حتى لا ننسى جرائمهم.. كيف نفذ عناصر الإخوان خطة اقتحام قسم العرب؟
الأحد، 20 سبتمبر 2020 02:28 م
بعد نجاح ثورة 30 يونيو، وانتصار إرادة الشعب المصرى العظيم فى كسر شوكة الإخوان، والتخلص من حكم جماعة إرهابية حاولت اختطاف البلاد ومؤسساتها المختلفة إلى الهاوية، وبعد أن تمكنت أجهزة الدولة المختلفة من السيطرة على مجريات الأمور، خاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، كان قيادات الجماعة كونوا غرفة عمليات مركزية، لإدارة حرب جديدة ضد الدولة المصرية.
بدأ محمد بديع المرشد العام للجماعة الإرهابية، بعد تمكن قوات الأمن من فض اعتصامى رابعة والنهضة وإخلاء الشوارع من عناصر الجماعة المسلحة، فى وضع مخططات تهدف لإثارة العنف والشغب بجميع شوارع مصر فى وقت واحد، من أجل إرباك الأجهزة الأمن، وإجهاض ثورة 30 يونيو، فى سبيل الرجوع بـ"مرسى" لسدة الحكم بقوة السلاح.
كانت من ضمن مخططات المرشد الإرهابى، اقتحام عدد من المؤسسات الحيوية والأمنية من خلال نشر العناصر المسلحة بالشوارع والميادين الحيوية، فى أوقات متزامنة، ونقل اعتصام الجماعة إلى منطقة رمسيس، وبعد يومين من فض اعتصامى الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية بالقاهرة، والنهضة بالجيزة، اتفق محمد بديع مع محمد البلتاجى، وصفوت حجازى، القياديين بالجماعة، على تحريض أنصارهم على ارتكاب أعمال عنف ونشر للفوضى يوم الجمعة 16 أغسطس 2013 خلال فعاليات دعوا لها عناصرهم بمختلف محافظات الجمهورية، وأسموها "جمعة الغضب".
ومن خلال غرفة عمليات مركزية، تواصل قيادات الجماعة بتكليف من المرشد العام، مع قيادات محافظة بورسعيد وعلى رأسهم "أكرم الشاعر" و"محمد القابوطى"، لتنفيذ مخططهم الإرهابى الذى كان هدفه نشر الفوضى وترويع المواطنين واقتحام المبانى الحكومية وخاصة أقسام الشرطة، لزعزعة الأمن الداخلى وتصوير الوضع للخارج على أنه اقتتال بين فئات الشعب المصرى، فأعدوا لذلك الغرض أكثر من 3 آلاف شخصا، إلى جانب الأسلحة النارية والبيضاء وقنابل المولوتوف اللازمة لتنفيذ خطتهم الإجرامية.
وعقب صلاة الجمعة مباشرة، انتشر عناصر جماعة الإخوان الإرهابية فى ميادين وشوارع المدينة الباسلة، حاملين الأسلحة والقنابل اليدوية، وبدأوا فى استعراض القوة أمام المواطنين السلميين، وقوات الشرطة المعنية بتأمين الشوارع والنشآت، إلا أنه فى بداية الأمر حاولت قوات الشرطة إصدار نصائح لتلك العناصر بضرورة الانصراف فى سلمية، لمنع سفك الدماء والحفاظ على الأمن وحماية أرواح المواطنين، وعدم الإقدام على أية أعمال تخريب، إلا أن عناصر الإخوان لم ينصاعوا لذلك، وبدأوا فى إلقاء المولوتوف والحجارة على القوات.
وتوجهت مسيرة من عناصر الجماعة المسلحة إلى محيط ديوان قسم شرطة العرب ببورسعيد، وهاجموا الخدمات الأمنية بالأسلحة والمولوتوف والحجارة، واعتدوا على القوات بالأعيرة النارية حتى استطاعوا تنفيذ مخططهم باقتحام ديوان القسم، بقصد إحداث الرعب بين الناس، تنفيذا لغرضهم الإرهابى، ما تسبب فى تخريب المنشأة العامة، ومن ثم وقعت حالة من الفوضى بالمنطقة المحيطة، كما خربوا المحال التجارية المملوكة للمواطنين وعرضوا أمن الناس للخطر.
وخلال أحداث اقتحام قسم شرطة العرب، قتلت العناصر الإخوانية المسلحة 5 أشخاص هم: السيد إبراهيم محمود، وعبد الرحمن يحيى عبد السلام، وحسن على أحمد، ومدحت ذكى محمد، وعمر السيد عمر إبراهيم، كما شرعوا فى قتل المجنى عليهم الرائد محمد عادل عبد المنعم، وأمينة السيد العربى، ومحمد أحمد حسن، وعمر سعد سعد أحمد، وأحمد السيد بكر، والسيد أحمد مهران، وجمال السيد متولى، وجابر فؤاد محمد، و62 آخرين.
كما أسفرت الأحداث عن تخريب بأموال وممتلكات ومنقولات عامة بديوان قسم شرطة العرب، وإتلاف 3 سيارات محجوزة بالقسم، وتحطيم 5 محلات بجواره، كما أتلفوا محلات تجارية مملوكة للمواطنين، وتمكنوا من حصار القسم بالكامل وما حوله من منشآت حيوية، وترويع أمن المواطنين وتعريض حياة الناس للخطر، إلى جانب نشر حالة من الفوضى فى جميع ربوع المدينة الباسلة.
ومن واقع سجلات المحاكم فى القضية رقم 367 لسنة 2014 جنايات العرب، والمقيدة برقم 37 لسنة 2014 جنايات كلى بورسعيد، والخاصة بمحاكمة عناصر وقيادات الإخوان المتورطين فى أحداث اقتحام قسم شرطة العرب ببورسعيد، فقد أحال النائب العام السابق، المستشار هشام بركات، 191 إخوانيا بينهم المعزول محمد مرسى، ومحمد بديع المرشد العام للإخوان، ومحمد البلتاجى، ومحمد حجازى، وبينهم أيضا 9 متهمين كفاعلين أصليين، وآخرين حرضوا على الأحداث، إلى محكمة الجنايات بالقضية.
ووجهت النيابة للمتهمين عدة تهم من بينها، القتل العمد والشروع فيه، وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات بدون ترخيص، وارتكاب أعمال العنف ونشر الفوضى، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، والتعدى على موظفين عموميين أثناء تأدية عملهم، كما أسندت إلى المتهمين تهمة ارتكاب جريمة الانضمام إلى جماعة إرهابية بغرض تعطيل العمل بأحكام القانون والدستور، وتدبير تجمهر مخالف للقانون، وتكدير الأمن العام والسلم الاجتماعى، ومقاومة السلطات، وسرقة الأسلحة والذخيرة من قسم شرطة العرب، إلى جانب نشر الفوضى والتحريض على العنف.