مسرحية اختطاف الفتيات في مصر.. إعداد وتأليف إخواني وإنتاج قطري

السبت، 17 أكتوبر 2020 11:19 م
مسرحية اختطاف الفتيات في مصر.. إعداد وتأليف إخواني وإنتاج قطري
قنوات الارهابية
محمود على

إفلاس الجماعة وتسريح موظفي قنوات "الإرهابية" دفعتها لزيادة وتيرة الشائعات
 
بث شائعات، فيديوهات مفبركة، إطلاق ادعاءات وأكاذيب، كتابة منشورات ملفقة، كلها أساليب تعتمد عليها جماعة الإخوان فى محاولة صنع أزمة لمؤسسات الدولة المصرية، معتقدة في كل مرة أنها قد تنجح في مخططها بإشعال الوضع وتحريض الشعب على ممارسة العنف والفوضى من أجل عودة مصر إلى حالة عدم الاستقرار التي كانت تشهدها سنوات ما بعد ثورة يناير.
 
لكن هذه المحاولات الخبيثة الفاشلة، رغم أنها تصطدم في كل مرة بوعي الشعب، إلا أنها تكشف بأن الأخير كما يحارب يوميا من أجل قوت يومه، يقاوم سرطان يسمى أبواق جماعة الإخوان الإرهابية، وما يطلقونه يوميا من شائعات تستهدف الدولة ومقدراتها، كان آخرها أكاذيب تداولتها حسابات الجماعة وقناتها المحببة "الجزيرة" حول اختطاف الفتيات المصريات في عدد من قرى ومدن مصر، دون أن توثق هذه الأبواق معلوماتها عن تلك الحوادث، في واقعة هدفها الوحيد ليس المصداقية كما تدعي بل إحداث بلبلة وجدلاً في الشارع المصري ومواقع السوشيال ميديا اعتادت الجماعة أن تشعلها يومياً.
 
واكتشف بعد ساعات من تداول أعضاء الجماعة منشورات وتغريدات حول اختطاف الفتيات في محافظات الإسكندرية والمنوفية بغرض التجارة في أعضائهن، أنها مجرد شائعات ويرجع السبب الرئيسي لاختفائهن إلى مشاكل أسرية، قبل أن يأتي الرد السريع من قبل وزارة الداخلية التي كشفت عبر منصاتها عن الأسباب الحقيقية لهروب الفتيات، محذرة من هذا النوع من الشائعات، التي تطلقها جماعة الإخوان وكتائبها الإلكترونية الممولة بهدف تخويف وإرعاب المصريين.
 
والأسبوع الماضي، حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ 32 من حروب يشعلها البعض لتدمير الدولة المصرية، في إشارة إلى ما تطلقه الكتائب الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان والقنوات الإعلامية الموالية لها التي تبث من الخارج من شائعات؛ من أجل تقويض عمل الدولة، وتشويه مؤسساتها والنيل من إنجازاتها.
 
وقال الرئيس:"أجيال جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، وتحاول تصديرها للرأي العام في مصر، حتى تحوله لأداة لتدمير الدولة"، في جملة ربما توضح حجم المؤامرة التي يخطط لها الجهات المعادية بمساعدة الجماعة الإرهابية من ضرب الأمن والسلم الاجتماعي وإثارة بلبلة في الداخل المصري.
 
وبالعودة إلى تفاصيل القضايا التي استغلتها جماعة الإخوان وأوكلت لذبابها الإلكترونية مسؤولية نشرها على نطاق واسع، فكانت القصة الأولى لطالبة الصيدلة إنجي التي تبين أنها تركت منزلها على خلفية خلافات عائلية مع والديها وشقيقها، قبل أن تعود إلى منزلها بعد فترة، كانت تقيم فيها لدى شخص بمنطقة القناطر الخيرية، متفقة معه على الزواج هربا من المشاكل الأسرية.
 
القضية الثانية، كانت لفتاة تدعى فرح، طالبة في الصف الثاني الإعدادي، ولم يتخطى عمرها سن الـ 15 عاماً تغيبت عن منزلها بمنطقة سموحة، قبل أن تجرى الداخلية تحرياتها ويتم العثور عليها في محافظة القاهرة، لتكشف هذه القصة هي الأخرى كذب وتدليس قنوات الجماعة التي استغلت القضية وراحت تروج لشائعات لا أساس لها من صحة، مدعية اختطافها بجانب مجموعة من الفتيات. 
 
ولم يمر ساعات قليلة على كشف الداخلية كواليس القضية، حتى خرجت فرح لتكشف أكاذيب الجماعة وتؤكد أنها هربت من منزلها وذهبت إلى صديق لها بمحافظة القاهرة تعرفت عليه من موقع (التيك توك)، لكنها فوجئت بعد سفرها أنه غير موجود قبل أن تم تسليمها للشرطة وإعادتها إلى أسرتها.
 
