حكايات من «الدماء الطاهرة».. روايات خلدت ملحمة أكتوبر المجيدة
السبت، 10 أكتوبر 2020 06:01 مأيمن عبد التواب
"نوبة رجوع".. رصدت بسالة الجندي المصري في مواجهة الموت
"موسم العنف الجميل".. صورت ما جرى على ضفتي القناة قبل وأثناء الحرب
"وميض تلك الجبهة".. حكت وقائع حقيقية للكتيبة 18 مشاة
"الرفاعي".. تروي ملحمة المجموعة 39 قتال
"إنها الحرب".. قصص روت «عبور الملائكة» وأول احتيال في سيناء
في مثل هذه الأيام، وتحديدًا في السادس من أكتوبر 1973، عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس، واقتحمت خط بارليف المنيع، وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي، الذي كان يروج ويدعي أنه لن يقهر أبدًا.. منذ 47 عامًا كانت معركة الكرامة وتحرير التراب الوطني، والعبور العظيم الذي أدهش العالم، وكشفت عن المعدن الحقيقي لتضحية المصريين من أجل تراب الوطن.
وعلى الرغم أن «ملحمة أكتوبر» كانت، ولا تزال، مادة غنية، ومغرية جدًا للأدباء والمبدعين؛ نظرًا لضخامة أحداثها الدرامية، ونتائجها الوطنية والاجتماعية والإنسانية، إلا أن هناك ندرة واضحة في الأعمال الأدبية التي تعرضت لتلك الملحمة، وتحدثت عنها، ووثقت أحداثها.. والأعمال التي أنتجت، «شعرًا ونثرًا»، لا يرقى معظمها لعظمة الحدث.. وفي السطور التالية نرصد أبرز الروايات التي حاولت تصوير لحظات الانتصار العظيم..
أكتوبر حبي
من أوائل الروايات التي تحدثت عن حرب أكتوبر، وصدرت عام 1974، أي بعد العبور العظيم بأقل من عام واحد، ففي إبداع وتميز تناول الكتاب «إبراهيم الخطيب» لحظات الصمود والانتصار، ورسم صورة رائعة للمجتمع المصري وطابعه المتميز، مجتمع قفز بين «اللامبالاة»، التي يتسم بها، إلى الجد والاهتمام والبذل والعطاء، والتضحية والفداء.
رواية «أكتوبر حبي» تتحدث عن الأوضاع الداخلية التي شهدتها مصر بعد نكسة يونيو 1967، مرورًا بحرب الاستنزاف، وصولًا إلى حرب أكتوبر والانتصار المعجز الذي حققه الجيش المصري، وذلك من خلال بطل القصة «الصول رجب» الذي كان أحد أفراد الجيش وقت حدوث النكسة، وأصيب في حرب الاستنزاف، وفقد رجله اليمنى، وعلى أثرها أحيل إلى التقاعد، وبعدها دخل أخوه «أحمد» الجيش وظل في الخدمة حتى إعلان الحرب وتحقيق النصر.
نوبة رجوع
ترصد الرواية بسالة الجندي المصري، وشجاعته في مواجهة الموت، من خلال خطاب شخصي، كتبه أحد الجنود، وكان ينتوي إن يرسله إلى أهله، إلا أن القدر لم يمهله.. وفي الخطاب يحكي الجندي لأسرته أن الجنود عندما عبروا ووصلوا سيناء تركوا أسلحتهم وسجدوا يقبلون الأرض، وفجأة ظهرت غارة لطائرات العدو واستشهد العديد من الجنود في لحظة.
مؤلف «نوبة رجوع» هو الروائي «محمود الورداني»، وكان يعمل في المنطقة المركزية قبل الحرب في قسم خاص بالشؤون الشخصية والخدمة الاجتماعية، وكانت مهمته فصل ممتلكات الشهداء وتقديمها للقوات العسكرية.. ويرصد أيضًا في الرواية، التي انتهى من كتابتها عام 1982، ما حدث بعد حرب أكتوبر من انفتاح اقتصادي، وزيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس، وما تبع هذه الزيارة من توقيع معاهدة سلام مع العدو الإسرائيلي.
