لم يكن العبور لاتفاقية السلام المصري الإسرائيلي "كامب ديفيد" مفروشاً بالورود والرياحين، بل أجبر المصريون العالم كله على احترامهم، وتجسيد مقولة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
ولذلك كانت حرب أكتوبر المجيدة، والتي لقن فيها المصريون عدوهم الإسرائيلي درساً لن ينسوه، درجة أنهم اعترفوا به وبمخالفته لكل المقاييس العسكرية، واعترف بذلك قادة وجنرالات إسرائيل أنفسهم، ببطولات الجيش المصرى فى حرب 1973.
موتى اشكينازى، قائد حصن بودابست في بورفؤاد، قال في شهادته عن حرب أكتوبر: "فى ظهر السادس من أكتوبر تلقيت اتصالاً من قائد الكتيبة يأمرني بالخروج من بودابست، والذى يقع شرقى بورفؤاد ويحتل الموقع فصيلة مشاة وفصيلة دبابات ومحاط بتربة سبخية، وفور وبعد الضربة الجوية الأولى بدأ جحيم من القصف، صعب جدا وصفه ما يعنى 30 قذيفة في الدقيقة الواحدة".
وأضاف: "كنت أرى القتلى والجرحى والمصابين ولا يوجد وقت لإسعافهم، وبعد رسائل استغاثة عديدة اتجهت قوة مدرعة إسرائيلية لنجدة ما تبقى من جنود محاصرين، وبات الأمر الوحيد أننى إذا خرجت على قيد الحياة، نعم أن هناك من سيدفع الثمن على هذا الفشل".