درس فى حُب مصر لـ"خالد منتصر"
السبت، 24 أكتوبر 2020 02:16 م
لم يفعلها رجال كثيرون، وفعلتها امرأة، ولقنتْ "خالد منتصر" درسًا فى الأدب وحب الوطن. إنها الفتاة المصرية "نشوى" التى تعمل سائقة أتوبيس فى لندن والتى رفضت انتهازية زعيم التنوير والاستنارة فى مصر، والمُتاجرة باسمها فى الإساءة إلى وطنها، وأجبرته على حذف منشور تناول فيه قصتها، وكشفت عوراته الأخلاقية والفكرية وبضاعته الرديئة التى يتهافت عليها الذباب الألكترونى بكثافة شديدة.
التفاصيل تقول: إن "نشوى" تعمل سائقة أتوبيس فى مدينة الضباب، وتمارس عملها بحرية دون مضايقة أو ضغوط أو تنمر. هذه قصة عادية ومتكررة، ليس فى لندن فقط، بل فى مصر أيضًا، فما أكثر السيدات اللاتى أجبرتهن الظروف على العمل فى "مهن ذكورية" وسط احتفاء رسمى وإعلامى بهن وتشجيعهن.. وأحيانًا تكريمهن.
"خالد منتصر" المرابط على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" التقط هذه القصة مدعومة بصورة للفتاة ترتدى خلالها ملابس محتشمة، وقدمها لمريديه وأتباعه وذبابه الألكترونى باعتبارها نموذجًا متحضرًا يستحيل أن نصادفه فى مصر التى غدت موطنًا للأخونة والسلفنة ومطاردة النساء العاملات تنمرًا وتحرشًا.. واغتصابًا، وكالعادة تهافت الكارهون لمصر من ناحية، والإسلام من ناحية ثانية، على المنشور البذىء إعجابًا ومشاركة وتعليقًا، وهو الأمر الذى لم يرق لـ"نشوى" المقيمة فى لندن، التى دبجت ردًا عنيفًا على التنويرى نمبر ون فى مصر، وعلمته خلاله ما لم يتعلمه طوال عمره، من عدم إقحام أنفه فى خصوصيات الناس، وعدم الانتهازية ولىِّ الحقائق واستمراء الكذب.. والأهم من ذلك كله: عدم الإساءة إلى مصر وتشويه صورتها أمام العالم.
"نشوى" نوهت فى ردها على "خالد" أنه "صاحب أجندة خاصة" يعمل من أجلها، ومن ثم لا ينبغى أن يتاجر باسمها وحياتها الشخصية على هذا النحو المريب والمغرض. كما انتقدته على إصراره على تصدير صورة مشوهة عن مصر للعالم، باعتبارها بلدًا تكثر فيه دون غيره ظواهر التحرش والتنمر والاغتصاب، بل أكدت له أن هذه الظواهر أكثر انتشارًا وتوغلاً فى المجتمع الإنجليزى الذى تعيش فيه منذ سنوات.
واصلت "نشوى" صفعاتها على وجه "خالد" عندما أكدت له أنها تعلمت وعملت ونجحت فى مصر، قبل مغادرتها، حيث كانت فنانة تشكيلية وصاحبة مصنع، ولم تتعرض يومًا للتضييق؛ بسبب طبيعة عملها أو ملابسها، وزادت على ذلك بأنها عاشت أفضل أيامها المهنية والمادية فى مصر التى يزدريها فى معظم منشوراته.
الفتاة المصرية النابهة والجريئة أبلغت "خالد" فى منشورها الذى طاف الفضاء الألكترونى بأنها ليست من متابعيه ولا يشرفها ذلك، وأنه لا يعنيه سوى الرقص على التريندات دون أدنى اعتبار للمبادئ والقيم والأخلاق وحب الوطن، وأنه لا يختلف فى منهجه عن المثير للجدل "عبد الله رشدى".
وفى ختام منشورها أمهلته 24 ساعة فقط لحذف المنشور، وإلا فإنها سوف تلجأ إلى تصرف آخر، ولم تمض دقائق إلا وكان المجترىء المتطاول على الإسلام كل صباح ومساء، قد حذف المنشور خوفًا وجُبنًا. أثبتت "نشوى" أنها امرأة بألف رجل مما تعدون، ممن ينتظمون فى قطعان التطاول على الوطن تارة، وعلى الإسلام تارات أخرى، كالعميان. ولكن.. هل يتحسس "خالد منتصر" وجهه هذه المرة من وقع صفعات "نشوى" ويعيد حساباته، ويراجع نفسه، ويتوب عن فكره الهابط وأفكاره الرديئة، ويدرك أن ما يفعله ليس تنويرًا ولا استنارة، وإنما إسفاف واستخفاف وسُخف ودناءة.. شكرًا يا "نشوى"، وأكثر الله من أمثالك، وحمى الله مصر من خالد منتصر وأقرانه..