داعش لم ينته.. الذئاب المنفردة قادرة على التحرك وشمال العراق مسرحاً للعمليات
الجمعة، 18 سبتمبر 2020 10:50 صمحمد الشرقاوي
على الرغم من انتهاء تكتلات تنظيم داعش الإرهابي على الأرض وعدم وجود أي بؤر له تذكر، إلا أن التنظيم يواصل تمدده، وما زال قادراً على الوصول في بعض الدول، بما يمثل تهديداً حذر منه التحالف الدولي لمكافحة داعش.
ومن بين التحذيرات الدولية، ما تناولته جلسة استماع أمام لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأمريكي، تحدث خلالها مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر، بقوله: "إن تنظيم داعش الإرهابي يواصل تمدده عالمياً مع نحو عشرين فصيلاً تابعين له، على الرغم من اجتثاثه من سوريا والقضاء على قيادييه، إلا أنه أظهر مراراً قدرته على النهوض من خسائر فادحة تكبدها في السنوات الستّ الماضية بالاتكال على كادر مخصص من القادة المخضرمين من الصفوف المتوسطة، وشبكات سرية واسعة النطاق، وتراجع ضغوط مكافحة الإرهاب".
وعلى الأرض، يرى مراقبون ومختصون في شؤون الحركات الإرهابية أنه منذ القضاء في أكتوبر الماضي، على قائد التنظيم الإرهابي أبي بكر البغدادي وغيره من القادة، تمكّن زعيم التنظيم الجديد محمد سعيد عبد الرحمن المولى من إدارة هجمات جديدة بواسطة فصائل تابعة للتنظيم بعيدة جغرافياً عن القيادة، وهي ما يسميها المراقبون: "استراتيجية الذئاب والمفارز".
ميلر قال إن تنظيم داعش نفّذ في سوريا والعراق اغتيالات وهجمات بواسطة قذائف الهاون والعبوات الناسفة المصنعة يدوياً "بوتيرة ثابتة"، من بينها عملية نفّذت في مايو وأسفرت عن سقوط عشرات الجنود العراقيين بين قتيل وجريح، مضيفاً أن التنظيم وثّق هجماته بتسجيلات فيديو استخدمها على سبيل الدعاية لإظهار أنّ عناصر التنظيم لا يزالون منظّمين ونشطين على الرغم من اجتثاثهم من المنطقة التي أعلنوا فيها ما سموه "الخلافة" في سوريا والعراق.
وأضاف إن التنظيم يركّز حالياً على تحرير الآلاف من عناصره المتواجدين مع عائلاتهم في مراكز اعتقال في شمالي شرق سوريا، في ظل غياب أي مسار دولي منسّق للبتّ بأوضاعهم، مشيراً إلى الشبكة العالمية للتنظيم خارج سوريا والعراق "تشمل حالياً نحو عشرين فصيلاً بين فرع وشبكة"، تحقق نتائج متفاوتة لكنها تنشط بشكل كبير في وسط غرب أفريقيا.
في الوقت ذاته، يواصل العراق تنسيقاته الأمنية مع حلف شمال الأطلسي الناتو، حيث يواصل التنظيم ضرباته في محافظات الشمال العراقي، عبر مجموعات من الخلايا الإرهابية، دفعت بالقيادة السياسية لتكثيف التنسيقات الأمنية.
وفي هذا السياق، ناقش وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الأمين العام للحلف حول زيادة التنسيق الأمني ولتقديم المساعدات بحسب احتياجات الجانب العراقي، بالإضافة إلى ما يدور من تعاون عسكري، قائم مع التحالف الدولي، في استهداف تنظيم داعش حيث تم تنفيذ ضربات أمنية عدة لأوكار التنظيم الإرهابي في جبال حمرين، أسفرت عن تدمير أربعة أوكار تحتوي على تجهيزات ومواد غذائية، فضلاً عن تدمير دراجة نارية ومولدة، كما عثرت على أشلاء جثة إرهابي.
وتنشط خلايا داعش في المحافظات الغربية والشمالية الغربية من البلاد نتيجة وجود حواضن للتنظيم، بالإضافة إلى عمليات التسلل عبر الحدود، من وإلى العراقن عبر دول الجوار العراقي، نتيجة وجود طرق قديمة أنشأتها مجاميع إرهابية بعيداً عن يد القوات الأمنية.
وعلى جانب أخر، يعاني تنظيم القاعدة الإرهابي من القضاء على قادته وأبرز شخصياته، لكنه يواصل ضرباته، وهو ما علق عليه رئيس المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب، بقوله: إن القاعدة لا تزال مصممة على شنّ هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا، ولا تزال الفصائل التابعة للقاعدة في اليمن وإفريقيا قادرة على شنّ هجمات دموية، لكنّ قدرات التشكيلات التابعة للتنظيم في الهند وباكستان أُضعفت بشكل كبير.
أما في أفغانستان، فقد تراجع حضور القاعدة إلى "بضع عشرات من المقاتلين ينصبّ تركيزهم بشكل أساسي على البقاء على قيد الحياة". وبموجب اتفاق وقّعته طالبان مع الولايات المتّحدة في فبراير وافق المتمرّدون على منع تنظيم القاعدة من استخدام أراضي أفغانستان ملاذاً آمناً ومنطلقاً لتنفيذ هجمات.