الرصاصة لا تزال في جيبي
الرواية للأديب «إحسان عبد القدوس»، وهي من أوائل الروايات التي تناولت حرب أكتوبر، إذ صدرت عام 1974، وتدور حول «المجند محمد» الذي يعود إلى بلدته بعد النكسة محطمًا يائسًا، بعد أن رأى مقتل رفاقه جميعا أمام عينه، فيستقبله أهل قريته بفتور، وكأنه المسؤول عن هذه النكسة.
يقابل فاطمة ابنة عمه، ويعرف أن عباس، رئيس الجمعية التعاونية الذي يستغل الفلاحين، ويطلق الشعارات المزيفة، يريد الزواج منها، ويسانده في ذلك عمه إبراهيم والد فاطمة.
يشترك محمد في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل.. ثم في حرب أكتوبر، ويتم العبور، ويعود محمد محمولًا على الأكتاف، ويتزوج فاطمة وهو لايزال يحمل الرصاصة.
دوي الصمت
أهم ما يميز هذه الرواية، أن كاتبها اللواء علاء مصطفى، عاشها بالفعل وهو يخوض، كضابط بالجيش، أهوال حروب رافقته رحلة حياته في يونيو 1967، حرب الاستنزاف، أكتوبر 1973، يعانى ويلاتها بكل قلبه وإحساسه، مكتويًا بلظاها، مكتسبًا تلك المعرفة التي لا تقدر بثمن.
وفى الرواية انطلق «مصطفى» ناقمًا على الحروب ومآسيها، ومعبرًا عن أعظم المواقف الإنسانية في الحب والحرب، وهي ليست تأريخًا لبطولات عسكرية فحسب أو عملًا أدبيًا بحتًا، بل هي رواية تحقق المعادلة الصعبة فى المزج بين التفاصيل الفنية لسير المعارك العسكرية، والجانب الأدبي المفعم بالمشاعر والروح الإنسانية الفياضة، المتضمنة مآثر الحرب والنضال، وقصص الحب العارم، التي تدور أحداثها بين دول متفرقة.
العمر لحظة
تقع أحداث الرواية، التي كتبها الأديب «يوسف السباعي»، بين أواخر عام 1969 وأوائل 1970 خلال حرب الاستنزاف، من خلال الصحفية «نعمت» التي تعيش الجانب الساخن من حياتها، مع زوجها عبد القادر، رئيس تحرير إحدى الجرائد، وعبثة بمقدرات كثيرة، منها مقالاته التي تدعو إلى اليأس أثناء الحرب مع إسرائيل، وفي الليالي يصاحب النساء، بينما آمنت «نعمت» بأن العمل الوطني هو مفتاح شخصية المرء.
اهتمت نعمت بالعمل التطوعي بأحد المستشفيات، وتعرفت على مجموعة من المقاتلين، منهم محمود ضابط الصاعقة الذي يعاني من متاعب مع زوجته، وآخرين وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن، صارت نعمت تحمل رسائلهم وتحل مشاكلهم. وتسافر إلى الجبهة لرفع الروح المعنوية، تكتب عن الأمل والطموحات المشرقة في عيون الأبطال الجدد، تكتب عن معارك الاستنزاف، إلى أن تنشب حرب أكتوبر ويستشهد الكثيرون ممن عرفتهم نعمة، وصنعوا مجد بلادهم بدماء غالية..
وسجلت الرواية أروع بطولات الجندي المصري في معارك العبور، وضرب المدفعية، وعمليات القناصة، وتوغل الكوماندوز إلى أعماق العدو، وفي معارك الجو والبحر التي أكدت قدرة جنودنا على المواجهة، وكبدت العدو أكبر قدر من الخسائر.
