هو لص بالاسم والرسم، ربما كان في طفولته يسرق "كيزان الزرة" من حقول قريته الواقعة بمحافظة قنا، ليصاب بداء السرقة مبكرا ،ويستمر معه هذا الداء، ويلازمه كظله، ويستفحل فلا يجد له دواء إلا مواصلة جرائمه، وهو ما استمر معه إلى أن التحق بكلية الآداب قسم الصحافة بجامعة سوهاج- وقتها كانت تسمى جامعة جنوب الوادي- منتصف تسعيينات القرن الماضي،ليسطو على جهد زميل له يدرس معه فى نفس القسم،ويمضى في طريق الشر، والأذى لنفسه ولمن حوله، لينتهى به المطاف فى قنوات الإخوان، يتطاول على الصحفيين المختلفين معه، ويصفهم بـ"الهلافيت"!
ما سبق عزيزي القارىء ما تيسر من سيرة أحد مرتزقة الصحافة و الإعلام المدعو "سامي كمال الدين"، الهارب، عميل الجماعة الإرهابية، الذى يتطاول يوميا على الدولة المصرية،والمقابل معروف "حفنة من ليرات" الهارب أيمن نور الحرام، والكلمة الأخيرة تصيب عناصر الجماعة بـ"الأرتيكاريا" فلا بأس من تكرارها لهم، لعلهم يتوبوا ويقلعوا عن آثمهم في حق الوطن.
ولأن السرقة، والسطو على جهد الآخرين يجلب المال " الحرام"، الذى لا يهم مصدره ،لمن لا يملك وازع من ضمير، فقد استمر"سامي كمال الدين" في سرقة الموضوعات الصحفية، حتى بعد أن التحق بالعمل بمؤسسة "الأهرام" العريقة بطريقة انتهازية سنروي تفاصيلها بعد قليل.
عندما عمل "سامي كمال الدين" كمدير لمكتب مجلة " الدوحة" بالقاهرة" لم يكن يكلف نفسه جهد التفكير في موضعات صحفية، فلماذا يجهد نفسه في البحث عن أفكار موضعات ،وهو قادر على سرقتها مكتوبة ،وجاهزة من زملاء له، ليرسلها لتنشر فى الجريدة القطرية باسمه، وينتفخ جيبه بالمزيد من "الأموال الحرام".
"سامي كمال الدين"، نموذج للصحفي الإنتهازي، فقد تزوج من ابنة الكاتب الصحفي "سليمان الحكيم" ،و الأخير هو من ساعده فى التعيين بـ"الأهرام" عبر صداقته بالكاتب الصحفي الراحل "إبراهيم نافع" رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، وكذلك توسط "الحكيم" لـ" كمال الدين" ليترأس مكتب "الدوحة" في القاهرة، وأتحداه أن ينكر هذه الواقعة إلا إذا تنكر لـ"الحكيم" وأفضاله عليه،وهو أمر غير مستبعد على "حرامي الموضوعات الصحفية".
"سامي كمال الدين" لا يملك ماضي مهنى حقيقي ، وبالتالى تحول إلى مسخ فى الوقت الحاضر،فلم يضبط يوما متلبسا يتفجير قضية صحفية مهمة ، أو كتابة ما ينفع الناس، وكل انتاجه الهابط يتمثل فى عدة موضوعات فنية دون المستوى، وسرقة موضوعات أخرى، والسطو على مجهود الآخرين.
فى مسلسل الجماعة للكاتب الكبير"وحيد حامد" مشهد عبقري يجسد ما يحدث من شروخ فى نفسية المنتمين إلى الجماعة الإرهابية،وعناصرها الإجرامية،وهو مشهد التحقيق مع المفكر والقيادى الإخواني"سيد قطب"،بعد القبض عليه عام 1965، في السجن الحربي، بتهمة تكوين تنظيم مسلح هدفه اغتيال رئيس الجمهورية الراحل "جمال عبد الناصر"،وذلك عندما طلب "شمس بدران" أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة ووزير الحربية في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من سيد قطب ،أن ينظر في المرآة.
لم يكن "شمس بدران" يستخف بصاحب "معالم في الطريق"،ومخترع بدعة "الحاكمية"، لكنه كان يقصد تعريته أمام نفسه،لعله يفيق، ويرجع عن مواصلة السير في طريق الأذى.
