يُصيب المزارعين في السودان.. حكاية المايستوما مرض خطير يسبب تشوهات جسدية للسودانين
الجمعة، 11 سبتمبر 2020 11:00 م
حالة من الخوف والقلق الدائم يعيشها المزارعون ورعاة البقر والأغنام في السودان وجنوبها خوفاً من إصابتهم بمرض "المايستوما" افى أو ما يطلق عليه الموت الصامت، الذى حصد الكثير من الأرواح، ويعتبر هذا المرض قاتلا يأكل لحم الإنسان ويدمر حياة وأجساد المصابين، كما إنه يتسبب فى بعض التشوهات الجسدية وبتر الأطراف.
إحدى ضحايا هذا المرض الخطير، السيدة السودانية خديجة أحمد، التى تبلغ العمر 45 عاما، التى أصيبت بهذا المرض الخطير عندما داست على "شوكة" اخترقت قدمها أثناء عملها فى زراعة البطل فى إقليم دارفور غرب البلاد، لكنها لم تكن تعلم أن هذه الشوكة التى داست عليها ستجعلها ضحية مرض مميت، حيث لم تهتم بوخزة الشوكة، حتى بدأت قدمها فى التورم وتدهورت حالتها تدريجيا إلى أن تم بتر ساقها.
ووفقا لـ"فرانس 24"، كانت السيدة الأربعينية تجلس فى مركز أبحاث المايستوما فى الخرطوم، تمسك بطرفها الاصطناعى فى يدها، بينما يتم فحص ساقها اليسرى المبتورة طبيب بالمركز، قبل إعطائها الأدوية التى ستحتاج إلى تناولها مدى الحياة، قائلة: "لقد انتظرت تسع سنوات قبل مجيئى إلى المركز، وعندما وصلت كان قد فات الأوان وكان لا بد من البتر
وروت السيدة الأربعينية، التى يعمل أطفالها أيضا فى الزراعة والحقول، قصة إصابتها، قائلة: "فى البداية لم أشعر بأى ألم، مجرد ورم عادى واعتقدنا أنه سيمر بسلام، لكن الأمر تطور وازداد سوءا حتى بترت ساقى".
منظمة الصحة العالمية، وصفت مرض المايستوما بأنه واحدا من بين أمراض المناطق المدارية الأكثر إهمالا التى لا يوجد علاج ناجع له حتى الآن، كما أنه مرض موهن للصحة غالبا ما يصيب الفقراء فى المناطق الريفية التى تكون إمكانية الحصول على الرعاية الصحية فيها محدودة، وغالبا ما يصيب مرض المايستوما أو "المادورا"، كما يطلق عليه البعض، القدم ويتسبب فى تورمها عن طريق البكتيريا والفطريات الناتجة عن وخز الشوك فى الأراضى الزراعية والحقول، وهو يدمر الجلد والعظام والعضلات بشكل خبيث
من جانبه، أكد البروفيسور أحمد حسن فحل مدير مركز أبحاث المايستوما أن هذا المرض يتطور خلسة، ويمكن أن يستغرق عدة سنوات ويظهر على أى جزء من الجسم، مضيفا أن 60% من المصابين لديهم أطراف مشوهة، موضحا أن المصابين لا يستطيعون المشى بشكل طبيعى وتُدمر حياتهم الاجتماعية، والبعض لم يعد بإمكانهم العمل ويصبحون عالة على عائلاتهم.
وأوضح الفحل، أن المركز منذ إنشاؤه عام 1991، عالج نحو 9 آلاف مريض مجانًا فى جميع أنحاء البلاد، معظمهم من ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار، إلا أنه فى الواقع يفوق عدد المرضى هذا الرقم بشكل كبير، وقد تم بتر قدم أو ساق أو يد حوالى 20% من هؤلاء المصابين
وتابع الفحل، أن ضحايا المرض هم الأكثر فقرا الذين يعيشون فى قرى نائية وبدون موارد، ويمكننا القول إن من يصل إلى المركز منهم هم الأكثر حظًا، مشيرا إلى أن هذا المرض يصيب بشكل رئيسى الشباب وخاصة المزارعين أو الرعاة، الذين غالبًا ما يمشون حفاة.ِ