طلال رسلان يكتب: "بئر الخيانة".. إيميلات هيلاري كلينتون تكشف تفاصيل «مخطط ثالوث الشر» ضد مصر
السبت، 17 أكتوبر 2020 08:16 م
وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مهدت الطريق أمام السيطرة إخوانية بخطط تفكيك الداخلية والسيطرة على مفاصل الدولة اقتصاديا وإعلاميا
الدوحة ساعدت خطة "الديمقراطيين" بضخ أموال طائلة لصالح مؤسسة كلينتون.. وحمد بن جاسم والجزيرة وضعوا خطة استهداف الأنظمة العربية
الإخواني خيرت الشاطر تلقى 100 مليون دولار من واشنطن لإنشاء قناة إخبارية للإخوان انتقلت بعدها إلى عزمي بشارة بعد 2013
وثائق كلينتون كشفت خطتها التخريبية لضرب استقرار الخليج.. وزيرة خارجية أوباما عارضت نشر قوات "درع الجزيرة" لمنع سقوط البحرين والسعودية حسمت الأمر
لم تهدأ أصداء الفضيحة الكبرى لتسريبات البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، منذ توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الأمريكي الحالي مايك بومبيو بالكشف عن مزيد من الرسائل للدبلوماسية الأمريكية وعلاقتها بالأحداث المشتعلة في الشرق الأوسط بعهد أوباما.
تتعلق قضية رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كيلنتون بالفترة من 2009 إلى 2013، حيث استخدمت، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، خادماً خاصاً لبريدها الإلكترونى بمنزلها فى نيويورك للتعامل مع رسائل وزارة الخارجية، وسلّمت 55 ألف رسالة لمسؤولين أمريكيين يحققون فى الأمر، لكنها لم تسلم 30 ألف رسالة أخرى، قالت إنها شخصية ولا تتعلق بالعمل، واتخذت وزارة الخارجية وإدارة الأرشيف الوطنية فى عام 2016 خطوات لاستعادة الرسائل السرية.
معركة الديمقراطيين والجمهوريين على السلطة في أمريكا، كشفت النقاب عن عدد كبير من رسائل البريد الإلكتروني لهلاري كلينتون، بأسرار تحريك الأحداث وخاصة في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة آنذاك من خلف الكواليس فيما سمي بفترة الربيع العربي وما تبعها من وقائع رسمت خريطة جديدة للمنطقة بما حملته من إسقاط أنظمة وظهور الجماعات المسلحة وتقسيم دول كبرى إلى دوليات وصولا إلى ما نحن عليه الآن من صراعات ومخططات في المنطقة.
وتيرة متسارعة من التقارير الأجنبية والعربية تناولت تفاصيل رسائل بريد كلينتون المسربة بما حملته من أسرار في واحدة من الفضائح الكبرى التي لن ينساها التاريخ، وما كشفته من ترتيبات وخطط مثيرة تخص منطقة الشرق الأوسط وتحرك الإدارة الأمريكية وسياستها تجاهها.
ما بين ثلاثي الشر «الإخوان والجزيرة وقطر» كان العامل المشترك لتحريك الأحداث في المنطقة بداية بما سمي بمخطط الربيع العربي عبر ضخ الأموال القطرية التي كشفت الرسائل أطراف لعبتها الكبرى بما لا يدع مجالا للشك في مؤامرة القرن، كما عرفت اصطلاحا بين السياسيين.
مخطط الربيع العربي.. وأموال خزائن قطر
قبل كشف الرسائل الأخيرة، تحديدا منذ 4 سنوات، لم تخف مؤسسة كلينتون أنها قبلت هدية قيمتها مليون دولار من قطر أثناء عمل هيلاري وزيرة للخارجية الأمريكية دون إخطار وزارة الخارجية حتى على الرغم من تعهدها بالسماح بمراجعة التبرعات الجديدة من الحكومات الأجنبية.