أبناء الصمت
الرواية صدرت عام 1974، وهي للكاتب «مجيد طوبيا» وتدور أحداثها في أعقاب النكسة، وبداية حرب الاستنزاف، حين أغرق المصريون المدمرة إيلات الإسرائيلية، في 22 أكتوبر 1967، وفي نفس الوقت جن جنون العدو فضرب مدينة الزيتية بالسويس، وتبلغ حرب الاستنزاف ذروتها مع العدو الصهيوني، والجنود على حافة القناة، يهبطون خلف خطوط العدو في سيناء، وتكون ملحمة من ملاحم النضال في تاريخ الشعوب المكافحة، تستمر هذه العميات مع هؤلاء الجنود الفدائيين إلى يوم العبور في 6 أكتوبر 1973، وتحطيم خط بارليف.
الأسرى يقيمون المتاريس
رواية «ذاتية» للأديب فؤاد حجازي، صدرت عام 1976، عن تجربته الشخصية داخل سجن «عتليت» الإسرائيلي بعد أسره، هو وبعض رفاقه الجنود المقاتلين، في نكسة 1967، ويحكى ببساطة عن ما جرى له ولزملائه ومعاناتهم مع العدو، وكيف كيفوا أنفسهم مع ظروفهم الصعبة فى الأسر، واشتياقهم لوطنهم.
أحداث الرواية تبدأ فى صباح يوم 5 يونيو 67، حيث كانت كتيبة بطل الرواية تحتل موقعها في العريش، حيث أطلقت إحدى الدبابات المهاجمة قذيفة تجاه كشك الشرطة العسكرية فدمرته. دخلت الدبابات الإسرائيلية وراحت تطلق نيرانها على قطار كان قد وصل توا إلى محطة «الأبطال» بالعريش. كان القطار محملًا بالذخيرة وعمت الفوضى المدينة. صدرت الأوامر للكتيبة المشاة بالتحرك إلى رفح.. وبعد تحرك الكتيبة وقبل منطقة يطلق عليها «جرادة» قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف قول الكتيبة. انتشر الجنود فى الصحراء. وبعد انتهاء الغارة وقبل التحرك من جديد ظهر قول دبابات إسرائيلى هاجم البقية الباقية من الكتيبة.. أصيب بطل الرواية إصابة بالغة فى كتفه. ظلت كتيبة الدبابات تطلق نيرانها حتى صباح اليوم التالى. وقد أصيب بطل الرواية داخل كشك بمحطة سكة حديد. وظل قابعًا فيه مع زملائه الجرحى، إلى أن وقعوا في الأسر.
تصف الرواية بعد ذلك معسكر الأسرى «بعتليت» وصفًا دقيقًا، وبعد وفاة أسير فلسطينى نتيجة سوء المعيشة داخل المعسكر بدأت أعمال المقاومة.. وتستمر الرواية فى سرد أحداث الأسر إلى أن تبدأ عمليات ترحيل الأسرى من المدنيين. ثم بدأت عملية ترحيل جماعى للأسرى، وتعرض الرواية لمشاعر الجنود عندما بدأوا في معسكر الأسرى يذيعون أغاني النصر.
الحرب في بر مصر
رواية للأديب يوسف القعيد، صدرت عام 1978، تدور أحداثها في قرية مصرية قبيل حرب 1973، حيث يتنصل عمدة القرية من إرسال ابنه الأصغر للالتحاق بالجيش كما يفترض به أن يفعل، وكي لا ينكشف هذا الأمر، يرسل ابن خفيره «مصرى»، التلميذ الفقير المتفوق فى دراسته، بدلا منه، تستخرج أوراق إثبات جديدة لـ«مصرى» باسم ابن العمدة، ويؤخذ منه كل ما قد يثبت هويته الحقيقية، ويلتحق بالجيش، لكن الشاب الصغير يضيق ذرعا بلعب دور ابن العمدة ويثقل السر الدفين عليه، تبدأ الحرب فيستشهد ببسالة، لكن الأوراق الرسمية كلها تشير إلى أن ابن العمدة هو الذى استشهد.
وبذلك ينال العمدة العزاء الممزوج بالثناء والتمجيد لبطولة ابنه المزعوم، بينما الابن الحقيقي حي يرزق، يرفض تسليم الجثة إلى الوالد المكلوم، وتدفن خيوط القضية مع الشهيد نظرًا لتورط شخصيات عديدة بالموضوع.