بدا "قطب" في المشهد مثل "طاووس" سقط ريشه، مغرورا متكبرا، لديه قناعة ورهان زائف على إن " الناس سيثورون عندما يعلمون أنه محبوس، مطالبين بالإفراج عنه".
اللحظة الدرامية الأكثر تعقيدا، ومكاشفة، وصدمة من وجهة نظرى جاءت بعد أن أخبره "شمس بدرن" بالحقيقة المرة وهى أنه "مجنون"، ومعاملته معاملة المجانين يصب في مصلحته،،كما أن خبر القبض عليه أذيع في الراديو، والصحف، والتليفزيون، ولم تنتفض الجماهير وتهتف في الشوارع باسمه، "ليطلب " بدران" أن يحضروا له مرآة، ويأمر "قطب" أن ينظر ليرى نفسه فيها،قائلا له: " شايف إيه ،انت شايف بنى آدم مغرور خاين لبده، حاقد على كل اللى فيها، بص كويس شوف نفسك علشان تعرف انك ولا حاجة ،دا شكل واحد عاوز يبقى زعيم، ينفع يقتل رئيس جمورية ينسف القناطر، يهدم كبارى، يدمر محطات كهربا، جمال عبدالناصر اللى حاولت تغتاله في 1954؟ والسنة دى" يقصد 1965نسيت إنه أمر تتعامل أحسن معاملة".
الشرخ النفسى الذى عانى منه "سيد قطب" هو المرض الذى عانى منه فيما بعد "سامي كمال الدين ،وأحمد عطوان ، وعماد البحيري"، ومن على شاكلتهم، من الإعلاميين المرتزقة الباحثين عن "المال الحرام".
وكما كفر "سيد قطب" بثورة 1952، بعد أن فشل مخططه فى الحصول على منصب وزارى ، وهو الذى كان مؤيدا لـ "جمال عبدالناصر"، وكتب عشرات المقالات فى مديح الضباط الأحرار، والهجوم على العصر الملكي قبل أن ينقلب علي الزعيم الراحل، ويتآمر لقتله،وجد " سامى كمال الدين " ضالته فى جماعة الإخوان الإرهابية، ليوقع "صكا" مع الشيطان " أيمن نور ، مؤسس قناة " الشرق"، وليقدم برنامجا تافها على القناة التى لا يشاهدها إلا عناصر الجماعة الإرهابية، ليفصله "أيمن نور" بعد شهور قليلة؟، بسبب فشل البرنمج،و عقب كتابته "بوست" على صفحته "فيسبوك" يغازل فيه المفصولين من قناة الشرق.
"سامي كمال الدين" تاجر شاطر ،لذلك استغل فصل "أيمن نور" لعشرات العاملين بقناة الشرق، ليزعم أن تضامنه معهم تسبب فى قرار إقالته من القناة، ما زاد من غضب "نور" وأمر بمنع" كمال الدين" حتى من الظهور على القناة كضيف.
دارت الأيام ، واستطاع " سامي كمال الدين" بتملقه لـ"أيمن نور" وبعد أن قبل يديه ورأسه، أن يعود بديلا لـ"عماد البحيري" فى برنامج "الشارع المصري"، وسنيدا لـ"أحمد عطوان".
ظهور "سامي كمال الدين" مرة أخرى على قناة "الشرق" يذكرني بشخصية "عرفة مشاوير" التى لعبها الفنان الكبير "عادل إمام" فى فيلم "الهلفوت"،حيث يبدوا "كمال الدين" مثيرا للشفقة والسخرية ،ويتعامل معه "أيمن نور" على طريقة "خد ياض،خلاص روح ياض".
لم يكتب "المشهد الأخير" بعد فى قصة إنتهازية "سامي كمال الدين"، والذى من المتوقع أن يعمل على الوقيعة بين " البحيري" و" نور" ،كى يستمر في تقديم برنامج "الشارع المصري"، فمن جرب الصعود على أكتاف غيره، ليس من السهل أن يفوت فرصة كهذه، وربما في المستقبل يطيح بـ"أحمد عطوان" لينفرد بتقديم البرنامج،ففى سبيل "المال الحرام" هو على استعداد ليرقص "استرتبتيز" على مسرح الإخوان السياسي.