شيري بلير كلمة السر في التقرب بين هيلاري كلينتون وموزة قطر
الإثنين، 12 أكتوبر 2020 12:45 م
لعبت شيري بلير دورا هاما في توطيد العلاقات بين الأمريكيين والقطريين وتحديداً بين هيلاري كلينتون وقت توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية مع الشيخة القطرية موزة والدة أمير قطر الحالي، فوفقا لما كشفته الوثائق التاريخية وتسريبات إيميلات هيلاري فأن شيرى وجهت رسالة إلى كلينتون عن رغبة موزة فى بناء علاقات مع كلينتون.
قالت شيرى بلير في رسالتها إلى هيلاري بتاريخ 13 مايو 2009، قائلة: "قد تعرفين أنى على مدار السنوات الأربع الماضية عملت مع القطريين وتحديدا الشيخة موزة حول قضايا الإعاقة فى قطر بنيت علاقة طيبة معهم، وقد تواصلت الشيخة موزة معي سرا، وقالت إنهم حريصون على أن تكون علاقتهم بالولايات المتحدة على موطئ أكثر إيجابية وتأمل فى لقاء نسائي خاص مع كلينتون، وأنها مسرورة للمجيء إلى واشنطن لو استطاعت إتاحة بعض الوقت".
وكشفت وثائق موقع التسريبات ويكيليكس فى عام 2016، إهداء قطر مليون دولار لمؤسسة كلينتون بمناسبة عيد ميلاد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، أبلغ مسئول كبير في مؤسسة كلينتون زملاءه بأن تبرعا من الحكومة القطرية بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون تم خلال اجتماع عقده مع سفير قطر في واشنطن.
وذكر أميتاب ديساي المسؤول في المؤسسة على بريده الالكتروني إن "السفير طلب رؤية دبليو.جيه.سي (وليام جيفرسون كلينتون) لمدة خمس دقائق في مدينة نيويورك لتقديم شيك بمبلغ مليون دولار وعدت به قطر بمناسبة عيد ميلاد دبليو.جيه.سي في 2011 ".
وتم قبول هذه "الهدية" دون أن تبلغ هيلاري كلينتون الخارجية الأمريكية رسميا، وفقا لما يقتضيه القانون الأمريكي، ورغم تعهدها أثناء تسلمها منصبها الوزاري آنذاك بفحص وتدقيق التبرعات التي يتلقاها الصندوق من حكومات أجنبية.
نشر الفوضى في الشرق الأوسط عبر دعم التيارات والكيانات المتطرفة، وبمقدمتها جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، كان وسيلة التودد بين الاميرة القطرية ووزيرة الخارجية السابقة، وارتبطت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بعلاقات مشبوهة مع تنظيم الإخوان الدولي، وضمت دوائر واشنطن الرسمية وشبه الرسمية في تلك الفترة عناصر موالية للتنظيم، بمقدمتها هوما عابدين المساعدة الشخصية لهيلاري كلينتون، وذراعها اليمني في الحملة الانتخابية لمارثون البيت الأبيض 2016.
وقبل سنوات، نشر موقع "بي بي أر" الأمريكي تقرير كشف فيه شبكة العلاقات الخفية لهيلاري كلينتون، ومساعدتها الشخصية هوما عابدين، مع جماعة الإخوان، حيث أكد أن "عابدين " على صلات قوية بالجماعة الإرهابية مشيرًا إلى أنها ولدت فى الولايات المتحدة ، لكنها انتقلت للعيش مع أسرتها فى دولة خليجية عندما كانت فى سن عامين وتركتها عائدة إلى واشنطن عندما بلغت 18 عامًا للدراسة، وحدد التقرير ثلاث أطراف رئيسية فى شبكة علاقات عابدين، وهم كلينتون وعبدالله عمر نصيف .
وقال التقرير، إن معهد شئون الأقلية المسلمة، الذى أسسته عائلة عابدين وعملت فيه كان حلقة وصل مع التنظيم الدولي للجماعة.
وكشف التقرير ، أن والدة مساعدة كلينتون، هوما عابدين، "صالحة" عضو فى منظمة الأخوات المسلمات، وهى فرع سرى لنساء جماعة الإخوان، كما أن شقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضو نشط فى التنظيم العالمى للإخوان.
وطالما اعتبرت كلينتون مساعدتها "هوما" ابنة لها، حيث تعمل معها منذ أن كانت السيدة الأولى فى التسعينيات، وقالت فى تصريحات سابقة "إذا كان لدى ابنة ثانية فهى هوما".
واتهم التقرير هوما عابدين، بدعم الإرهاب، كما زعم أن مؤسسة كلينتون ، تلقت ملايين الدولارات من التبرعات من دول من بينها قطر، التى مولت سر حملة كلينتون الانتخابية.
من جهة آخري، نشر موقع فرى بيكون وثائق تابعة للخارجية الأمريكية كشفت عن خطة واشنطن لتفكيك الداخلية فى عهد محمد مرسى وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين.
فى صدارة الملفات التى كشفت عنها الوثائق الأمريكية، والتي نشرت في أكتوبر 2016 التى تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، محادثات جرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
وتحدثت الوثائق عن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان، ومساعدتهم للوصول إلى الحكم عام 2012، وأن كلينتون اعتبرت أن فوز محمد مرسى بالانتخابات كان خطوة نحو تحقيق الديمقراطية -على حد زعمها- كما كشفت تفاصيل لقاء عقد بينها والرئيس المعزول فى 14 يوليو 2012، قالت خلالها : "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية، وأن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية".
ولفتت الوثائق إلى أن لقاء كلينتون ومرسى فى ذلك الحين، كان لتقديم التهنئة على فوز الأخير فى الانتخابات الرئاسية، وعرض الدعم الأمريكى لحكومته، والذى تضمن نقل خبرة تقنية ومساعدات من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.
ملامح العلاقات المشبوهة لهيلاري كلينتون ومساعديها بجماعة الإخوان وإمارة قطر، كانت حاضرة بقوة في رسائلها المسربة، وكشفت إحداها عن ارتباط الوزيرة الأمريكية السابقة الوثيق بقناة "الجزيرة"، ومحاولة استغلالها في نشر الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط.
وكشفت إحدى الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لكلينتون محادثة بيها وبين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم حول ما سمي بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي وطلب مشاركة قطر في الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة في ذلك، بما يفتح لها المجال للتدخل في الشأن المصري، وتمكين جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر فى السنوات التى تلت 2011.
ووفق ما ورد في البريد الإلكتروني، فإن هيلاري زارت قناة "الجزيرة" في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة وضاح خنفر. وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة القناة، حيث جرت مناقشة زيارة وفد منها إلى واشنطن في منتصف مايو من ذات العام.
وتقول الوثيقة إن واشنطن نفذت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكن كان هذا ضمن لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأمريكية وقتها وقطر للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط عن طريق السيطرة على بوابته مصر.
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها "الربيع العربي".
كذلك كشف بريد إلكتروني آخر مسرّب يعود لسبتمبر 2012، عن تعاون قطر مع "الإخوان" لإنشاء قناة إعلامية باستثمارات كبيرة، وذلك بعد أن شكا التنظيم الإرهابي من ضعف مؤسساته الإعلامية.