وتشهد هذه الانتخابات صراعاً نسائياً على السلطة بين أرديرن وزعيمة الحزب الوطنى المعارض جوديث كولينز، وهو أمر ليس غريباً على النيوزيلنديين أن تكون زعيمتهم امرأة.
ووفقاً للدبلوماسي النيوزيلندي، وارن سيريل، فإنه من العادي أن تصبح زعيمة النيوزلانديين امرأة منذ عهد رئيسة الوزراء السابقة، هيلين كلارك، التى خدمت فى الفترة ما بين 1999 و2008، مضيفاً أن كلارك، والتى تنتمى لحزب العمال، كانت "قيادية محترمة" ويُنظر إلى جاسيندا أرديرن على أنها "استمرار لها.
ووصف مقال نشرته مجلة إيكونومست، أرديرن بـ"جاسندريلا"؛ وتابع: إذ انتقلت من مسار إلى آخر بشكل مفاجئ بفضل مجموعة قرارات مهمة اتخذتها. لذا ستكون الانتخابات أشبه "بحكاية خيالية" بالنسبة لها. فقبل وباء كورونا، وكان يُعتقد أن أرديرن كانت فى طريقها نحو خسارة منصبها هذا العام، خاصة وأن كثيراً وعودها الانتخابية الماضية لم تنفذ، لاسيما فيما يتعلق بالإسكان.
وعن منافسة أرديرن، جوديث كولنز، فقد عملت فى المحاماة حتى دخولها البرلمان عام 2002 وتولت عدد من الوزرات منها وزارة الشرطة والإصلاح، التى كانت سببا فى منحها لقب المرأة الساحقة بعد دعمها لتشريع لسحق سيارات يقودها مراهقون بشكل طائش، وفقا لبى بى سى.
وتصفها شارلوت جرام ماكلى فى مقال بالجارديان إنها شخصية لامعة ومفعمة بالحياة ومعجبة بأسلوب رئيسة وزراء بريطانيا الشهيرة، مارجريت ثاتشر، وتسير على خطاها، حتى أنها كتبت فى سيرتها الذاتية: "بالنسبة للمنتمين لحزب المحافظين، مثلي، فإننا نرى أن ثاتشر كانت المسئولة أكثر من أى شخص آخر عن إعادة بريطانيا لتقف على قدميها بعد عقود من التراجع الاقتصادى".
في الوقت ذاته، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن أريدرن تحظى بشعبية كبيرة فى استطلاعات الرأى، لكن هناك خطر كبير فى اعتماد حزب العمال الذى تنتمى إليه وتعليق كل آماله على شخصيتها، موضحة أن الشعبية الكبيرة التى تحظى بها أرديرن غير مسبوقة فى نيوزيلندا. وفى ظل عام الفوضى عام 2020، فإن "عادية" أرديرن أصبحت أمرا غير عادى، ومحل ارتياح بعد أشهر من الغرابة والتغيير.
ويتقدم حزب العمال فى استطلاعات الرأى بفارق 15 نقطة عن الحزب الوطنى المعارض، ويخوض معركة للحكم منفردا، وهو أمر نادر فى نظام الانتخاب النسبى فى نيوزيلندا المصمم بهدف إنشاء حكومات ائتلافية.
وعزز موقف حزب العمال تعامل رئيسة الحكومة مع أزمة فيروس كورونا التى حظيت بإشادة من المراقبين رغم أنها دخلت البلاد فى حالة ركود. كما أن أزمات أخرى وقعت خلال فترتها منها إطلاق النار على مسجد كرايستشرش فى مارس 2019.
بينما هاجمت كولنز البالغة من العمر 61 عاما، والتى تكبر أرديرن بـ 21 عاما، لطف منافستها خلال الوباء، وقالت إن رئيسة الوزراء قدمت للناخبين فقط الحب والأحضان فى أعقاب الوباء العالمى. بينما تقدم لهم كولينز الأمل والوظيفة، وتعهدت بدعم الاقتصاد.
وتشير الجارديان إلى أنه برغم شعبية أرديرن الجارفة، إلا أن هناك بعض المشكلات التى تواجهها مثل معالجة أزمة الإسكان ووزرائها مثيرى المشاكل والاتهامات لحزبها العمال بالفشل مرارا فى تقديم رؤية واضحة حول التعافى من كورونا.