خلال الساعات الماضية، سلطت عدد من الصحف الإسبانية حول تهم المقاول الهارب محمد على، ومنها تهريب كميات كبيرة من المبالغ النقدية بعملات أجنبية بطرق غير مشروعة إلى إسبانيا.
الصحفي إيجاسي خورّو، ذكر في أحد التقارير الصحفية في صحيفة إسبانية " cronicaglobal ، أن هناك الكثير من التساؤلات حول ما أسماه بالثري محمد على، وإنه قام بدفع مبلغ 200 الف يورو لكى يقدم للصحافة مشروعا وهميا فى برشلونة.
ولفت التقرير إلى أن محمد على الذي تطلبه مصر وتلاحقه بتهم تهرب ضريبى استطاع أن يبيع الوهم للإعلام الاسبانى، وأن هناك مؤسسة رأى وإحدى وكالات الإعلانات، تعمل على ترويج هذا المشروع الوهمي للمقاول محمد على في إسبانيا .
التقرير أكد أن محمد على وصل إلى إسبانيا عام 2018 بتأشيرة ذهبية (إقامة مقابل شراء عقار تزيد قيمته عن 500000 يورو) ، وكان معروفا فى مصر لدى الصحافة الفنية وأفلام الدرجة الثانية حينها، وجاء لإسبانيا بحثا عن لفت الأنظار، وقد وجد ضالته فى المشروع الحضرى وساعده فى ذلك عدد من المديرين، وكان أبرز هؤلاء المديرين المستشار رافائيل سالانوفا روما.
وأكد التقرير أن مدير المقاول محمد على، هو سالانوفا أحد مشاهير الأعمال فى برشلونة، وأن سجله التجارى يضعه على رأس شركة يونيفرسال دى برويكتوس الكائنة بشارع آريباو وشركة ذى ليديجيرز لإدارة المشروعات، وكان يملك مشروع سابق تم تصفيته وهو شركة "ميوزيك دريمز" للإنتاج، وأن العديد من المصادر وصفته برجل كل المهام، لكن ما الدور الذي لعبه مع محمد على؟ لقد وعده بمستثمرين أجانب لتمويل مشروع المداخن الثلاثة، حسبما أكدت نفس المصادر.
واستكمالا للفضائح التي تلاحق الهارب محمد على، كشف التقرير الصحفي، أن محمد على وقع مع شركة راى فاتتورى التى تديريها ياسمينا سالانوفا، قريبة المدير والعضو المنتدب لشركة هيلب إيبفينتس، وأن العقد المبرم بينهما يتضمن أن يتم سداد السعر على 10 دفعات قيمة كل منها 50000 يورو، بالإضافة إلى ضريبة المبيعات، نصف هذه الدفعات تم سدادها عن طريق شيك بنكى اسم رافائيل سالانوفا والنصف الآخر نقدا.
وبالتزامن مع توقيع العقد بين المقاول الهارب محمد على وسالانوفا، بحث الهارب محمد على المصرى عن مكتب هندسى يصمم شكل المشروع المزعوم، ووجد ضالته فى مكتب آلونصو، وذلك من خلال تأجيره، وهذا المكتب كائن بمنطقة بالو آلتو ببرشلونة والذي لديه سابقة أعمال لابأس بها: فندق هيربيريا تاوررز ببلدة هوبيتاليت دى يوبريجات و المركز التجارى أرينا ببرشلونة وآخر اسمه بوديجاس بروتوس بمدينة بلد الوليد والفندق العائم انبورن الذي وعد أن يرسو فى برشلونة.
التقرير كشف أن صاحب المكتب قد عمل مع الهارب محمد على دون أن يخوض فى أيه تفاصيل، ولكن المعلومات التى توصلت لها الصحيفة الإسبانية فى العقد الذي وقعه الطرفان، أكدت أن صاحب المكتب أصر على أن يحصل على تصميم تحويل جزء من منطقة المداخن الثلاثى لهرم، غير أن المكتب "الحريص" سلمه مشروع بناء مركز ملاهى متعدد الأغراض فى أكثر من موقع بإقليم كتالونيا، أما عن الثمن، فقد كان 30000 يورو تم دفعها حسب الاتفاق وهو الثابت فى مستندات المشروع الاستثماري.