خطوات على الأرض المحبوسة
صدرت هذه الرواية عام 1983، وهي للكاتب محمد حسن يونس، أو الأسير رقم 36715 لدى الجيش الإسرائيلي بعد النكسة.. وهذه الرواية قريبة الشبه في أحداثها من رواية «الأسرى يقيمون المتاريس»، كونها سردًا ذاتيًا عن أحداث حقيقية عاشها الكاتب الذي يروي تفاصيل مأساته ومأساة الجنود المصريين الذين اعتقلوا، وبقوا أسرى في معتقل «عتليت» الإسرائيلي بعد نكسة 1967.. والمؤلف يحكى هنا وبأسلوب روائي فريد تجربة الأسر، متجاوزًا ذلك إلى تسجيل شهادته حول واحدة من أكثر اللحظات مأساوية في تاريخنا المعاصر.
وتصف الرواية بدقة شديدة تعامل الإسرائيليين مع الأسرى المصريين، واستخدامهم جميع وسائل الترهيب والترغيب مع جنودنا الأسرى.. كما ترصد بدقة يوميات الأسرى المصريين منذ لحظة الأسر وحتى لحظة العودة لحضن الوطن... وكيف كانت الأيام الأولى للأسر في غاية المعاناة والقسوة وكيف تحول معسكر الاعتقال في ايام الأسر الأخيرة إلى منتزه وواحة من المرح والمفارقات الكوميدية.
وميض تلك الجبهة
بأسلوب بديع، يسرد الروائي سمير الفيل، وقائع حقيقية لأبطال الكتيبة «18 مشاة» خلال حرب أكتوبر.. تلك الكتيبة التي صهرت أخلص أبناء هذه الأرض الطيبة، في دفاعهم المستميت ضد الجيش الصهيوني.. وضرب جنودها وأبطالها أروع معاني الشجاعة والبسالة والفداء والتضحية من أجل الوطن، من خلال بطولاتهم وصمودهم في «ثغرة الدفرسوار».. وشهدوا عبور القناة التي تحولت مياهها للون العقيق الأحمر.
وصفحات الرواية محملة بوقائع حقيقية لحرب أكتوبر والسنوات التالية في القطاع الأوسط من الجبهة.. «أيام العزة والألم»، كما يسميها الكاتب حيث الأرض تعبق برائحة أنفاس مَن مروا، والأشواك وحدها تملك فضيلة البوح.. وتحتفي المشاهد الأخيرة من الرواية، بمظاهر الحياة التي تنبثق من أجواء الموت، فالجنود يختلطون بالمدنيين، وهم يمارسون عادتهم في زيارة قبور الموتى أيام العيد.
الرفاعي
رواية للكاتب الكبير جمال الغيطانى، وتتناول بطولات العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى، مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، هذه المجموعة الاستثنائية فى تاريخ العسكرية المصرية، والتى قدر للمؤلف جمال الغيطانى، أن يقترب منها ويعايش أفرادها وأعمالهم القتالية عن قرب فى فترة صعبة واستثنائية.
والرواية تحكى عن الرفاعى ورفاقه، التى تشبه حكاية الأبطال الذين قاموا بهذه الملحمة الكبرى التى غيرت تاريخ المنطقة.
حكايات الغريب
يروي الأديب جمال الغيطاني، مؤلف الرواية، حكاية المواطن والجندي المصري، عبد الرحمن، الذى اختفى خلال الفترة ما بين نكسة 1967 وحرب أكتوبر عام 1973، وظل أهله وأقاربه يبحثون عنه، ليجدوا كل مرة مَن يؤكد لهم أنه كان موجودًا في إحدى المدن، ولكن باسم آخر.
وحكايات الغريب مجموعة قصصية كتبها الغيطانى عام 1976 وركزت على روح أكتوبر التى تفجُّرت شعبيًّا، خصوصًا أثناء حصار السويس، حيث وجد المواطن المصري البسيط نفسه أمام التحدى الكبير، فأبى أن يترك أرضه، ودافع عنها بكل ما يمكنه من قوة.
