خائن الوطن .. ثروات أيمن نور بدأت برشوة وانتهت بقصور في تركيا ولندن من أموال الإخوان
الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 07:30 م
حصد الهارب أيمن نور ثمن خيانته للوطن، وجمع ثروات طائلة من المال الحرام والتي بدأت برشوة وانتهت بفيلا وسيارات فارهة من أموال الجماعة الإرهابية في تركيا ولندن.
وتضم أملاك أيمن في القاهرة شقة بمنطقة الزمالك تم عرضها للبيع خلال الفترة القليلة الماضية بـ35 مليون جنيه، وهى الشقة التى تحصل عليها كرشوة من أحد أصحاب العقارات خلال التسعينيات مقابل تسهيل بناء أدوار بالمخالفة للقانون، حيث كان يتمتع «نور» وقتها بحصانة برلمانية لكونه عضوا فى البرلمان.
كما يمتلك عوامة بمنطقة الكيت كات، دفع ثمنها 50 ألف جنيه فقط لإحدى السيدات التى أحاطت الشبهات بعلاقتها بأيمن نور، والتى وافقت على بيعها له بهذا المبلغ رغم أن ثمنها الفعلى يتخطى المليون جنيه، حيث أقام فيها «نور» لفترة مع زوجته السابقة جميلة إسماعيل وأبنائه ثم قام ببيعها بمبلغ مليون و250 ألف جنيه.
وتضم ثروة «نور» 5 سيارات فارهة موديلات 2012 / 2013 ماركات مرسيدس شبح وكاريلز وكاديلاك جيب وهيونداى، من بينها سيارة ماركة «كاديلاك» تحمل لوحات معدنية رقم م م و851 قام بييعها فى عام 2014 لأحد معارض السيارات بمبلغ 370 ألف جنيه، إلى جانب فيلا فى حلوان وصل ثمنها لـ 30 مليون جنيه، وفيلا أخرى فى دبى تقدر بـ 150 مليون جنيه، بالإضافة إلى حصوله على 500 ألف جنيه من النظام الإخوانى خلال حكم الجماعة الإرهابية لمصر.
أضف إلى هذه الثروة شقة سكنية كان يقيم فيها بمنطقة العجوزة، وأخرى بباب الشعرية، ومكتب المحاماة الذى يمتلكه بطلعت حرب، علاوة على وحدات سكنية أخرى فى عدد من المناطق فى القاهرة والجيزة.
الغريب أن أيمن نور لم يكن يمتلك حتى 1994 إلا سيارة بيجو 504، ولم يكن يملك دخلا ماديا سوى راتبه من صحيفة الوفد، حيث كان يقيم فى شقة بالإيجار بجوار ضريح سعد بمنطقة السيدة زينب، حيث استطاع فى سنوات قليلة عقب وصوله للبرلمان فى 1995 امتلاك شقة كبيرة فى الزمالك تقدر حاليا بـ 35 مليون جنيه مصرى، حصل عليها بطرق غير قانونية، وهو ما تؤكده ملفات المحليات الرسمية، حيث أقام علاقات مع بعض رجال أعمال الراغبين فى تمرير بعض المصالح وحصل منهم على مبالغ مالية ضخمة ثم تخلى عنهم.
المثير فى الأمر أن «نور» تكسب الكثير من خلال تحالفه مع جماعة الإخوان مع بداية دخول الألفية الجديدة، حسبما كشف النائب البرلمانى السابق رجب جلال حميدة، الذى قال إن المرحلة الثانية لرحلة صعود أيمن نور وبداية لعبه على كل الاتجاهات، حيث تعامل مع تنظيم الجهاد، وكان يتولى نشر أخبارهم وتولى الدفاع عنهم عبر صحيفة الوفد، بتحديد صفحتين كان يتولى تحريرهما تحت عنوان " باب الأسبوع السياسى" ، إلى جانب قناة الشرق التى يمتلكها أيمن نور ويترأس مجلس إدارتها والتى خصصها للهجوم على مصر، فإنه يقيم فى فيلا بالقرب من ميدان تقسيم، وهو أشهر الميادين فى تركيا، كما أنه يمتلك ثلاث سيارات مصفحة، علاوة على امتلاكه لصرافة، كما يمتلك عددا من الفيلات والسيارات الفارهة، وقد حصل على كل هذا كثمن خيانته وتشويهه للدولة المصرية، حيث يعد رئيس قناة الشرق الإخوانية هو المسيطر سيطرة شبه كاملة على التمويلات التى تأتى لإعلام الإخوان.
أما علاقة أيمن نور بأموال الإخوان، فقد كشفها رجب هلال حميدة الذى قال: تاريخ أيمن نور مع التيار الإسلامى وأموالهم الملوثة بالدماء يعود إلى عام 1988، حيث كان مسئولا عن صفحتين بجريدة الوفد بعنوان «الأسبوع السياسى»، وكان يجرى حوارات صحفية مع أعضاء الجماعة الإسلامية وأعضاء تنظيم الجهاد المفرج عنهم من السجون فى عهد وزير الداخلية الأسبق زكى بدر، وكان يفبرك وقائع تعذيبهم باستقبالهم فوق سطح المقر القديم لجريدة الوفد بالمنيرة بجوار كلية دار العلوم ويقوم بتلوين أجسادهم بالمكياج ونشرها على أنها آثار تعذيب.
