رحلة الوصول للقاحات.. هكذا أنقذت أنسجة وخلايا الحيوانات العالم
الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 09:40 ص
التطعيم هو أحد أكثر تدخلات الصحة العامة نجاحًا وفعالية، وعلى مر العصور نجحت اللقاحات فى الحد من انتشار الأوبئة والتخلص منها، على سبيل المثال: القضاء على الجدري، خفض معدل الإصابة بشلل الأطفال على مستوى العالم بنسبة 99٪ منذ عام 1988، انخفاضات كبيرة في أمراض مثل الحصبة والدفتيريا والسعال الديكي والتهاب الكبد ب.
وخلال رحلة العلماء فى البحث عن لقاحات للقضاء على الأمراض والأوبئة المنتشرة كان للحيوانات دور كبير فى إنتاج لقاحات من خلاياهم لتجارب اللقاحات وإنقاذ البشر، فمؤخرا يتم استخدام السكوالين وهو زيت طبيعي مصنوع من كبد أسماك القرش، والذي يستخدم كدواء، وقد يستخدم أيضا فى إنتاج لقاح لـ Covid-19، ويتم استخدام المكون كمساعد لزيادة فعالية اللقاح عن طريق خلق استجابة مناعية أقوى.
وفى التقرير التالى نقدم أبرز اللقاحات التى حاول العلماء استخدامها من الحيوانات والحشرات وفقا لمواقع fda والديلى ميل fbresearch، حيث توصلت دراسة أمريكية إلى أن مفتاح الخلاص من فيروس كورونا قد يكون في حيوان اللاما، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن دم حيوانات اللاما قد يحمل أجساماً مضادة تستطيع مواجهة فيروس كورونا المستجد، وكان باحثون من جامعتي جنت البلجيكية وتكساس الأمريكية تمكنوا من عزل جسم مضاد صغير نسبياً من دم حيوان لاما بالغ من العمر أربع سنوات، ونجحوا في ربط هذا الجسم المضاد بفيروس كورونا، مما أدى إلى تحييده، ويعني هذا أن الجسم المضاد المستخلص من دم اللاما يقوم بالربط مع أطراف فيروس كورونا بشكل يمنعه من التكاثر والدخول للخلية.
وهناك إجراء اختبارات على البشر للقاح محتمل لفيروس كورونا تتم زراعته داخل خلايا حشرات، ويتم تطوير اللقاح الجديد عن طريق العلاج البيولوجي بهدف تنشيط جهاز المناعة في الجسم، ويستخلص اللقاح من خلايا أنواع من الحشرات، تعمل على إنتاج وتنقية البروتينات الضرورية، وأظهرت الاختبارات التي أجريت بواسطة اللقاح الجديد على الفئران والقردة، نتائج إيجابية، دون تسجيل آثار جانبية.
كما تستخدم الولايات المتحدة بيض الدجاج فى تطوير لقاحات مضادة للأنفلونز، حيث يرجع تاريخ استخدام بيض الدجاج في تصنيع اللقاحات المضادة للفيروسات إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث أجروا أول تجربة للقاح مستخرج من بيض الدجاج في عام 1937، وكانت التجربة على جنود في الجيش البريطاني.
وأجرى الباحثون في إنجلترا التجارب الأولى في عام 1937، وفي العام التالي وجدت الولايات المتحدة أنها يمكن أن تحمي جيشها باستخدام لقاح الأنفلونزا، ويجري تصنيع اللقاح من خلال حقن بيض دجاج مخصب بالفيروس المطلوب علاجه، حيث يتكاثر لبضعة أيام، تماماً كما يفعل داخل البشر.
ويقوم العلماء بتجميع السائل الذي يحتوي على الفيروس من البيضة، ثم يجرون عملية تثبيط للفيروس، أي افقاده فعاليته، ثم يقومون بتنقيته لتخليق اللقاح الذي يحفز الجهاز المناعي للمريض على الاستجابة، وبالتالي، مقاومة الفيروس حتى مرحلة العلاج.
كما استخدم العلماء مكونات الأبقار فى اللقاحات، و يمكن أن تشمل المنتجات المشتقة من الحيوانات المستخدمة في تصنيع اللقاحات الأحماض الأمينية والجليسرول والمنظفات والجيلاتين والإنزيمات والدم.
وخلال الجهود المبكرة لتطوير لقاح ضد شلل الأطفال ، اكتشف الباحثون أن الفيروس يمكن أن يسبب المرض ليس فقط في البشر ولكن أيضًا في القرود، أدى ذلك إلى تجارب ميدانية مبكرة في ثلاثينيات القرن الماضي على اللقاحات المرشحة التي تم تطويرها باستخدام مواد مأخوذة من القرود المصابة بشلل الأطفال ، مثل الحبال الشوكية للقرود، و ثبت أن هؤلاء المرشحون خطيرون ، مما تسبب في بعض الأحيان في شلل الطرف الذي تم إعطاءه اللقاح ؛ اللقاحات المشتقة باستخدام أنسجة الجهاز العصبي لها آثار جانبية أعلى من تلك المطورة باستخدام طرق أخرى .
واليوم ، تتوفر العديد من سلالات الخلايا الحيوانية المختلفة للاستخدام في البحث العلمي والتطوير، تم تطوير العديد من اللقاحات المتوفرة حاليًا في الولايات المتحدة باستخدام خط خلايا Vero ، والتي بدأت من خلايا الكلى للقرد الأخضر الأفريقي.