رحيل رجل بحجم أُمّة
الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 01:13 م
ربما قد يستطيع المتحدث البليغ أن يحيط بجوانب الموضوع الذي يطرقه بالحديث وبالحوار والنقاش، ثم لايلبث أن ينتهي منه ليغادره إلى غيره من الأطروحات.
بيد أننا إذا ما جربنا أن نتحدث عن أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ فيقيني بأن ألستنا وقبل ذلك عقولنا الفاعلة، ستعجز عن الإحاطة بمآثر الرجل ومواقفه العروبية وتماهيه مع قضايا أمتيه العربية والإسلامية الجوهرية.
رحل الشيخ صباح الأحمد، رجل التوازنات الخليجية، ومن يملك كاريزما نوعية تحوي من الحكمة والحنكة السياسية، مايجعله قادرًا على تقريب وجهات النظر الخليجية، وإبقاء العديد من الأبواب الخلفية مشرعة تمهيدًا للوصول لنقاط التقاء خليجي حين تتباين الآراء والأفكار والرؤى.
رحل الفقيد إلى جوار ربه، في مرحلة مفصلية من تاريخ أمتنا العربية، وهي تعاني من ويلات الشقاف الداخلي إلى جانب وجود مخاطر خارجية تتهدد وجوديتها وأمنها المرحلي، رحل الشيخ صباح والأمة العربية أحوج ماتكون إلى رجل بحجم ثقله السياسي النوعي وحنكته ودرايته السياسية العميقة وشخصيته التي تملك من رحابة الصدر الشيء الكثير، الأمر الذي يجعلها تسعى دومًا وبشكل مُطَّرِد لإيجاد حلول لمجمل قضايا أمتيه العربية والإسلامية الآنية.
إننا عندما نُعْمِل عقولنا، في تأمل تلك الأدوار السياسية التي لعبها الراحل قبل تقلده منصب أمير دولة الكويت، ومرحلة ما بعد توليه؛ فسيتأتى لنا أن ندرك بأن الراحل قد نذر نفسه لخدمة أمته العربية ومعالجة مختلف قضاياها، ويكاد يجمع كل من عرفه عن قرب، بأنه كان يسعى دومًا وبمبادرة ذاتية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وإيجاد الحل الناجع لأي مُشْكِل قد يطال واقع أمتنا العربية دومًا، فرحمة الله عليه على الدوام.
وله نقول: إلى جنات الخلد أيها الأمير البهي التقي النقي. وعزاءنا موصول للأسرة الأميرية الحاكمة في دولة الكويت الشقيقة، وعلى رأسهم الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ولأبناء الشعب الكويتي الشقيق الأشم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.