وتابع التقرير أن الصفقة تمت من خلال اتفاق بين وكالات إعلانات في برشلونة تم التعاقد معها مقابل 40000 يورو، وبعدها تم الإعلان عن المشروع فى الصحافة، ونشر الخبر في صحف إسبانية تايم آوت موقع والدياريو وصحف لافانجوارديا و فيا إمبريسا وإلبيريوديو و إيل و إب باييس و تيندينثياس و إكسبانسيون و إيه بي سي و هابيتاكليا و فوتوكاسا و أوروبا بريس و تى فى3 وكتالونيا بريس و إيل موندو، وهو ما كشفه شبهة نصب حول صاحب المشروعز
وحصل المقاول الهارب محمد على من وراء ذلك الاستثمار على ميزات إضافية أخرى منها التواصل مع وسائل الإعلام، حيث قدم نفسه لهم على إنه معارض تطارده مصر، كما عمل على تأكيد صورته السابقة كيوتويبر معارض، وتوسع فى التواجد على فيسبوك وبدأ يتفاخر بعدد متابعين يزيد عن المليون.
التقرير فضح المقاول الهارب، وذكر أنه فى صيف 2020 انتشر خبر مشاجرة بينه وبين رافائيل سالانوفا بعد أن اتهمه الاخير بالخداع، حسبما أفادت بعض المصادر من الشرطة، فلم يكن لدى مشروع المداخن الثلاثة أى مستشارين مهنيين ولا خطة استثمار ولا تنسيق مع هيئة المجتمعات وتطوير المنطقة، كما أن ملف المشروع لم يضم سوى العقود الثلاثة وهى العقود التى شكلت جزءا من البلاغ الذي تنظره الآن وحدة الجرائم المالية والضرائب –UDEF- وجهاز شرطة إقليم كتالونيا ووكالة الإيرادات –AEAT- بتهم التهرب الضريبى ، ولم يشك الموقعون على عقود المشروع فى شركة أملاك، المملوكة لمحمد على، ومع إنه فى الحقيقة كان من يديرها هويوسف المالكى، عامل دليفرى سابق لدى بورجر كينج ببلدة ماتارو وسائق المقاول محمد على.
كما أشار التقرير عن علاقته مع ابن عمه صفى الدين البيجاوى، الذى عمل معه، ثم هرب لفرنسا بعد أن سأم من أعمال الفساد التى يديرها رجل الأعمال، حسب مصادر مقربة منه، بالإضافة إلى عملية شراء بدفع نقدى لحصانين أصيلين من شركة كان فيلا بق سان إستيفى (برشلونة) عام 2019، حيث تنظر وحدة الجرائم المالية والضرائب –UDEF- بلاغا يفيد بأن إحدى عمليتى الشراء تمت نقدا وكالعادة دون دفع الضريبة المقررة.
وقام صاحب مشروع الهرم في المداخن الثالث في برشلونة بتقديم بلاغات ضد المقاول الهارب محمد على، وتم إبلاغ كل من الإدارة الضريبية الإسبانية، والشرطة القضائية الإسبانية متهما إن محمد علي بتهريب أكياس مليئة بالأموال من مصر إلى إسبانيا.
وذكر في بلاغه أن هذه الأموال مصدرها هي من بيع أمالك لمحمد علي في القاهرة والتي تعد 1 مليون يورو، و29 سيارة بما يقارب 163 ألف يورو، وأن ما قام باستلامه محمد على في إسبانيا تم استخدامه في أعمال الترميم الخاصة بالفيلا الخاصة به في قرية كابريرا دي مار في برشلونة.
وذكر تقرير إن الهارب محمد علي قام باستلام ثلاث أكياس مليئة بالمال والتي لم يتم التصريح عنها قانونياً، وأن هذه العمليات تمت ما بين عامي 2018 و2019 .
وذكر البلاغ، الذي تحقق فيه السلطات الإسبانية أن المبالغ، التي تم تهريبها بشكل غير شرعي وتم إنفاق جانب كبير منها على تجديدات الشاليه الخاص بمحمد علي، وتم سداد الدفعة الأولي منها وكانت بمبلغ 93984 يورو وتمت عن طريق شركة ميدريرفور، أما المرحلة الثانية من التجديد فقد بلغت قيمتها 1.28 مليون يورو وتم إسنادها لمكتب ألونصو بابلاجير الهندسي.
وأكد البلاغ أن سداد المبلغ تم بدون دفع ضريبة المبيعات عن 50 بالمئة من إجمالي المبلغ، إذ تم دفع مبلغ 644304.57 يورو مقابل جزء من أعمال التجديدات بطريقة سوداء (بأموال مجهولة المصدر ودخلت البلاد بطريق غير مشروع).
ووفقا لمصادر إسبانية، فإن سلطات التحقيق تعكف حاليا على دراسة ملف المقاول المصري الهارب إلى إسبانيا في ضوء الاتهامات الموجهة له بشأن غسيل الأموال والتهرب الضريبي وارتباط هاتين التهمتين بنشاطه المعارض للدولة المصرية خاصة وأن هجومه على الدولة المصرية يتزامن مع ارتكاب المخالفات محل التحقيق.