وعلى ما يبدو كانت هذه هي البداية لإثارة التساؤلات عن أيادي الإدارة الأمريكية في المنطقة بالحديث عن حجم الأموال القطرية المتدفقة إلى واشنطن تحت ستار الاستثمارات وترسيخ الديمقراطية في المنطقة.
وقتها تم الكشف عن أن المسؤولين القطريين تعهدوا بتقديم هذا المبلغ في 2011 بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون الخامس والستين وسعوا للقاء الرئيس الأمريكي السابق بشكل شخصي في السنة التالية لتقديم الشيك له، وذلك وفقا لرسالة عبر البريد الالكتروني من مسؤول بالمؤسسة إلى جون بوديستا رئيس الحملة الرئاسية لكلينتون.
لكن، وفقا للتسريبات الجديدة، يبدو أن المبالغ التي أودعتها قطر في خزينة مؤسسة كلينتون كانت جزءا من صفقة كبرى لصالح تمويل مخطط الربيع العربي وإحراق الشرق الأوسط بأعمال عنف وإرهاب، وهذا ما تبين فيما بعد بتتبع الأحداث وما آلت إليه الأوضاع في الدول التي استهدفها الربيع العربي.
بتتبع قراءة إيميلات كلينتون المسربة عبر وسائل إعلام وحسابات أمريكية، فإن إحداها كان وثيق الصلة بالمخططات القطرية أيضا كحلقة وصل لما بدأته الدوحة من ضخ أموال في مؤسسة كلينتون لصالح تمرير المخطط القطري في الشرق الأوسط، فكشفت إحدى الرسالات النقاب عن أن الحكومة القطرية فتحت خزائنها لبدء مخطط الربيع العربي وإسقاط الأنظمة العربية بإشارة من إدارة أوباما وقتها.
في تفاصيل الرسائل، تحدثت هيلاري دون مواربة عن تفاصيل تكشف مخططات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لنشر الفوضى فى الشرق الأوسط بزعم دعم الديمقراطية، ثم بدء دعم الربيع العربي عن طريق البوابة القطرية المشبوهة في إشعال الأزمات فى دول وبلدان المنطقة، جاء ذلك في إحد رسائل كلينتون بطلب مباشر من قطر بتمويل المخطط عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون.
ووفقا للتسريبات فقد أودعت قطر في خزينة مؤسسة كلينتون مبالغ طائلة كجزء من صفقة لصالح تمويل مخطط الربيع العربي وإحراق الشرق الأوسط بأعمال عنف وإرهاب، بشكل متوارٍ تحت مسمى هدايا ودعم وتبرعات.
خلف ذلك المخطط فيما بعد تأثيرات مدمرة في المنطقة، وأنتج حروبا أهلية وصراعات كبرى في أكثر من بلد عربي، وجماعات إرهابية ومتطرفة وتنظيمات مسلحة وميليشيات انتشرت كالسرطان في ربوع البلدان المنطقة، قبل سقوط أنظمة بأكملها في مصر وتونس وسوريا والعراق وليبيا واليمن، فالانتقال إلى مرحلة الخسائر الاقتصادية الكبرى لتلك البلدان والتي أعادت مؤشرات تنموية في دول المنطقة عقودا إلى الخلف، وآلاف الأرواح التي أُزهقت، كل ذلك جزء من نتائج التحالف القطري الأمريكي ومخططاته.
الأذرع الإعلامية.. "الجزيرة" منبر الإرهاب
في خزينة أسرار كلينتون التي انفجرت أمام العالم، سلطت إحدى رسائل البريد الإلكتروني الضوء على ارتباط كلينتون بقناة الجزيرة القطرية التي مثلت الذراع الإعلامية لقطر في تنفيذ مخطط دعم الإرهاب والدعوة للفوضى، ومحاولة استغلالها لتلميع صورة إدارة أوباما.
