كيف حولت الدولة سيناء من ساحة حرب إلى أرض «التنمية والبناء»؟

تحل علينا الذكرى الـ47 من نصر أكتوبر المجيد، الذي يجسد إرادة شعب بالكامل نجح في استرداد كرامته بعدما ذاق مرارة الهزيمة والأنكسار، ومثلما شهدت أرض سيناء العظيمة دماء المصريين الطاهرة التي سالت عليها خلال معركة رد الشرف، تشهد الآن سيناء وبعد عشرات السنين اكبر خطة للتنمية غير مسبوقة.

 

بدأت خطة الدولة لتنمية سيناء، منذ عام 2014 ومازالت المشروعات قائمة حتى الوقت الراهن، حيث انفقت مصر نحو 600 مليار جنيه لتعمير سيناء، من خلال حزمة من المشروعات في العديد من القطاعات كان في مقدمتها الاهتمام بالبنية التحتية، والارتقاء بالخدمة الطبية لأهالى سيناء، وجودة التعليم والطرق ومشروعات الرى التي ساهمت في توافر خدمات الصرف الصحى.

 

ومن أهم المشروعات التي اهتمت الدولة بها كان نفق الشهيد أحمد حمدي 2، والذى يتكون من حارتين  ويبلغ طوله 4250 مترا، والذى تم تأسيسه تحت إشراف من الهيئة الهندسية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية، والذى يستهدف إلى ربط الطريق القادم من طريق شرق بورسعيد لشرم الشيخ، وطريق نفق شرم الشيخ بطول 342 متراً، وبعمق 70 مترا من سطح الأرض، كما يربط النفق بين شبكة الطرق الجديدة في وسط وجنوب سيناء وربطهم بالوادي والدلتا.

 

ركزت خطة التنمية على التوسع بالرقعة الزراعية داخل سيناء، حيث يتم استصلاح 400 ألف فدان في شمال سيناء، لكن تظل أزمة عدم توافر المياه هي العائق الوحيد أمام تنفيذ الخطة الزراعية للدولة، لذا اهتمت الحكومة بالتوسع في مشروعات الرى لزيادة المساحات الزراعية. وقدمت الدول حزمة من الأراضي المقترح استصلاحها بشمال ووسط سيناء، والتي تصل مساحتها نحو 758.11  ألف فدان، والتي يصلح زراعة العديد من المحاصيل على تربتها مثل الفاكهة والنباتات الزيتية والنباتات العطرية وبعض الأعلاف.

 

ومن أهم مشروعات التنمية التي تعيد الحياة الى سيناء، مشروع سحارة سرابيوم، والذى يعد ويعد أكبر مشروع بالشرق الأوسط لنقل المياه العذبة أسفل مجرى قناة السويس، بطول 024 مترًا، حيث يهدف توفير مياه الري من ترعة سيناء لري نحو 200 ألف فدان ويستهدف نقل مليون و250 ألف متر مكعب من مياه مصرف المحسمة يوميًا لمعالجة مشكلة نقص مياه الرى وإقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس. وفى القطاع الصحي، اهتمت الدولة بزيادة أعداد المستفيات لخدمة أهالى سيناء، بواقع 55 مستشفى تابعة لوزارة الصحة و23 مستشفى تابعة للقطاع الخاص، فضلا عن زيادة عدد الأسرة الى 6 الاف سرير.