أب ينتقم من زوجته بتعذيب أطفاله.. وإجبارهم على شراء المخدرات
الإثنين، 21 سبتمبر 2020 12:00 ص
استبدل أب قلبه بحجر، ومارس جميع ألوان التعذيب على أطفاله، بعدما سيطرت المخدرات على عقله، وتلذذ بالانتقام من زوجته التى تركت عش الزوجية، فقرر ممارسة التعذيب على أطفاله، وتوثيق جريمته بالفيديو وإرساله لزوجته حتى يجبرها على العودة إليه مرة أخرى.
فى منطقة وراق العرب بالجيزة، قبل نحو 15 سنة من الآن، تعرف شاب على فتاة تقاربه فى العمر وتزوج الاثنان، بدأت الزوجة بعد مرور أشهر من الزواج تشعر بجنيناً يتحرك داخل أحشائها، فأنجبت طفلها الأول، الذى كان بمثابة القاسم بين الزوجين.
لم يمر سوى عامين وكان الطفل الثانى قد حضر للدنيا، وبعدها بـ 12 شهراً قدم الطفل الثلاث، وظنت الزوجة أن الأطفال الثلاثة سيكونون بمثابة حلقة الوصل القوية والمتينة بينها وزوجها، لكن بدأت الخلاف تدب داخل المنزل، واحتدم الخلاف بين الزوجين، لدرجة أن الزوجة تركت المنزل عدة مرات.
الزوج الكسول الذى يعتمد بشكل كبير على زوجته التى تنفق على المنزل، كان السبب الرئيسى فى المشاكل المتكررة، حيث كانت الزوجة تعمل فى مجال تجارة الملابس، لتنفق على المنزل وزوجها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما امتد لأكثر من ذلك، حيث أجبرها زوجها على منحه الأموال لشراء المخدرات بها، والتى حولته لوحش كاسر يضرب الجميع.
لم تستطع الزوجة الصمود كثيراً أمام مشاكل الزوج، فتركت له الأطفال الثلاثة والمنزل وذهبت لأسرتها، اعتقاداً منها بأن ذلك ربما يكون عقاباً له ليعود لرشده، لكن تبخرت أحلام الزوجة، عندما شاهدت زوجها يعذب أطفاله الثلاثة ويوثق جريمته بالفيديو بمساعدة شقيقته.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما أجبر الأب أطفاله على شراء المخدرات له، ما تسبب فى مشاكل نفسية لهم، فضلاً عن فقد أحد الأطفال النطق لأكثر من شهر لما رآه من تعذيب وسوء معاملة من الوالد، حتى تسرب الفيديو على السوشيال ميديا لتكشف أجهزة الأمن كواليس الواقعة، حيث تبين أن المتهم عاطل، مقيم بدائرة قسم شرطة الوراق بالجيزة، له معلومات جنائية "جار ضبطه".
بدورها قالت الزوجة: "تركت منزل الزوجية من حوالى تسعة شهور ومقيمة برفقة والدى نظراً للخلافات الزوجية بيننا، لكن أطفالى يقيمون برفقة زوجى، الذى يتعدى عليهم بالسب والضرب وتعذيبهم نظراً لإدمانه المواد المخدرة، وقد هرب الأطفال من منزل والدهم لكثرة التعذيب وأقاموا برفقتى عقب واقعة التعدى الأخيرة والتى كانت من نتيجتها فقدان أحد أطفالى للنطق لمدة شهر".
وأضافت الزوجة: "زوجى عاطل عن العمل منذ سنوات ويستولى على أموالى التى أتربحها من تجارة بيع الملابس، لإنفاقها على شراء المخدرات كرهاً عنى".
رواية الأطفال لم تختلف كثيراً عن رواية الأم، حيث قال الأطفال: "بابا يستغلنا فى شراء المواد المخدرة له وتعاطيها أمام منزلنا، مما يؤثر بالسلب علينا".
من ناحيتها، قالت شقيقة المتهم: "صورت الفيديو بالاتفاق مع شقيقى الهارب بهاتفه المحمول، لإرسال الفيديو لزوجته لتهديدها وحرمانها من الأطفال".
وقانونياً، فإن المشرع لم يفرد أبوابا خاصة بجريمة تعذيب الأطفال، ولكن تحدث فى عقوبة الضرب، وعقوبة الضرب فى المادتين 240 و241 من قانون العقوبات، وعما إذا كان الضرب بأداة أو بدن أو كان فيه تعدد وتكون عقبته الحبس لمدة لا تزيد عن 3 سنوات.
وإذا نتج عن الضرب عاهة مستديمة تكون العقوبة من 3 إلى 5 سنوات وإذا كان فيه سبق إصرار وترصد فتكون العقوبة السجن المشدد من 3 سنوات لـ 10 سنوات، وما ينطبق على الضرب البالغين ينطبق على الأطفال.