ستظل حرب أكتوبر المجيدة راسخة فى قلوب وعقول الشعب المصرى ، لكونها حرب غيرت من شكل المنطقة بأسرها ، بعدما تمكنت قواتنا المسلحة المصرية من هزيمة اسطورة الجيش الإسرائيلى الذى كان يزعم بأنه لا يقهر، وهو ما اعترف به جنرالات إسرائيل بعد أن لقنهم الجيش المصري درسا في فنون الحرب والقتال.
الجنرال عمانويل صقال، باحث فى مركز بيجن للدراسات الاستراتيجية قائد مدرعات سابق فى الحرب وشارك في معركة الفردان، قال :"رئيس القيادة الجنوبية أرسل الفرقة 143 للجنوب لعبور القناة على الكبارى المصرية لكن فى نطاق الجيش الثالث لم يكن هناك كوبرى مصري واحد.. تلقى الصلاحية من رئيس هيئة الأركان الذى كان فى اجتماع وزارى فى تناقض مع الأوامر السابقة، الفرقة الإسرائيلية سافرت للا شىء من المنطقة الوسطى إلى الجنوب، وأخبره بين الساعة 6 و4 بعد الظهر أنه يعزو السويس، كان أمرا غير معقول أرسل بيرن غربا ليعبر كوبرى الفردان"، حيث اندفعت 100 دبابة إسرائيلية بقيادة الجنرال عساف ياجورى، لاختراق موقع الفرقة الثانية مشاة التى كانت تحمى كوبرى الفردان.
واعترف العقيد حاييم آدان ، لواء نيتكا 190 مدرع، قائلا: "كانت التعليمات أنه عند النقطة الحصينة (هزايون) كوبرى الفردان لا يوجد عدو وعليه يمكن للدبابات الاستيلاء على الكوبرى، بدون معوقات تبدو بسيطة، وهنا كان قد قرر العميد حسن أبو سعدة، قائد الفرقة الثانية مشاة، صد الهجوم المضاد بأسلوب جديد وهو جذب قوات العدو لمسافة 3 كم داخل الموقع".
أما الجنرال إسحاق بريك، قائد كتيبة مدرعات فى الحرب، واصل الاعترافات قائلا: "فى البداية كان هدوءا كاملا، لم يطلق أحد طلقة واحدة، الشمس كانت فى عيوننا، الرمال والأتربة لم نستطع أن نرى شيئا عندما كنا على بعد ميل واحد من القناة، نظرت حولى ورأيت على يمينى جنود مصريين فى الخنادق، وجنود مصريين على يسارى بالخنادق، أنا أعرف أننى فى مناطق المصريين، نيران دخان انفجارات لا نستطيع رؤية ضوء النهار، ترى وميض دخان وغبار، انفجارات فى كل الاتجاهات، جحيم مرعب، ووصلت الدبابات الإسرائيلية عند النقطة المتفق عليها ثم اعطى العميد حسن أبو سعدة الأمر".
واستكمل العقيد حاييم آدان قائلا: "التقينا قوات هائلة من الجيش المصرى، وقاتلنا كل دبابة قاتلت بشكل منفرد، كنا محاصرين بالآلاف المصريين، قاتلنا وجرحنا، جندى مصرى شجاع أطلق النار وهو أمامى من آر بى جى كان على بعد أقدام قليلة أطلق النار على البرج وأصابنى، أعطيت الأوامر (انسحاب)، أنقذنا الأمر بالعض على نواجزنا. وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو، والاستيلاء على 8 دبابات سليمة، وأسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة الهجوم المدرع".