ورغم أن وزارة الداخلية نجحت في كشف حقيقة قصص الفتيات المختفيات بشكل سريع ونجاحها في رصد وتتبع العديد من الصفحات التضليلية وضبط القائمين عليها في الكثير من الفترات، إلا أن الجماعة وعبر صفحاتها الوهمية على السوشيال ميديا وقنواتها ظلت تبحث عن مخرج متداولة بشكل سريع ومتتالي  أن حالات اختفاء الفتيات تخطت الـ 15 حالة بقصد خلق روايات أخرى غير الروايات الرسمية، وإحداث حالة من الرعب في نفوس المواطنين.
 
وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، أداة رئيسية تستخدمها الإخوان وأعوان الشر، لنشر أكاذيبهم، مستغلة ما تشكله من أهمية كبيرة وتأثير داخل المجتمع المصري، لخلق قصص وهمية، وهو ما كشفه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
 
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها جماعة الإخوان الخلافات الأسرية التي ينتج عنها حالات هروب، ليتم تضخيم الأمر والترويج لشائعة اختطاف السيدات في عدد من المحافظات، ففي يناير الماضي استغلت الجماعة واقعة مشابهة لفتاة متغيبة بمدينة المطرية مواصلة ادعاءاتها حول تدهور الحالة الأمنية في مصر، قبل أن تخرج الفتاة المتغيبة بعد ما أشيع حولها بساعات لتدحض أكاذيب الإخوان وقنواتها التي تبث من تركيا.
 
وفي يناير الماضي، كان هناك إحصائية رصدتها الدولة أثارت الكثير من الجدل، حول ماهية نشر هذه الشائعات وكيفية استخدامها لضرب عمق الأجهزة بل واستغلالها في فترات لحشد بعض المتغيبين من أجل النزول إلى الشارع وتنظيم احتجاجات تؤثر على مسيرة العمل، حيث رصد مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء في أوائل العام نحو 53 ألف شائعة خلال 4 أشهر فقط، كان من بينها أكاذيب روجتها جماعة الإخوان المسلمين عن ارتفاع الأسعار أو قتل الأطفال ومعلومات مضللة من هذا القبيل.
 
من ضمن هذه الأكاذيب التي روجتها جماعة الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي مطلقة ذبابها الإلكترونية لإحداث بلبلة داخل الشارع المصري، العثور على جثث 35 طفلا في منطقة الشروق، وفرض رسوم بمئات الجنيهات على دفن الموتى، بالإضافة إلى الشائعة اليومية التي تترد باستمرار حول الحذف العشوائي للمواطنين من بطاقات التموين.
 
ولم تسلم مصر من هذه الحرب الشعواء، خلال تعاملها مع فيروس كورونا المستجد، حيث واصلت القنوات التابعة للجماعة نهجها في إثارة الفتن، والشائعات بإطلاق أكاذيب مضروبة حول تفشي الوباء في المستشفيات المصرية، زاعمة أن مصر تحاول أن تستخدم عقار تحذر هيثة الدواء من استخدامه، كما أنها حاولت بكل الطرق ضرب العلاقة الحميمة بين الدولة والأطباء عبر نشر أكاذيب تروج إلى عدم إهمال وزارة الصحة ومجلس الوزراء في التعامل مع الأطباء الذين تعرضوا للإصابة بالفيروس نتيجة عملهم.
 
لكن من ناحية أخرى فأن هذا الاضطراب الشديد الذي يشهده إعلام الجماعة، ودفع أعضاءه إلى الترويج لمعلومات لا أساس لها من الصحة تخص مصر، يعكس حالة من التخبط يعيشها أعضاء الجماعة وخاصة الذين يهربون في تركيا، وذلك بعد أيام قليلة من نشر تقارير تؤكد الانهيار الحاد في أوضاعهم المعيشية، نتيجة سرقة قادة الجماعة لثروات التمويلات ونهب المنظمات الخيرية التابعة لهم؛ ما جعلهم يختلقون شائعات جديدة تستهدف مصر.
 
بالإضافة إلى ذلك فأن هناك تقارير ربطت بين الحملة الإخوانية ضد مصر، وإجراءات تسريح العمالة التي تجرى في عدد من المؤسسات التابعة للإخوان في قطر وتركيا، إذ أكد البعض أن الإفلاس الذي يشهده إعلام الجماعة الآن وتكرار اختلاق القصص القديمة، مرتبط بشكل كبير بإنهاء عمل الكثير من الموظفين داخل قنوات الشرق ومكملين والجزيرة، حيث يشترط على مجموعة إعداد التقارير التليفزيونية العاملة في هذه القنوات إذاعة تقارير يومية ترصد الأحداث السلبية داخل مصر، وعدد من الدول العربية التي تكافح نشاط قطر وتركيا التوسعى في منطقة الشرق الأوسط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق