حروب الجيل الرابع.. كيف استغل الإخوان السوشيال ميديا لغزو العقول وتدمير الأوطان؟
الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 12:00 ص
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أداة للترفيه وتحقيق التواصل بين الأفراد، بل ظهر لها وجه أخر قبيح حيث تحولت هذه الوسائل إلى ساحة خلفية لممارسة نوع جديد من الحروب وهي حروب الجيل الرابع، والتى يتم فيها الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى تدمير الدول، بدلا من فكرة الحروب على الأرض واحتلال الدول.
ومع سقوط حكم الإخوان بعد ثورة 30 يونيو 2013، لجأت الجماعة إلى الحرب من خلال السوشيال ميديا والقنوات التحريضية والصور والفيديوهات المفبركة ضد الدولة المصرية، فى محاولة من التنظيم للعودة للمشهد السياسى من جديد، ورغم فشل الجماعة منذ سقوطها وحتى الآن من تحقيق هدفها، إلا أن أنها تستمر فى اتباع أسلوب حرب الجيل الرابع والخامس لإسقاط الدولة المصرية.
وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالأمس خلال الندوة الثقيفية، من خطورة حروب الجيل الرابع والخامس فى هدم الدول والتشكيك فى قدرات الشعب وقياداته، وأوضح أن "اليومين اللى فاتوا شهدنا محاولة للنيل من صمود الشعب ومحاولة لهدم الدولة ...إحنا بنموت نفسنا عمل وجهد وفكر.. عشان نطلع بالدولة قدام"، وأقسم على أن ما تحقق فى 6 سنوات فى مصر تجاوز عمل 20 عاما، وقال الرئيس السيسى، إن الحروب المباشرة كانت تستخدم فى الماضى لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، ولكن الآن هناك أجيالاً جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، ويعاد تصديرها للرأى العام فى مصر، لتحويل الرأى العام لأداة لتدمير للدولة، مشددا على أن "مصر لا يمكن القضاء عليها بحرب من الخارج".
فى هذا السياق يقول اللواء محمد الغباشى، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن حروب الجيل الرابع أصبحت تعتمد على الإعلام والسوشيال ميديا بشكل رئيسى وتستخدم وسائل تمثل الرصاصة التى قد تحيى وتميت شعوبا بأكملها، والهدف منها هو اغتيال العقول المصرية الشابة والأجيال القادمة ومحو تاريخهم والسيطرة عليهم، مؤكدا أن هذه الحروب هى الأخطر والتى يمكن وصفها بالحرب الخبيثة حيث يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى بث الشائعات وأحداث الفتنة خاصة وأنها تعتمد على الاستخدام السيء للتكنولوجيا وهو العمل على تزييف الحقائق وتغييرها.
وأشار " الغباشى"، الخبير الأمنى والمعلوماتى، إلى أن حروب الجيل الرابع تحاول إحداث حالة من البلبلة وفقد الثقة ونشر الأخبار التى تتم بسرعة كبيرة، نتيجة وجود وسائل التواصل الاجتماعى بيد الجميع ليلا نهارا، حيث تعتمد على نشر حالة من الإحباط بين المواطنين والانقسام، فالكلمة أكثر من طلقة الرصاص، مشددًا على أن مصر تتعرض لحرب فكرية من الخارج تسعى للعمل على إحداث التفكك بين الدولة المصرية والشارع، مشيرا إلى أن القوات المعادية لمصر بعد انتصار 6 أكتوبر قرروا عدم خوض حرب نظاميه مع مصر، ومحاربتنا بما يسمى الحرب الخبيثه.
ولفت مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إلى أن ذلك فى إطار حروب الجيل الرابع والتى تشترك فيها الجماعة الإرهابية والدول المعادية من خلال العمل على الحرب النفسيه لتستهدف عقل وقلب المواطن للوصول إليه وهو فى بيته وبث الخوف وعدم الثقه بينه وبين مؤسسات الدولة، موضحا أن كل ذلك يتمثل فى أمواج عاتية تتعرض لها الدولة من فبركة فيديوهات وتدويل قضايا مزيفة من خلال الاستعانه بأشخاص مزيفه أمثال محمد على وغيرها.
وتابع " إضافة إلى تدويل ونشر شائعات وأكاذيب لفقدان الثقه بين المواطن والدولة وإحداث بلبله بأى مطلب تهتم به فئة معينة من المجتمع فمصر تتعرض لغزو العقول بحرب إقليمية منظمة وهي أخطر من الحروب النظاميه “، موضحا أن هناك موجة من الشائعات والأكاذيب تنظمها أجهزة مخابرات دولية وإقليميه تريد التأثير لتحقيق أحلامهم التوسعيه وتراهن على حروب العقول خاصة وأن تكلفتها صفرية بالمقارنه للحروب النظامية.
وأوضح أن التنظيم الإرهابى يدير كل ذلك بخبراء نفسيين وعلم اجتماع يعلمون جيدا كيف يخاطب المواطن وكيف يمكن التأثير عليه من خلال احتياج له، ولكن الشارع المصرى بدأ يدرك كل ذلك وقادر على الرد بقوة، مشددًا على أن الدولة المصرية شعبا وجيشا وجميع مؤسساتها تقف حائط صد أمام مؤامرات قوى الشر لهدم الدولة المصرية وبث الفوضى والفتن فيها.