زهرة الخريف
كتبها الروائي والباحث السياسي الدكتور عمار على حسن، وتدور أحداثها حول شابين أحدهما «علي عبد القادر إسماعيل» والآخر «ميخائيل ونيس سمعان» اللذان عرفت الصداقة قلبهما، وجمعهما حب البطولة والكفاح لحماية قريتهم الطيبة من عصابات الليل، وكأن القدر كان يعدهما لتحقيق بطولة أكبر، وهي الاشتراك في حرب أكتوبر المجيدة، فلم يترددا فى تلبية النداء، ورحلا سويا وهما يحلمان بالعودة برايات النصر خفاقة، إلا أن حلمهما لم يتحقق، فقد روت دماء ميخائيل أرض المعركة، أما «علي» فقد ضاع في صحراء سيناء الواسعة ولم يجد البحث عنه، إلى أن تكشف لنا الرواية في نهايتها، من خلال أحد الجنود زملاء علي، أنه مات محترقا في إحدى الطائرات.
موسم العنف الجميل
الرواية تتناول جوانب إنسانية وعسكرية من حرب أكتوبر.. وينتهج الروائي، فؤاد قنديل، أسلوبًا مميزًا بتصوير ما جرى على ضفتي قناة السويس، قبل وأثناء العبور العظيم الذي فاجأ الجميع.. راصدًا الإبداع العسكري والعلمي الذي شكل ملحمة التحرير.
وتعبر الرواية عن «تجربة الحصار»، سواء كان حصارًا معنويًا للجنود، راصدًا حالتهم النفسية طوال السنوات السابقة عن بداية المعارك، أو الحصار الفعلي، بعدما انتقل جنود كتيبة المشاة وعبروا منطقة نقطة دشمة كبريت الحصينة على الضفة الشرقية للقناة.. كما تحكي الرواية قصة الحرب وما بها من علم وخطط، وتمويه واندفاع، وتضحية واستبسال مشتعل بالرغبة الحميمة لاستعادة الوطن والكرامة والشرف.
إنها الحرب
مجموعة قصصية للكاتب، المقاتل عبد الرحمن سعيد، أحد ضباط المشاة أثناء نصر أكتوبر المجيد، وتضم قصص «قتلة الآمال، عبور الملائكة، أول احتيال في سيناء، العجل وقع، الكمين، وجه القمر، الرايات المنسحبة، المر أو الفاتح، إنها الحرب، الغرور أرضًا، اللغم، الأم، مَن يحاصر مَن».
يتحدث المقاتل عبد الرحمن سعيد في قصصه عن شهيد كان على موعد مع عروس، لم يزف إليها، وزف إلى مكان أفضل بكثير، وجعل القارئ يبكي أم الشهيد الحكيمة الوفية فى مستشفى السويس أكثر مما بكينا الشهيد.
وصف المقاتل في قصصه لحظة العمر، ومشاعر المقاتل من فرح وفخر ومجد، وكيف كانت الفرحة الطاغية بالعبور، ولحظات الألم، حينما تدهس دبابات العدو شهداء مصر، وكيف انهار غرور العدو مع عبور المصريين.
خلف خطوط العدو
من أحدث الأعمال الأدبية التي تحدثت عن انتصارات أكتوبر، مؤلفه اللواء أسامة المندوه، والذي يحكي قصة بطولة ملحمية لـ«مجموعة استطلاع» مصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، بقيادة المندوه، وهو برتبة «نقيب»، دفعتها القيادة المصرية منذ بداية الحرب للتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى في «أم مرجم ومطار المليز» الحربي، في وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس.
ويسرد الكتاب بأسلوب سلس وجذاب ومشوق كيف نجحت «المجموعة لطفي» في أن تَعُدَّ على العدو حركاته وسكناته وآلياته في عمق سيناء، والإسهام في الكشف المبكر عن نواياه لمدة ستة أشهر بدأت مع آخر يوم 6 أكتوبر.. كما تبرز الرواية التلاحم الرائع بين رجالنا خلف خطوط العدو والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير مُعين لهم على تنفيذ مهامهم الجسام، حتى تحقق النصر.