مرت أربعين يوماً على انفجار مرفأ بيروت، والذي خلف وراءه ما يقارب 7000 مصاب و200 قتيل؛ ولم تكد تنطفأ نيران بيروت، حتى اشتعل حريق هائل فى منطقة السوق الحرة بمرفأ بيروت.
واستمرت جهود إطفاء الحريق، منذ ظهر الخميس وحتى صباح الجمعة، ولم تتكشف أسبابه حتى الآن مع وعد بإعلان النتائج فى القريب العاجل، ولم يطل الحريق بقعة "العزل" الخاصة بمسرح جريمة انفجار الرابع من أغسطس الماضى وموقع الحريق بعيد نسبيا عن موقع الانفجار.
وقال ضباط أمنيون، إن ما تم تداوله من معلومات حول أن الحريق استهدف طمس مسرح جريمة انفجار4 من أغسطس غير صحيح؛ لأن مسرح الجريمة الحالى هو بقعة العزل التي تم تحديدها من قبل القضاء اللبناني والحريق نشب في منطقة خارجة عن بقعة العزل، مؤكدين أن أسباب اندلاع الحريق لم تتكشف بعد ولكن جميع الاحتمالات مطروحة فقد يكون حادث عارض أو بسبب عمل تخريبى أو نتيجة إهمال وخطأ بشرى ؛ حيث جرت اليوم بالتزامن مع الحريق أعمال ورشة صيانة لأحد المستودعات لتخزين البضائع فى المنطقة الحرة والتى تستخدم فيها أعمال التلحيم وقد يكون الشرار الناتج عنها تسبب فى الحريق.
والثلاثاء الماضى اندلع أيضاً حريق لكنه كان محدودا نجم عن ألعاب نارية منتهية الصالحية احتكت بجرافات الأوناش وتفاعلت من قطع أقمشة وأثناء رفع الركام اشتعلت وتم احتواؤهاريعا، وطالبت قيادة الجيش اللبنانى المواطنين بالابتعاد عن محيط الحريق كما دعا لعدم تسيير أى طائرات مسيرة فوق المرفأ وبمحيطه.
ورجح مراقبون، أن يكون الحادث متعمدا خاصة أن وقوعه فى مثل هذا التوقيت الحرج يحمل فى طياته رسالة سياسية فهناك حكومة تتألف ويتخلل مشاورات التأليف اصطدام خلف الكواليس بين الرئيس المكلف والطبقة السياسية المتحكمة فى المشهد ، بالتزامن مع فرض عقوبات أمريكية على عناصر منتمية أو متعاونة مع حزب الله ومنهم الوزيرين السابقين يوسف فنيانوس وعلى حسن خليل بتهمة ضلوعهما فى الفساد.
وتحدث الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون، عن الحادث، بقوله إن ما حدث قد يكون عملاً تخريبياً او نتيجة خطأ تقني أو إهمال، وفي كل الأحوال، مؤكداً أنه يجب معرفة السبب بأسرع وقت ومحاسبة المتسببين فيه.
وشدد رئيس الجمهورية على أن العمل يجب أن ينصب على دراسة الإجراءات الفعالة لضمان عدم تكرار ما حصل، مطالبا بتشكيل لجنة برئاسة وزير الاشغال العامة والنقل تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وشركة المرفأ، بهدف وضع تنظيم جديد للعمل في المرفأ وتأمين السلامة العامة فيه.
وأكد مصطفى أديب رئيس الحكومة المكلف أن الحريق الذى وقع لا يمكن تبريره والمحاسبة شرط أساسى لعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة ، وحيا رجال الإطفاء والجيش والدفاع المدنى على جهودهم لاحتواء الحريق.
ومن جانبه قال حسان دياب إن ما حصل في المرفأ اليوم، ومهما كانت أسبابه بمثابة طعنة جديدة للبنانيين جميعاً، واستهتار كبير واهانة للدولة والمجتمع.
وقدم الوزراء المعنيون وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية شرحا لملابسات ما حصل في المرفأ، والإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار ما حصل، فضلاً عن تدابير مستقبلية وتعليمات عامة لتنظيم العمل في المرفأ في اطار المحافظة على السلامة العامة. كما طلب الى الأجهزة المعنية وإدارة المرفأ، التدقيق والكشف على محتويات العنابر والمستوعبات الموجودة في المرفأ حالياً.