يوسف أيوب يكتب: لننتبه جميعاً.. حروب الجيلين الرابع والخامس تعود بقوة بعد فشل دعوات الظاهر الفوضوية والهدامة
السبت، 17 أكتوبر 2020 11:40 م
يخطئ من يعتقد أن جماعة الإخوان الإرهابية، ومن خلفها ثنائى الشر "تركيا وقطر"، فقدوا الأمل في ملاحقة مصر بحملات التشكيك والأكاذيب التي يستهدفون من خلالها إسقاط الدولة.
نعم استطاع المصريين أن يسقطوا كل مخططات محور الشر، واستطاعوا أن يحافظوا على الدولة المصرية، بل ويلقنوا هذا المحور دروساً في كيفية الاصطفاف خلف قيادة الدولة ومؤسساتها، وعدم الانسياق خلف الدعوات الهدامة، لكن هذا لم ولن يكون نهاية المطاف، فالحرب على مصر لاتزال مستمرة، والأموال المرصودة لها أكبر مما نتخيل جميعاً، ومن طالع تسريبات إيميلات وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلارى كلينتون ، سيتأكد أن هذا المحور يعتبر مصر منذ سنوات "الكنز الكبير" الذى لا يتركوه بسهولة، فمخططات الهدم والأسقاط موجودة منذ سنوات وبطرق وأدوات مختلفة، لكنها تتغير بتبدل الأزمنة.
بعد ثورة المصريين ضد الفاشية الدينية الإخوانية، وأسقاط مخططات الفوضى، تعرضت الدولة المصرية لأكبر حملة تشوية وتشكيك، طالت كل شيء، لكن الفيصل في هذه المواجهة وقتها كان في الوعى المعرفى لدى المواطنين، الذى تكون بفضل سياسة المصارحة والمكاشفة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى مع المصريين منذ اللحظة الأولى، فهو لم يخفى عنه أي شيء، بل وضع كل الحقائق كاملة امام المصريين، وهو ما جعل المواطن شريكاً في القرار، وساعد في أحباط محاولات التشكيك والاكاذيب الإخوانية المتواصلة.
وتزامن ذلك مع زيادة في وتيرة الاعمال الإرهابية ضد قوت الجيش والشرطة وضد المدنين أيضاً، ظناً منهم أن هذه العمليات قادرة على تخويف المصريين والاستسلام للامر الواقع، وهو قبول الجماعة الإرهابية مرة أخرى، لكن كانت المفاجأة التي صدمت قوى الشر أنه مع كل عملية إرهابية، وسقوط شهيد، كانت عزيمة المصريين تقوى في مواجهة قوى الشر والإرهاب، وزاد تصميم المصريين على رفض هذه الجماعة، واعتبارها العدو الأكثر خطورة علينا جيمعاً.
بعدها لجأت قوى الشر إلى تكتيك جديد، من خلال محاولة توريط مصر في أزمات خارجية مع الاشقاء العرب، لكن كان للحكمة المصرية أثر كبير في مواجهة هذا المخطط الخبيث، وكان أن زادت علاقات مصر قوة وصلابة مع اشقائها.
لم تيأس قوى الشر، فكان تكتيك الدعوة إلى مظاهرات فوضوية وهدامة، وكانت النتيجة كما نعرف جميعاً، هي سقوط هذه الدعوات.
اليوم وبعد أن سقطت دعوات الفوضى التي أطلقتها الجماعة الإرهابية عبر أبواقها الإعلامية، وأيضاً باستخدام عناصر هاربة على شاكلة المقاول الهارب محمد على، فإن الطريق الذى تسير فيه قوى الشر هو تحديث جديد لحروب الجيلين الرابع والخامس، يقوم على زيادة في وتيرة الشائعات ونشر الأكاذيب والفتن التي يتصورون أنها قادرة على أحداث الفرقة بين المصريين، وبالتالي تشتيت الجمع المصرى، مما يسهل لهم اختراقه.
هكذا يتوهمون، لكننا في نفس الوقت لا يجب أن نرتكن لفكرة أنه وهم، بل علينا الانتباه له، وأن تكون عيوننا أكثر يقظة، حتى لا نترك لهم أي ثغرة.
الشئ المؤكد أن الدولة المصرية تدرك لخطورة الأهداف الخبيثة التي يسعى لها محور الشر، وآلياتهم أيضاً، وأن الدولة منتبه ويقظة لكل هذه الأمور، بل ان الرئيس عبد الفتاح السيسى، هو أول من نبه لخطورة حروب الجيلين الرابع والخامس على مصر، ودائم التنبيه، حتى يكون المصريين على يقظة، ومدركين لحقيقة حملات التشوية والتشكيك التي يقودها الإعلام المعادى ضد كل المشروعات القومية التي تم تنفيذها خلال السنوات الست الماضية، فضلاً عن الهدف الأكبر الذى يسعون له، وهو ضرب المؤسسة العسكرية وعلاقتها القوية بالمصريين.