كشفت هذه الوثائق أن كلينتون قامت بزيارة إلى الشبكة القطرية الشهيرة في مايو 2010 وقت أن كانت المسؤولة الأولى في الخارجية الأمريكية، وتضمن برنامج زيارة الوزيرة الأمريكية اجتماعا خاصا في فندق "فور سيزونز" الدوحة مع ممثلي ومسؤولي المحتوى وقتها في إدارة "الجزيرة"، كان على رأسهم وضاح خنفر والمدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، توني بورمان، وتبع ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة الجزيرة في مقر القناة نفسها بعد اجتماع فور سيزون، شاركت فيه القيادة القطرية للشبكة، وتضمنت المناقشات زيارة وفد الجزيرة إلى واشنطن، واختتمت هذه الاجتماعات بلقاء مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم الذي كان يعد وقتها صاحب السلطة المطلقة في القناة.
تلى تلك الزياة إنتاج تقارير، بدت بأوامر مباشرة من إدارة أوباما على لسان الوزيرة، في النسختين العربية والإنجليزية للقناة تلمع إدارة الرئيس الأمريكي مع تغير في سياسة القناة بشكل عام فيما يخص النهج العربي بتقارير أكثر حدة في مهاجمة الأنظمة العربية تحت ستار ما سمي بدعم الديمقراطية وحرية الشعوب، وبرامج وساعات من البث المباشر بأفلام وثائقية استهدفت دول المنطقة وعلى رأسها مصر، مع مزيد من فتح الأبواب دون مورابة لظهور قيادات الجماعات المتطرفة الأخطر في العالم تحت بند السبق الإعلامي، فتحولت القناة إلى المنبر الأول لقادة جماعات التطرف والإرهاب في العالم.
كلينتون ومخطط دعم الإخوان.. مصر الهدف الأكبر
في إحدى الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لكلينتون كشفت تفاصيلها عن محادثة بيها وبين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بشأن ما سمي بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي وطلب مشاركة قطر في الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة في ذلك، بما يفتح لها المجال للتدخل في الشأن المصري.
حيث تقول الوثيقة إن واشنطن نفذت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكن كان هذا ضمن لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأمريكية وقتها وقطر للسيطة على منطقة الشرق الأوسط من باب مصر.
وكشفت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها "الربيع العربي".
لم يكن صندوق الاستثمار المصري إلا المدخل الأول للسيطرة على الداخل المصري من باب الاستثمارات القطرية وبأوامر من الإدارة الأمريكية، لكن تبقت الأداة التي كانت ستعتمد عليها أمريكا للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية، وهنا أتى مخطط دعم الإخوان للركوب على حكم مصر في مرحلة تخبطات ما بعد 2011.
وفقا للوثائق التي ركزنا فيها على ما يخص منطقة الشرق الأوسط وخاصة مخطط استهداف مصر، فإن لعبة السيطرة الإخوانية بدأت بدعم عناصر لها علاقة بأعمال ومخططات إرهابية إخوانية من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة بين جماعة الإخوان والدوحة بقيمة 100 مليون دولار، بدت أهدافها لخدمة الجانبين وخاصة بعد مرحلة وصول الجماعة إلى سدة الحكم في مصر، وكان الحديث في البداية أن تكون القناة تحت إمرة خيرت الشاطر كدمية يحركها النظام القطري ومن فوقه واشنطن لتلميع وجه الجماعة وخدمة أهدافها في الحكم، ومن ثم تثبيت سيطرة الإخوان على مفاصل السلطة من خلال الإعلام.
