طلال رسلان يكتب: الرقصة الأخيرة للإرهابيين
السبت، 19 سبتمبر 2020 05:55 م
خطاب إبراهيم منير يكشف حجم الصراعات داخل "الإخوان".. وشباب الجماعة يواصلون فضح العواجيز ومصادر التمويل
تسريبات قوائم رواتب مذيعي الإخوان تفجر قنبلة داخل قنوات الجماعة الإرهابية في تركيا.. وأحاديث عن إغلاقها بعد فشل محاولات تخريب مصر
لا تزال أصداء الصراع الأكبر في تاريخ جماعة الإخوان، مستمرة على وسائل الإعلام وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على الجماعة، بعد تصدير اسم إبراهيم منير في منصب القائم بأعمال مرشد الجماعة في أعقاب سقوط الصيد الثمين للجماعة محمود عزت في يد أجهزة الأمن المصرية.
في محاولة لإيقاف حالة العصيان التي دبت في جسد الجماعة بسبب رفض الشباب لإبراهيم منير الذي يريد الانفراد بالسلطة والتمويل ومعه جماعته، خرج منير على عناصر الإخوان الهاربين في الخارج بخطاب يسعى إلى إعادة تنظيم الجماعة داخليا بهيكل واضح بعد شتات الجماعة أعقاب انهيار سلطة الإخوان بثورة شعبية مصرية في 30 يونيو 2013.
جاء خطاب عجوز الإخوان إبراهيم منير لما تبقى من جماعته ممهورا بتوقيعه على أنه نائب مرشد الإخوان وليس قائما بأعمال، ما عكس بشكل واضح الخلاف الداخلي المحتدم حول المنصب، وبدا المشهد محاولة فاشلة من منير لوضع قدم في ذلك المنصب رغما عن البقية.
بقراءة المشهد الداخلي لجماعة الإخوان، فإن لائحة الإخوان تتضمن خلو منصب المرشد حاليا، على اعتبار أن محمد بديع محبوس فتعطل عمله، لذلك كان الخلاف الكبير بين قيادات الجماعة حول ذلك الأمر، في الوقت الذي لم يحصل فيه إبراهيم منير على بيعة لذلك لا يمكن أن يكون هو المرشد أو القائم بأعمال المرشد.
ويشير خطاب إبراهيم منير إلى قرار إبراهيم منير بإلغاء منصب الأمين العام، بما يعني إقصاء قيادات من الجماعة من مناصبها، وتوحي الوتيرة المتسارعة لنشر الفيديوهات والشهادات التي تفضح إبراهيم منير وقيادات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الوضع في داخل جماعة الإخوان خرج عن السيطرة ووصل إلى نقطة اللاعودة، إما النزول على رغبة الشباب وإقصاء إبراهيم منير وهذا بالغ الصعوبة في ظل تمسك عجوز الجماعة بكرسي القيادة وحب السلطة، أو إكمال مسار الانقلاب الشبابي فيبشر بتقريب نهاية الجماعة إلى الأبد.
خطة إحراق مصر
قبل مشهد خطاب إبراهيم منير بأيام كشفت وثائق مسربة من داخل تنظيم الإخوان الإرهابي تفاصيل اجتماع مكتب إرشاد الجماعة بقيادة إبراهيم منير القائم بأعمل المرشد، أعقاب القبض على الصيد الثمين محمود عزت.
وفي التفاصيل، تناول اجتماع مكتب إرشاد الإخوان ما آلت إليه أوضاع الجماعة في الداخل المصري، وتوجيه التعليمات باستغلال ما وصفوه بحالة الغضب التي تؤججها كتائب الجماعة الإلكترونية وقنواتها على مواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض على التظاهر، والعمل على إشعال فتيل الثورة، وانتظار أوامر إبراهيم منير للتحرك في عدد من المحافظات لتحقيق أهداف الجماعة بإسقاط مصر في دوامة العنف والإرهاب من جديد.
الاجتماع السري للجماعة استشهد بكلمات سيد قطب، الذي وصفه بالشهيد، بضرورة السير على نهج قيادات الإخوان في استخدام العنف والدفع بشباب الجماعة في مواجهة السلطات المصرية كوقود للتظاهرات، وفقا لموقع العربي الحديث.
نص محضر الاجتماع الذي حصلنا على نسخة منه، والذي تم توزيعه على مسئول المكاتب الإارية لتعميمه على عناصر الجماعة من خلال الجروبات الخاصة على واتساب ومواقع التواصل الاجتماعي، دعا إلى رفع حالة الاستعداد داخل الجماعة بمعونة كتائبها السرية لانتظار ساعة الصفر بجاهزية كاملة لإحراق مصر بتظاهرات مفتعلة من عناصر سرية.
وجاء في محضر الاجتماع التوجيه بانتظار الأوامر المباشرة من مكتب الإرشاد تحت إمرة إبراهيم منير، وإعداد العدة من خلال الجاهزية بصورة دائمة لأي تحركات وأعمال التظاهرة التي تمكن التنظيم الإرهابي من الوصول على أهدافه في الداخل المصري.
منذ وقتها لم تنقطع فيديوهات الإخواني الهارب عصام تليمة، يفند فيها فضائح قيادات الجماعة وتقسيم سبوبة التمويل والأموال التركية والقطرية، ويكشف لعبة إبراهيم منير وما لحقته من اتهامات بالخلاص من محمود عزت في مصر للانفراد بكرسي الإخوان وبداية تقسيم ما تبقى من تركة الجماعة.