الأسبوع الماضى، وخلال مشاركته في فعاليات الندوة التثقيفية الـ 32 للقوات المسلحة، تحت عنوان "أكتوبر ٧٣ رمز البقاء والنماء" تزامنًا مع الاحتفالات بمرور ٤٧ عامًا على انتصارات أكتوبر، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجدداً عن حروب اسقاط الدولة، وشارحاً بالتفاصيل ما يحدث، وقال إن الحروب المباشرة كانت تستخدم في الماضى لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، ولكن الآن هناك أجيالاً جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، ويعاد تصديرها للرأى العام في مصر، لتحويل الرأى العام لأداة لتدمير للدولة، مؤكداً أن الجيل الرابع والخامس من الحروب موجود ومستمر معنا ويتم تناوله بأشكال جديدة من خلال استفزاز الرأي العام للتشكيك في قيادته وجيشه للنيل من صمود واستقرار الدولة، وقال "عندما يرغب أحد هدم دولة يحرك شعبها ويجعله أداة لتدميرها، لذلك أؤكد دائمًا على صمود واستقرار وثبات الدولة المصرية لمواجهة المخططات الخارجية".
ما قاله الرئيس كان تشريح لحالة تعيشها الدولة منذ سنوات.. حالة من المواجهة المستمرة مع أجيال جديدة من الحروب، تحولت من المواجهات المباشرة إلى أخرى خلف الستار، من خلال حملات تشكيك وتشويه تقوم بها أبواق الإرهاب الإعلامية، واللجان الإلكترونية التابعة لهم على وسائل التواصل الإجتماعى.
هذه الحالة تستهدف في المقام الأول أسقاط الدولة المصرية، لذلك فإن علينا جميعاً واجب ومهمة كبرى هي الحفاظ على الدولة المصرية، ويكون ذلك كما أكد الرئيس بالوعى والمعرفة، وهنا أقتبس جزء مما قاله الرئيس في الندوة التثقيفية لإنها حددت المطلوب من كل المصريين.
الرئيس السيسى قال أن أهم الأزمات التي مرت بها مصر منذ 65 عاماً هي الوعي بهدف الحفاظ على الدولة في ظل الأجيال الجديدة من الحروب التي تحول الرأي العام لأداة لتدمير الدولة، والتي يمكن تجاوزها من خلال الوعي وفهم أزمات الدولة بشكل صحيح، موضحا أنه لابد أن تكون موازنة الدولة قادرة على تلبية متطلبات 100 مليون مواطن مصري، وفي حالة العجز سيؤدي ذلك إلى الكثير من المشكلات في كافة المجالات، وهذا ما يصدره أعداء الوطن بهدف هدم الدولة بزعم الفساد، وما نعيشه الأن من تحديات يمكن التغلب عليه من خلال العمل والاستقرار، مؤكداً أنه لم يبيع أو يصدر الوهم للناس وأنه دائمًا كان يتناول مشاكل الدولة والتحديات التي تواجهها، وأننا بالتكاتف سننجح بفضل الله لأن هدفنا الإصلاح ومصلحة الناس، ويجب أن ننتبه جميعًا للمخططات التي تحاك ضدنا، وأنه لا يستطيع أحد أن يهزمنا بحرب خارجية وإنما يسعى لضرب استقرار الدولة، وطالما كنا متماسكين لا يستطيع أن يهزمنا أحد، وفى ١٩٦٧ كانت الهزيمة قاسية لكن الشعب نجح بفضل تماسكه وصموده، واليوم يتم العبث بصمود وتكاتف الشعب.
أذن الحل كما اكد الرئيس في المزيد من "توعية المواطنين بحجم التحديات لكى تكون الآمال والطموحات بقدر هذه التحديات"، خاصة ان الشواهد كلها تقول أن صمود الشعب والدولة واستقرارها هو المستهدف حالياً من القوى الخارجية.
وإذا تحدثنا عن الوعى والمعرفة، سنجد ان الدولة المصرية، ممثلة في الرئيس السيسى، اعتادت منذ 2014 أن تسير على منهج المصارحة والمكاشفة مع المواطنين في كل شيء، ولم يكن هذا المنهج سياسة وقتية لمواجهة ظرف معين، وإنما كانت ولاتزال استراتيجية يؤمن بها الرئيس، ودائم الدعوة لتنبيها من الجميع سواء حكومة أو برلمان أو إعلام، لإن قوة المجتمع وصلابته تبدأ من معرفته بالحقائق، وهو ما يؤمن به الرئيس، وأعتقد أن هذا المنهج كان له الفضل الأكبر في تحصين الشعب ضد محاولات الاختراق الخارجية، وأيضاً تحطيم كل خطط وتكتيات قوى الشر، وفى مقدمتهم جماعة الإخوان الإرهابية، ومن خلفها قطر وتركيا.
مرة أخرى وليست أخيرة، أن حروب الجيلين الرابع والخامس ليست وهماً ولا محاولة لتخدير الشعب، بل هي حقيقة مؤكدة نواجهها كل يوم.