وبتتبع الأحداث يمكن تسليط الضوء على الدور الذى لعبته واشنطن في دعم ومساندة جماعة الإخوان الإرهابية للوصول إلى الحكم وبعدها خطة سعى الجماعة آنذاك للسيطرة عن المنصات الإعلامية لبث مشروعها الفكري، وقتها بدأت الجماعة في تنفيذ جانب من خطتها المعروفة بـ"خطة التمكين" أو "الأخونة" التى استهدفت بها جميع المناصب، وقامت الجماعة بمحاولة السيطرة على الإعلام المصرى، فأطلقت قنوات إخوانية تابعة لها، كما سعت إلى السيطرة الكاملة على الإعلام المصرى، ولن يتم ذلك إلا بالسيطرة على مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" التليفزيون الرسمى للدولة المصرية، فقامت بتعيين صلاح عبدالمقصود، في منصب وزير الإعلام، إضافة إلى اعتماد الجماعة على شخصيات تدافع عنها عبر الكتاب التابعين لهم و الذين يبثون فكر الجماعة في الصحف ووسائل الإعلام تتبع الجماعة، كما حاولت الهيمنة على عدد من المؤسسات الصحفية القومية بالدفع بعدد من التابعين لهم لرئاسة تلك المؤسسات، الأمر الذى دفع عدد من كبار الكتاب بالصحف المستقلة الامتناع عن كتابة مقالاتهم احتجاجا على ما اعتبروه محاولة من الجماعة للسيطرة على المؤسسات الصحفية القومية.
أعقاب اللقاء الشهير بين الإخواني محمد مرسي وهيلاري كلينتون عقب ركوب مكتب إرشاد جماعة الإخوان على حكم مصر، كشفت تقارير إعلامية أن ذلك اللقاء خلف خطة كبرى للسيطرة الإخوانية على الجهات الأمنية ومراكز القوى المصرية، بما يضمن استمرار المخطط بعد تنفيذ مهمة إسقاط الداخلية في يد الإخوان بقيادة جهاز سري كامل يكون يد الجماعة لإطلاق العنان لتشكيل جماعات وميليشيات مسلحة تكون الظهير الأمني للجماعة لنشر الذعر والتخويف في تجربة قريبة على حد ما بالتجربة الإيرانية ومليشيات الحرس الثوري.
تضمنت إيميلات هيلاري كلينتون محادثات جرت بينها وبين الإخواني محمد مرسي عرضت خلالها خطة واشنطن لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر، لبدء عملية تفكيك الداخلية وأخونتها بوضع كوادر الجماعة لما سمي بخطة التمكين في وزارة الداخلية، والتحكم في نقل وتصعيد ضباط الشرطة من خلال الإشراف علي حركة تنقلات وزارة الداخلية السنوية، فضلاً عن تصفية حساباتهم مع ضباط أمن الدولة الذين رصدوا نشاط الجماعة وتحركاتهم واتصالاتهم بالخارج قبل ثورة 25 يناير 2011 .
كشفت الأحداث وقتها أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية رفض تنفيذ تعليمات الجماعة بتدخل القياديين أيمن هدهد ومحمد البلتاجي في شئون الوزارة والاطلاع على الأسرار والملفات الأمنية، فكان قرار الجماعة بإعلان هيكلة وزارة الداخلية لإفراغ الأمن الوطني وإقصاء بعض القيادات منه، خاصة ضباط قسم النشاط المتطرف وضباط قسم إنقاذ الرهائن وتفكيك قطاعاتها، وخلال عام، حاولت الجماعة اتخاذ عدة إجراءات للانتقام من الداخلية التي يحتفظ جهازها المعلوماتي بأكبر قاعدة بيانات تشمل جرائم الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد، وأطلقوا دعوات الهيكلة للإطاحة بقيادات بعينها في الوزارة لكنهم اصطدموا برفض قيادات الداخلية وقتها تمرير مخطط تفكيك الوزارة.
ضرب استقرار الخليج.. وليبيا وسوريا تكتويان بنار الفوضى
كشفت رسائل بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، محاولة تدخلها لمنع وصول قوات "درع الجزيرة " إلى البحرين فى عام 2011، لضمان استمرار الفوضى فى البلد الخليجى وعرقلة أى محاولة لإنهائها وفق مخطط "الربيع العربى" التخريبى.
وفي عام 2011 جاء رد المملكة العربية السعودية وقتها حاسما على لسان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي وسفير المملكة لدى واشنطن في ذلك الحين، حيث كشفت الرسائل رد الجبير لكلينتون التى طلبت توضيحات بشأن دخول "درع الجزيرة" إلى البحرين، بأن قوات "درع الجزيرة" أصبحت بالفعل فوق الجسر الرابط بين السعودية والبحرين بلا تراجع عن الهدف.
