25 سبتمبر.. ماذا سيحدث في جمعة الغضب؟
الجمعة، 25 سبتمبر 2020 10:26 ص
فجأة، تداول مستخدمون لموقع تويتر هاشتاج «جمعة الغضب 25 سبتمبر». قناة الجزيرة القطرية، وفضائيات تنظيم الإخوان الإرهابي احتفت بالهاشتاج الذي أطلقوه، وروجوا له، وسعوا لانتشاره على نطاق واسع.. وادعوا أن هناك غضبة كبيرة في الشارع المصري، وأن هناك حالة من الغليان والاحتقان، وأن الأوضاع التي تشهدها البلاد حاليًا أشبه بما كانت عليه مصر قبل 25 يناير 2011.. بمعنى أن البلد حُبلى في ثورة، وأن 25 سبتمبر 2020 سيكون أشبه بجمعة الغضب يوم 28 يناير 2011!
بعض التعليقات على الهاشتاج المدعوم من الكتائب واللجان الإليكترونية لتنظيم الإخوان الإرهابي، خاصة في قطر وتركيا، يدعي إعلان أهالي جزيرة الوراق الانشقاق عن الحكومة المصرية! وأن أهالي السويس احتلوا الميادين، وسيكررون ما فعلوه في ثورة يناير! وأن الصعيد يتأهب للانفصال عن مصر، وإعلانه دولة مستقلة! إلى غير ذلك من «الهرتلات» الإخوانية، المدعومة بصور ومقاطع فيديو «مفبركة»، يفضح الواقع كذبها، ويثبت وجودها في أدمغة الإخوان ودراويشهم فقط!
مَنْ يُسلم رأسه للهاشتاج يصدق أن مصر ستشهد ثورةً في الغد، وأن الوقت المتبقي لنظام الحالي «يا دوب يسمح له بلم هدومه» حتى يلحق الهرب بجلده! بينما الواقع يقول إن كل يوم يمر يكتسب النظام أرضًا جديدة، ويزداد رسوخًا، بفضل الإنجازات التي يحققها في المجالات كافة.. فليس بالهاشتاج وحده تقوم الثورات، وتتغير الأنظمة.. فبقاء أي نظام، أو حكومة ليس مرهونًا بـ«هاشتاج»، وإن كنا لا نقلل من حجم التأثير الذي قد تحدثه «السوشيال ميديا»، ومساهمتها في إحقاق حق، وإبطال باطل، وإيصال صوت الضعفاء والمحتاجين إلى المسؤولين.. لكن في الأخير، بقاء أي نظام مرهون بأمور كثيرة، ربما يكون حجم تأثيره على مواقع التواصل الاجتماعي يأتي في المرتبة الأخيرة!
حديث إعلام الإخوان لما يصفونه بـ«جمعة الغضب 25 سبتمبر» جهل.. وزعمهم عن «ثورة جياع» يدل على انفصالهم عن الواقع، وحديثهم عن دولة أخرى غير مصر! وتهويل وتضخيم إعلامنا الوطني لدعوات التظاهر الإخوانية «جهل مركب»، وتخوف لا مبرر له، ويدل على عدم ثقة في نظام حقق ولا يزال يحقق إنجازات في ست سنوات، ما لم تحققه أنظمة أخرى في عقود.. فالإخوان لم يعد لهم وجود في الشارع، وتأثيرهم في الفضاء الإليكتروني يكاد لا يذكر.
بموجب الدستور والقانون يحق لك التظاهر «السلمي».. وبموجب الدستور والقانون أيضًا، يحق للأجهزة الأمنية القبض عليك إن خالفت شروط وضوابط التظاهر.. ونحن دولة قانون.. وأي خرق للقانون يواجه بمنتهى الحسم والحزم.
ما سيحدث غدًا، هو ما حدث في 20 سبتمبر وما قبلها.. كل شيء سيسير هادئًا.. فلا الجموع الغاضبة ستملأ الميادين، ولا الجماهير الثائرة ستشعل الشوارع.. ومصر لن تشهد انفلاتًا أمنيًا.. وإن حدثت تظاهرات، أو- إن شئنا الدقة- «تجمعات» فلن تخرج عن بضع «أفراد» في شوارع ضيقة، أو «حارة مزنوقة» يلتقطون صورًا لأنفسهم، بظهورهم، ومؤخراتهم، دون إظهار وجوههم؛ بحثًا عن «تمثيل غير مشرف»، أو لإرسالها إلى مموليهم مقابل ثمن بخس!
الكل سيلزم بيته ليشاهد الثورة «أون لاين»، وعلى الهواء على قناة الجزيرة وفضائيات الإخوان التي سوف تستضيف «الزعيم» الهارب «محمد علي» ليشكر الشعب المصري الذي ملأ الشوارع والميادين بالثورة.. وبعدها مباشرة سيظهر في لقطة أخرى لـ«يشتم، ويسب» الشعب المصري الذي خذله، ولم يستجب لدعوته بالتظاهر ضد النظام! كما سيطل علينا بعض قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، وهم يكيلون السباب والشتائم للمصريين الذين خذلوهم، ولم يثورا ضد الرئيس السيسي، ويسقطوا حكمه، ليعودوا لحكم مصر مرة أخرى!
هل معنى ذلك رضاء الشعب عن أحواله المعيشية، وتأييده المطلق للنظام؟
إطلاقًا.. لم يقل أحد ذلك، والرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه أعلنها أكثر من مرة، وأكد أن فاتورة الإصلاح الاقتصادي المر، والإجراءات التي تتخذها الحكومة أثرت، ولا تزال تؤثر على شعبيته، على الرغن من أنها تصب في صالح المواطن.. لكن المواطن، وأي إنسان بطبعه يحب أن يأخذ كل شيء مدانًا، ويكره أن يؤخذ منه شيئًا، ولو كان هذا الشيء في صالحه وصالح أولاده وأحفاده على المدى البعيد.. لكن لسان حاله يقول: «عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة»، أو «احييني النهارده وموتني بكرة»!