وفي إحدى منصات الإخوان والممولة من قطر، قال عصام تليمة، تلميذ يوسف القرضاوي، إن الأزمات أصبحت تضرب الإخوان بشكل يفوق كل الأزمات التي واجهت التنظيم من قبل، وهي أمر تاريخى وليس وليد اللحظة، والأزمة تدور في فلك القيادات وقواعد التنظيم، وأزمة الإخوان ليست مع مؤسسات الدولة فقط لا غير بل مع الشعب المصرى، ورزقت الجماعة بقيادات تبحث عن الخلاف بأي شكل، وفتت كل كيان في الجماعة كان موحدا حولها، لمجرد النقاش والخلاف، يريد الصف شيئا، وتريد هذه القيادة عكسه، في تفاصيل طويلة، لا يتسع المقام لسردها.
النظر على الخسارة التي تكبدتها الجماعة في ظل هذه القيادة من حيث خسارتها على مستوى: العلاقات، والدول، والأفكار، والتعاطف الدولي والشعبي، ينبئ بحجم الكارثة".
فضيحة الرواتب.. هل يغلق الكفيل قنوات الإخوان؟
تزامن خطاب إبراهيم منير مع وتيرة النشر المتسارعة في تسريب رواتب مذيعي قنوات الإخوان مشتعلة، بعدما كشفت مستندات مسربة من قلب قنوات الإخوان الإرهابية في تركيا "الشرق ومكملين ووطن والشرق الأوسط"، قوائم الرواتب التي يتقاضاها مذيعي قنوات الجماعة وهيكلها الإداري الخاص.
المستندات التي حصلنا على نسخة منها كشفت تفاصيل رواتب وجوازات سفر من عملاء المخابرات التركية والقطرية يديرون محتوى قنوات الإخوان، إضافة إلى الخريطة السياسية اليومية التي تعمل بها تلك القنوات.
الضربة القوية بتسريب المستندات، تكشف تقاضي الإخواني محمد ناصر على 60 ألف دولار شهريا، كما يحصل عبد الله الشريف على 120 ألف دولار مقابل الأعمال التسويقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أما حمزة زوبع فيبدو أنه أقلهم أجرا بـ45 ألف دولار.
إلا أن رواتب مذيعي الإخوان التي يتقاضونها، والتي تصل في مجملها إلى ملايين الدولارات لتنفيذ مخططهم بأوامر قطرية وتركية لمحاربة مصر والدول العربية، تأتي إلى جانب سيارات فارهة وفيلات خاصة للإقامة.
خلال الساعات الماضية ترددت أحاديث، كشفت أطرافها شهادات من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للعاملين في قنوات الإخوان، بأن هناك غضبا عارما في أوساط العاملين الصغار بقنوات الإخوان بعد تسريب قائمة رواتب المذيعين، وانكشاف تفاصيل توزيع أموال التمويل التي تتلقاها قنوات الإخوان على القيادات الكبيرة ورمي الفتات لبقية الصغار من المعدين والفنيين.
فيما ضربت حالة من الارتباك داخل قنوات جماعة الإخوان، أعقاب زيادة أعداد المفصولين، تزامنا مع تسريب قائمة رواتب المذيعين.
وعلمت "صوت الأمة" من أحد العاملين بقناة الشرق الإخوانية، أن حالة غضب شديدة ضربت قنوات الشرق ومكملين ووطن الإخوانية، بعد التخلي عن عدد من العاملين بها مقابل ترضية محمد ناصر وحمزة زوبع، والمذيعين التابعين لأيمن نور وملاك القنوات الإخوانية.
وعلى مدار الأيام الماضية، تفاقمت المشكلات في القنوات الإخوانية نتيجة لتحجيم التمويل القطري، وهو ما أثر سلباً على المنصات الإخوانية، وجعلها بين مرمى الغلق، يقول مراقبون إنه من الطبيعي حدوث ذلك في الوقت الحالي داخل القنوات التركية، حتى بعد تسريح قطر مؤخرا عدد كبير من العاملين في قناة الجزيرة.
وفي وتيرة متسارعة من الأخبار الواردة من قلب قنوات الإخوان والتي فضحها عدد من العاملين، فإن أصداء الفشل الإخواني في إدارة الملف الإعلامي، خاصة أنها لم تحقق أي نجاحات في المفات التي أسندت إليها وأبرزها محاولات تخريب الداخل المصري، انعكس بشكل سريع ومباشر على أوضاع القنوات الإخوانية مالياً وإدارياً.
وفي أغسطس الماضي أفادت تقارير تداولها عاملون مفصولون من قنوات الإخوان أن أزمة قنوات الجماعة لم تتوقف على تسريح العمالة أو تخفيض الرواتب بل وصل إلى وقف عدد من المشاريع التي كانت تخطط لها تركيا وقطر، بوقف عدد من المنصات الرقمية التي كانت تبثها الإخوان بلجانها بسبب الأزمات التي تمر بها هذه الشاشات.
ولم تكن لملايين الدولارات التي يتقاضاها مذيعو الإخوان في تركيا وقطر، إلا ثمنا رخيصا للمتاجرة بمخططات الفتنة والإرهاب واستهداف الأنظمة العربية واقتصاديات الدول لإسقاطها في خدمة المشروع الإخواني الأكبر.
محمد ناصر وعبد الله الشريف وحمزة زوبع وهشام عبد الله وغيرهم، ما هم إلا قطع شطارنج وعرائس ماريونيت تحركها عناصر ومجموعات من المخابرات التركية والقطرية لخدمة مصالحها في السيطرة على ثروات المنطقة، ويصبحون بلا فائدة بعد انتهاء مدة صلاحيتهم أو تغيير قواعد اللعبة، فيتم الزج بهم خارج البلاد والتضحية بهم في أقرب وقت ككرت محروق لم يعد يجدي نفعا.