فيما كشفت رسائل البريد الإلكتروني واشنطن عارضت تدخل قوات "درع الجزيرة" لحفظ النظام فى للبحرين عام 2011، وأكد وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبد الله بن زايد لكلينتون أن الأمر شأن خليجى داخلى، وأن إرسال قوات سعودية - إماراتية إلى البحرين جاء بناءً على طلب حكومة البحرين، والهدف هو استعادة النظام، وأضاف أن ملك البحرين مدّ يده للصلح منذ فترة طويلة جداً، وأن دول مجلس التعاون الخليجى الأخرى لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يأخذ آخرون البحرين رهينة.
في ليبيا وسوريا كان الوضع مختلفا بعض الشيء، حيث طالت نار مخطط إسقاط الشرق الأوسط أمريكا نفسها، على خلفية الهجوم الإرهابي الذي تعرض له السفير الأمريكي لدى بنغازي كريستوفر ستيفينز و3 أمريكيين آخرين في عام 2012.
وقتلها واجهت واشنطن إحدى أكبر أزماتها بعدما ثبت لدى دوائر واشنطن الأمنية أن النهج الذي اتبعته هيلاري والمتمثل في دعم المسلحين فى ليبيا، مثلما حدث فى سوريا أيضا لن يجلب سوي الفوضى التي لن تسلم منها أمريكا.
وسلطت رسائل البريد المسربة، الخاصة بهيلاري كلينتون الضوء على خطة الخارجية الأمريكية بشأن دور واشنطن فى ليبيا ما بعد القذافى، ووجاء في الرسالة الموجهة من جاكوب سوليفان، مسئول الخارجية الأمريكية إلى كلينتون، والتى شملت أفكار عن الدور الأمريكى إنه يجب البدء بتدفق المساعدات الإنسانية إلى شرق ليبيا، مع التخطيط بالقيام بذلك فى غرب ليبيا أيضا.
وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، قالت الرسالة إن جهات الاتصال بليبيا تؤكد باستمرار أى مساعدة عسكرية خارجية صريحة، وأن رسالتهم كانت ضرورة قيامهم بهذا الشئ بأنفسهم، لكن سوليفان قال إنه فى طرابلس وحولها هناك مساعدة لتقديم مساعدة عسكرية سرية للمعارضة بما فى ذلك شحنات الأسلحة، لكن يجب أن يتم القتال من جانب الليبيين أنفسهم.
كما كشفت وثائق كلينتون، بحسب ما قال مؤسس وكيليكس جوليان أسانج الذى نشر هذه الرسائل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، عن مساهمة كلينتون الرئيسية فى تسليح الإرهابيين فى سوريا، وقال إنه مثلما فعلت فى ليبيا، روجت كلينتون لإستراتيجية لتسليح المعارضة "الإسلامية" لكن جماعات المعارضة السورية التى حصلت فى النهاية على الأسلحة كان من بينها الإخوان والقاعدة وداعش، وفقا لتقرير لموقع ناشيول ريفيو فى عام 2016.
وقال أسانج فى هذا الوقت إن الحرب في ليبيا كانت حرب هيلاري كلينتون"، وأن الرئيس السابق باراك أوباما منذ البداية كان يعارض التدخل العسكري في ليبيا، وأكد أسانج أن هيلارى كانت تؤكد أنها كانت تنظر إلى الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وتدمير مؤسسات الدولة في ليبيا كورقة يمكن استخدامها للدخول في سباق الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الوثيقة الداخلية التي أُعدت لـ"كلينتون" أواخر 2011 وتسمى بـ"ليبيا..التسلسل للأحداث" (Libya Tick Tock)، تمثل توصيفا زمنيا لعملية تدمير ليبيا والتي كانت هيلاري كلينتون عنصرا أساسيا فيها".