ولفت إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية اعتادت طوال الفترة الماضية على ترويج أكاذيبها من خلال الشائعات التى تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعى، واستخدمت أساليب عده من أجل التأثير على الرأى العام، ومحاولة تفكيك الثقة بين المواطنين والدولة بالاعتماد على كتائب الكترونية بكثافة خارج مصر واستخدام السوشيال ميديا على أوسع نطاق للتضليل، مشيرًا إلى أن الأمن القومى المصرى مسؤولية كل بيت مصري، وبالتالى لابد أن نحافظ عليه والدفاع عنه، قائلا " التاريخ والجغرافيا مع مصر وبوعينا نحافظ عليها من كل المؤامرات التى تحاك بنا".
ويقول النائب يحيى كدوانى، عضو مجلس النواب، أن جماعة الإخوان والدول المعادية لمصر تمتلك مئات الآلاف من الصفحات عبر السوشيال ميديا، والتى يتم توظيفها فى ترويج الأكاذيب والادعاءات والشائعات، ويتم الترويج لهذه الصفحات بشكل كبير، من خلال الاعتماد على الإعلانات المدفوعة لمواقع التواصل الاجتماعى، مشددًا على أن الجماعة تحصل على دعم كبير من الخارج لتنفيذ مخططاتها فى الداخل معتمدة فى ذلك على "السوشيال ميديا" كسلاح رئيسى لها فى إثارة البلبلة، وإيهام الشارع المصرى، بأن هناك حالة عدم استقرار فى الشارع، ومحاولة للوقيعة بينه وبين القيادة التنفيذية.
واعتبر عضو مجلس النواب، أن إنه فى ظل عشوائية الاستخدامات التى تتم عبر السوشيال ميديا بشكل كبير، وأصبح استخدامه يؤثر بشكل سلبى على الدولة، نحتاج إلى أن يكون هناك ضوابط لذلك، وأن يكون هناك اتفاقية مبرمة بين الدول تضع آليات مواجهة ما تقوم به الإخوان والتنظيمات الإرهابية وقوى الشر من فبركة أكاذيب على السوشيال ميديا ووضع آلية للحجب أيضا.
وأضاف عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن التنظيم يسعى دائما وأبدا إلى الترويج لأكاذيبه من خلال طرق عديدة، واستخدام كل الوسائل التى تواكب العصر من خلال دعم كبير يقدم لهم من التنظيم الدولى فى الخارج، لمحاولة النيل بالدولة المصرية، وهو مخطط لابد من الانتباه لمثل هذه الأمور التى تسعى لها ، قائلا "الجماعة نقلت حروبها عبر الواقع الافتراضى والفضاء الإلكترونى من خلال نشر الأكاذيب والشائعات عبر مواقع السوشيال ميديا ،وهو ما يؤكد مدى خطورته مستغلة فى ذلك فكرة "المكلمه" المتداوله داخل هذه المواقع، والتى تساعد على بث الشائعات.. وكل هذه الأمور تدفق لها ميزانيات ضخمة والهدف هو خبيث من أجل العبث بالدولة المصريه ".
من جانبه قال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن حروب الجيل الرابع تعتمد بشكل رئيسى على تقليب الرأى العام وإيهامه بالأكاذيب من أجل تدمير وطنه بنفسه دون أن يدرك وذلك من خلال زيف الحقائق واللعب على الكلمة والخداع من خلال بأمور لا توجد على أرض الواقع من أجل إثارة الفتن.
وأضاف الخولي، أن السوشيال ميديا بيئة خصبة لهذه الحروب ولاحتضان الفكر الإرهابي، حيث نجد تواجد كبير للجماعات الإرهابية التى تبث من دول معادية، بل وحساباتهم موثقة بالإضافة للكتائب الإخوانية التى تبث الشائعات ضد مصر، وذلك نتيجة ما اعتبره بـ"ترك الحبل على الغارب" بمواقع السوشيال ميديا، قائلا:" ترك إدارة منصات التواصل الإجتماعي، تلك الحسابات التى تحض على الإرهاب والشائعات أمر يثير علامات استفهام كبيرة".
وأشار الخولي، إلى أن هناك ازدواجية سياسية متبعة من قبل إدارات مواقع السوشيال ميديا، حيث تحذف بعض المنشورات التى تنتقد الدول الراعية للإرهاب، بينما لا يحدث فيما يقومون هم به مما يفتح دائرة واسعة ولا تنتهى من التسأؤلات، لافتاً إلى أن مصر انتبهت لخطورة الشائعات على السوشيال ميديا، وأصبحت لكافه المؤسسات حسابات موثقة على مواقع التواصل للرد أول بأول على الشائعات، بالإضافة إلى تفعيل التشريعات المصرية القائمة، لكننا لم نلجأ إلى حجب مواقع التواصل مثلما فعلت بعض الدول فى إيران حتى فى ظل الأزمات العنيفة التى واجهتها الدولة المصرية.