الإخوان يعبثون بـ"ويكيبيديا".. كيف حاولت الإرهابية نشر الأكاذيب حول مجلس الشيوخ؟
الجمعة، 23 أكتوبر 2020 10:58 م
جريمة تقف خلفها جماعة الإخوان فى موقع "ويكيبيديا" حيث يوجد به تقرير عن مجلس الشيوخ يتضمن العديد من المعلومات التى فى ظاهرها مبنية على دراسة وواقع فعلى، لكنها فى حقيقة الأمر أكاذيب بل وأشد خبثا وهدفها الأول هو إثناء المواطن المصرى عن القيام بدوره الدستورى وهو الحق فى الانتخاب.
التقرير المنشور عن مجلس الشيوخ، وإلصاق العيوب الكاذبة به، تمثلت فى الآتى: مبدأ السيادة للشعب لا يمكن تجزئته، وبالتالى لا يمكن تجزئة الشعب الواحد إلى مجلسين للتعبير عن رأيه الواحد وإرادته الواحدة، وأن نظام البرلمان ذو الغرفتين، من الناحية العلمية، يؤدى إلى تصادم أحدهما مع الآخر، لاختلاف الطابع بينهما، بالإضافة إلى أن مناقشة مشروعات القوانين مرتين، تؤدى إلى التباطؤ فى سن القوانين وأحيانا إلى شللها.
هذا التقرير لا يعرض معلومات دقيقة أو حقيقة، وهو ما علق عليه المهندس حسام الخولى، عضو مجلس الشيوخ، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، بالواقع العملى، وقال إن الغرفة الثانية للبرلمان ليست اختراع مصرى وليد اليوم، ولكنها موجودة فى أغلب دول العالم، مثل أمريكا وبريطانيا.
أما عن أكاذيب تعطيل سن القوانين، فقال "الخولى": على العكس تماما، كانت مشكلتنا فى الغرفة الواحدة، هى أن القوانين كانت تستغرق فترة طويلة جدا، أو يتم سنها ثم يعاد تعديلها بعد ذلك، ومن هنا أتت فائدة مجلس الشيوخ، لإسراع سن القوانين وضمان جودتها وهذا ما رأيناه فى شكوى من مجلس النواب، فنحن حتى يومنا هذا لا يزال لدينا قوانين تطبق منذ 1936، بالإضافة لذلك أيضا فالقوانين لا تناقش مرتين، بل يتم مراجعتها، من قبل المختصين وهذا فرق شاسع بالطبع، ناهيك أيضا عن أن تكوين مجلس الشيوخ يشترط أن يكون العضو حاصلا على مؤهل عالى، وهو شرط لا يوجد فى مجلس النواب، لأنه يمثل جميع أطياف الشعب بلا استثناء، وهذا وفقا لحقه الدستورى، أما الهدف من هذا الشرط فى مجلس الشيوخ فيتمثل فى القدرة على الدراسة.
وفى نفس السياق، رأى المهندس حسام الخولى، أن الإصرار على نشر هذه الأكاذيب فى العديد من المنصات الإليكترونية، يكشف إلى أى مدى تسعى الجماعات الإرهابية، وغيرها إلى هدم معنويات المواطن المصرى، وجعله فى حالة نكران شديدة لما تحققه الدولة وتسعى إليه يوما بعد يوم.
أما عن الجانب الدستورى، فأوضح الفقيه الدستورى الدكتور صلاح فوزى، أن ما قيل بشأن وحدة سيادة الدولة، فيه مغالطة كبيرة جدا، لأن طبيعة النظم السياسية المختلفة سواء فى النظام البرلمانى أو الرئاسى أن تقام على وجود غرفتين، ومن الممكن أن تكون هناك غرفة واحدة.
وأضاف الدكتور صلاح فوزى، أن وجود غرفتين فهو مدعاة إلى تكامل الأعمال ونضجها، فالأصل العام هو السير نحو مصلحة الدولة، فلا يوجد تصادم بين سلطات الدولة، فهذا كلام غير علمى إطلاقا، وتساءل فوزى: من أين أتوا بالتصادم، وما الدليل على ذلك؟.
وتابع صلاح فوزى: أما عن تعطيل القوانين أو البطء فى إصدرها، فالتشريعات يراد لها الدقة الشديدة، ولهذا نقول دوما إن العمل التشريعى يتعارض مع السرعة، وبالتالى لا يوجد ما يسمى بالبطء بل ما يسمى بالتكامل والتدارس والتأنى، ولهذا إذا عرضت على جهتين تكون أكثر نضجا، ومن هنا يتم صياغتها على نحو أفضل.
ورأى الفقيه الدستورى صلاح فوزى، أن نشر مثل هذه الأكاذيب فى المنصات المختلفة هدفه واضح ألا وهو هدم المصلحة العامة للدولة، والهدم يأتى هنا من الغيرة الشديدة بعدما رأى العالم أو جماعات الإرهاب تحديدا أن "العجلة بدأت تدور"، وأن الدولة تتخذ خطى متعددة صحيحة تسير فيها، ولهذا يحاولون استخدام ضعاف النفوس لمقاطعة الانتخابات.