغت نسبته 94.5%.
وفي المقابل فإن أكثر القطاعات التى استفادت من جائحة كورونا كان قطاع التكنولوجيا العالمى بقيادة فيسبوك وأمازون وجوجل وآبل ، حيث دفع وباء كورونا الناس إلى زيادة استخدام الإنترنت، وحصدت الشركات الأمريكية أكبر مكاسب.
وارتفعت مبيعات أمازون بنسبة 40% الربع الثانى من العام الجاى، بينما حققت شركة آبل زيادة كبيرة فى مبيعات هواتف آيفون قفز عدد مستخدمى منصات شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعى وتشمل (واتسآب وانستجرام)، بنسبة 15%
كما حققت أمازون، أرباح هى الأكبر منذ انطلاق الشركة عام 1994، بنحو 5.2 مليار دولار خلال الربع الثانى من 2020، وتحققت هذه الأرباح على الرغم من الإنفاق الضخم على معدات الحماية وإجراءات أخرى بسبب الفيروس، وارتفعت مبيعاتها بنسبة 40% حتى يونيو الماضى، لتصل إلى 88.9 مليار دولار، وهو أقوى نمو لها على أساس سنوى منذ سنوات.ويأتى ذلك بسبب الإقبال الشديد على التسوق عبر الإنترنت،
وحققت شركة أبل إيرادات وصلت إلى 59.7 مليار دولار، وبلغت الأرباح 11.25 مليار دولار، ارتفاعًا من 10 مليار دولار فى الفترة نفسها من العام الماضي.
أما شركة فيسبوك، فقد ارتفعت إيراداتها بنسبة 11%، وهو أقل من الفصول الربع سنوية السابقة، لكنها مع هذا تجاوزت توقعات المحللين، حيث واصلت الشركات الصغيرة اللجوء إلى شركة فيسبوك لنشر إعلانات. وبلغت أرباح الشركة 5.2 مليار دولار خلال الربع الماضي.
وقالت الشركة إن 2.4 مليار شخص نشطوا على منصات التواصل الاجتماعى وتطبيقات الرسائل فى يونيو بزيادة 15% عن العام الماضي. بينما سجل موقع فيسبوك منفردا ما يقرب من 1.79 مليار مستخدم نشط يوميا، بزيادة 12% على أساس سنوي.