دعاء خليفة.. كيف تبيع الوطن بالابتزاز السياسي؟
الخميس، 03 سبتمبر 2020 12:30 م
على مدار الساعات الماضية احتل اسم السيدة دعاء خليفة، غير المعروف بالمناسبة إلا لأعضاء من حركة تمرد ومقربين منها، الأوساط السياسية، بعدما خرجت في فيديوهات ظاهرها وباطنها منذ البداية عملية ابتزاز سياسي واضحة لشخصيات وطنية في الدولة بحثا عن مكسب أو مقعد في إحدى الجهات.
ولمن لا يعرف دعاء خليفة، فإنها دخلت باب السياسة عن طريق الانضمام سابقا إلى حركة تمرد بنشاط ودور محدود كان في كواليس مشاهد ثورة 30 يونيو، لكن على إثر عمليات ابتزاز مالية وأخلاقية علقت باسمها تم استبعادها من الحركة التي كانت تهدف إلى إعلاء قيم المهمة الوطنية والوقوف إلى جانب الشعب في الخلاص من جماعة احتلت مصر بالمتاجرة بعباءة الدين.
بحسب شهادات أسماء لها علاقة بالأحداث داخل حركة تمرد، وشاهدة عيان على ما دار فيما بعد مرحلة 30 يونيو، لطالما استخدمت دعاء خليفة طريقة التملق والتسلق لنيل منصب في الحركة أو وضع اسمها في جملة سياسية مفيدة تدفع بها إلى أطماع كرسي أو منصب سياسي، غير أنها اصطدمت بفقر المؤهلات وضعف البصيرة وعبادة السُلطة وحب المناصب وتاريخ فقير مدنس بوقائع ابتزاز وضغط سياسي للوصول إلى منصب قيادي دون اعتبار للعب دور وطني خالص يخضع لأمانة العطاء دون مقابل.
هذا مدخل مناسب ومباشر لمعرفة الأسباب التي دفعت دعاء خليفة إلى الخروج بفيديوهاتها مؤخرا لتكرر سيرتها الأولى في الابتزاز السياسي بعدما فشلت حيلها في وضع اسمها في منصب قيادي، فخرجت توزع الاتهامات لشخصيات وأسماء وطنية دافعت باستماتة عن مقدرات وإرادة الشعب ولعبت دورا وطنيا في رسم خريطة المستقبل.
دعاء خليفة، وعلى شاكلتها كثيرون، ظنوا أن ثمن مجرد ذكر اسمك إلى جانب قائمة تقوم بدور وطني سيكون الحصول على منصب سياسي أو جزء من كعكة تقسم على حسب الأمزجة، صور لهم خيالهم المريض أن الوطن والقيادة لعبة خلف الكواليس ودور متبوع بحملات ضغط سوشيلية وابتزاز سياسي يدفع بهم إلى المناصب، هذه الألاعيب التي أصبحت دربا من الماضي السياسي الفاسد ودولة "محجوب عبد الدايم".
فشل أسلوب دعاء خليفة وانكشفت لعبتها في تمرد منذ البداية بخروج من الأبواب الخلفية غير مأسوف عليها، مثلما ذكرت شهادات وبيانات الحركة الرسمية الممهورة بتوقيع 11 عضواً منهم خالد الصعيدي، مسئؤل قطاع الدلتا لحركه تمرد، وهشام بكر، أمين تنظيم الحركة بالدقهلية، وهاني عبادة، مسئول الاتصال السياسي، ومحمد فياض مسئول العمل الجماهيري بأن "الابتزاز السياسي آفة الفشلة والمنافقين محبي الضوء والمنتفعين، وتوضيحا أي شخص يحاول استغلال الشباب كما تحاول المدعوة دعاء خليفة، حيث كانت عضوا في حركة تمرد، فاستطاعت أن توهم بعض رجال الأعمال في محافظة الدقهلية بأن لها علاقات رفيعة المستوى، ومن وراء هذه الأكاذيب تحاول استغلالهم، كما فعلت وكشفها الشباب وتم فصلها من الحركة، حيث أن أعضاء الحركة قاموا بهذا العمل بدافع حب تراب بلدنا مصر، وأننا كنا نتقاسم المصروفات من واقع حبنا لبلدنا ولم ننتظر أي مقابل لهذا العمل ولقد خلده التاريخ وسيظل عملا تتحاكاه الأجيال، أما هذه المدعوة فتسيطر عليها الأنانية وحب الذات وترغب في الحصول علي أي منصب سياسي وبأي طريقة ولها سجل حافل بهذة المحاولات".
وقائع مدنسة بـ"اللف والدوران" واللعب على الحبال والتسلق بادعاء العلاقات "الواصلة"، إضافة إلى المزيد من عمليات الابتزاز السياسي، كانت هذه هي السيرة الذاتية التي حاولت بها دعاء خليفة الرجوع مرة أخرى إلى المشهد السياسي من ناحية زج اسمها في تنسيقية شباب الأحزاب التي تقوم بدور وطني في الخريطة السياسية المصرية، لكن رجعت أيضا بخفي حنين وخابت مساعيها ببيان التوضيح الذي ذكر "لم تبحث تنسيقية شباب الأحزاب عن عدد بقدر ما بحثت عن مضمون يحقق هدفها في تنمية الحياة السياسية، ووضعت ضوابط صارمة للانضمام إليها سواء من الأحزاب أو السياسيين ومن أهم شروطها ألا يتجاوز عمر المتقدم 40 عاماً، حسن السمعة، تقديم ورقة سياسات، وهذه الشروط موضوعة على جميع صفحاتها، وضمن استمارة تسجيل العضوية".
على خط الأزمة عرت شهادة من محمد عبد العزيز، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، وأحد مؤسسي حركة تمرد، دعاء خليفة، كاشفة ادعاءاتها، قائلا فيها "كان الخلاف بينا وبينها انتهى إلى إبعادها من تمرد ومن أي دور كانت تقوم به، أخبرتني دعاء خليفة منذ فترة أنها حاسة إنها مظلومة ومش واخدة حقها وإنها ممكن تتواصل مع قنوات الإخوان وبالتأكيد هتاخد فلوس كتير لو عملت كدة، وإنها بتهدد إنها لو ما اخدتش حقها في البلد (وكانت تقصد تاخد منصب ما او عضوية مجلس نواب او اي حاجة وقالت كدة بوضوح) هتطلع ع الجزيرة ومكملين وتهاجم الكل، وأكدت لي إن لها تواصل مع الهارب أيمن نور، وقتها ردي اني نهرتها بشدة ونصحتها إنها مينفعش ابدا مهما كانت حاسة انها مظلومة إنها تعمل كدة وقولتلها ده أمر هيفقدك احترامك لنفسك من أساسه واحترام اي حد ليكي".
ناهيك عن أن خليفة التي اعتادت أسلوب الفضائح وسعيها للترشح إلى مجلس النواب الفترة المقبلة، سبق والحكم عليها في قضية نصب رقم 16105 لسنة 2009 جنح المنصورة، بمعاونة زوجها السابق محمد الأحوتي، بخلاف ما أكدته الشهادات أنها أتهمت في بعض القضايا الجنائية المخلة بالشرف قبل يناير 2011.
ما نقوله إن دعاء خليفة اصطدمت بواقع سياسي مغاير لألاعيب تحت ترابيزة السياسة، ونماذج وطنية تعمل بجهد منزوع الانتماء إلى الكراسي، ولن يفيد لعب دور المظلومية والملاحقات والاضطهاد واستعطاف منظمات مأجورة في الخارج للوصول إلى المناصب.