مصر ملكة الذهب الأبيض.. كيف أنقذت الدولة 9 ملايين عامل في قطاع الغزل والنسيج من البطالة؟

على مدار العقود الماضية كانت مصر هي ملكة القطن، وكانت قادره على غزو أسواق العالم أجمع، لكن سرعان ما خرج القطن المصرى من المنافسة العالمية، بعد تراجع حجم الإنتاج وتأثر صناعة الغزل والنسيج وتقليص حجم المساحات المزروعة، وخلال السنوات الأخيرة تسعى الدولة الى استعادة مكانة الذهب الأبيض من جديد.

 

يعد الذهب الأبيض من ضمن الثروات المهدرة، نظرا لجودة المواصفات التي يتمتع بها القطن المصرى، مقارنة بالأقطان الأخرى عالميا، حيث يستفيد نحو 9 مليون مواطن من قطاع الغزل والنسيج، لذا بدأت الدولة تضع خطة لإعادة هيكلة مصانع الغزل والنسيج وزيادة المساحات المزروعة لمضاعفة الإنتاج، بتكلفة 21 مليار جنية، تستهدف إقامة مصانع في هذا القطاع أبرزها مصنع المحلة الذى سيكون الأكبر بالعالم في صناعة الغزل وسيدخل موسوعة جينيس.

وتشمل خطة الدولة لإنقاذ صناعة النسيج، تنفيذ تجربة جديدة في زراعة القطن قصيرة التيلة على مساحة 250 فدانا في شرق العوينات، من خلال الاعتماد على الأسلوب المميكن في الزراعة والرى، كما أنه سيتم استخدام بذور عالية الإنتاجية والتي تسهم في مضاعفة الإنتاجية لفدان القطن طوي التيلة.

 

 

ومن جانبه أكد محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، أن القطن المصرى يعد من أكثر الأفطان العالمية التي يتميز بمواصفات وجودة عالية، موضحا أن كل المنتجات المصنوعة منه تحظى بشهرة وجودة عالية بالأسواق العالمية، مرجعا ذلك إلى اعتماد وزارة الزراعة إلى سلالات وأساليب إنتاج تسهم في رفع كفاءة القطن .

 

وأوضح رئيس غرفة الصناعات النسيجية، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، أن حجم صادرات مصر من القطن لم تشهد ارتفاعا خلال الفترة المقبلة، نظرا لأن نسبة احتياجات السوق العالمى من القطن طويل التيلة لايتجاوز 2%، وهو القطن التي تتميز مصر في انتاجه، موضحا أن اعتماد الأسواق الخارجية على القطن قصير التيلة بنسبة 98% يقلل من الاقبال على الصادرات المصرية من الذهب الأبيض

 

 

وفيما يتعلق بخطة الدولة لمضاعفة صادرات القطن المصرى، اتبعت وزارة التجارة والصناعة أسلوب جديد للتحقق من مكونات اى منتج مصنع من القطن المصرى، من خلال نظام تتبع كامل لمكونات القطن في مختلف مراحل الإنتاج، فضلا عن اتباع إجراء تحليل البصمة الوراثية لعينات من النسيج، حتى تعزز من تنافسية القطن المصرى عالميا، باعتباره أحد المحاصيل الاستراتيجية الهامة لمصر.