واستكمل رجب هلال حميدة حديثه لـ«صوت الأمة»، قائلا: تلاقت أهداف أيمن نور مع أعضاء التيار المدنى الذين عقدوا تحالفا مع جماعة الإخوان وقتها، واستمرت علاقته بهم إلى أن تقلصت سلطته على الصفحتين بجريدة الوفد، وأصبحت صفحة واحدة، بالتزامن مع سيطرة أجهزة الأمن باستهداف عناصر تلك الجماعة، فدخل الإخوان اللعبة السياسية كغطاء، وتحالفوا مع حزب الوفد فى برلمان عام 1984، وحصل الوفد وقتها على 43 مقعدا بعد هذا التحالف، وفى برلمان 1987 أجريت الانتخابات بنظام القائمة والفردى، فتحالف الإخوان مع حزب العمل، وحزب الأحرار وحصلوا على 42 مقعدا وكان أبرز قيادات هذا التحالف فى المجلس صلاح أبوإسماعيل والد حازم صلاح أبوإسماعيل.
وأضاف النائب البرلمانى السابق، أن تحالف أيمن نور وجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية استمر حتى حل البرلمان للمرة الثانية، وأجريت انتخابات 1990 وتطلع أيمن نور إلى عضوية البرلمان إلا أن الشرط الدستورى للسن لم يكن متوافرا فيه وقتها، وفى انتخابات برلمان 1995 تحالف أيمن نور مع الجماعة وحصل على عضوية البرلمان، وبدأ التنسيق الكامل بينهم داخل برلمان 2005 حتى 2010 إلى مرحلة التعديلات الدستورية التى تمت فى 2008، حيث كان أيمن نور والإخوان واليساريون فى البرلمان هم من تزعموا رفض هذه التعديلات على الرغم من عدم اقتراب هذه التعديلات من باب الحقوق والحريات، وقاموا بتشويه صورة النظام المصرى بالخارج وقتها عن طريق التواصل مع الإعلام الأجنبى.
وأكد «حميدة» أن المواقف اشتدت داخل البرلمان حتى 2010 وأجريت وقتها الانتخابات، وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير، ومن هنا تلاقت المصالح وعاد التيار القومى سابقا- الحركة المدنية حاليا- من جديد، ومعه التيار الإسلامى ممثلا فى الإخوان والتيار الليبرالى يقوده أيمن نور، وأسسوا ما يعرف بالبرلمان الموازى، واتخذوا مقر حزب الغد فى ميدان طلعت حرب ملتقى لاجتماعاتهم، بل أنهم تواصلوا مع البرلمان الأوروبى والكونجرس الأمريكى.
وأشار «حميدة» إلى أن جماعة الإخوان قامت بترشيح عناصر لها وأعطوهم تكليفات لحضور هذه الاجتماعات مع أيمن نور والتيار اليسارى، واختار الإخوان مصطفى عبدالمعز (المتهم الأول فى القضية الحالية المعروفة باسم تنظيم الأمل)، ضمن مجموعة ضمت محمد البلتاجى وحازم فاروق وعلى فتح الباب وآخرين، وتعددت اللقاءات التى كانت تتم معظمها داخل عوامة المعز بالكيت كات ومنزل أيمن نور فى الزمالك ومقر حزب الغد فى ميدان طلعت حرب قبل 2011، وكان شعارها الإصلاح السياسى والمطالبة بحل البرلمان المصرى وعزل حبيب العادلى وزير الداخلية.
واختتم النائب البرلمانى السابق تصريحاته قائلا: كل هذه الترتيبات انتهت إلى قرار بالوقوف فى شكل احتجاجى فى ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011، ومع أحداث الثورة وحدوث ما حدث، تقارب أيمن نور مع الإخوان فى صفقة معلنة وخاصة فترة حكمهم، وفاز أيمن نور بمقعد البرلمان الإخوانى إلى أن تم حل مجلسى الشعب والشورى بعد الإعلان الدستورى الإخوانى، بمساندة نور نفسه، ولا ننسى واقعة الاجتماع الشهير الذى تم فى رئاسة الجمهورية وكان فيه محمد مرسى وأيمن نور بحضور قيادات الإخوان، حيث قاموا بمناقشة موضوع سد النهضة ونقلوه على الهواء بغباء شديد وتسبب ذلك فى أزمة كبيرة.
ونوه حميدة إلى أن هذه الفترة شهدت بدء الترتيبات والتخطيط لأحداث رابعة والنهضة، إلى أن هرب أغلب قيادات الجماعة إلى قطر وتركيا، ليبدأ سيل الأموال فى التدفق تمهيدا لإنشاء قنوات فضائية، بعد أن تواصلوا مع الخلايا النائمة لتشويه مصر على قنواتهم الفضائية.