مظاهرات طرابلس تظهر الصراع على السلطة إلى السطح.. من ينتصر باشاغا أم السراج؟
الأحد، 30 أغسطس 2020 12:15 صمحمد الشرقاوي
في ظل الأوضاع المتفاقمة في مدن الغرب الليبي، طفى إلى السطح صراعات السلطة بين أركان حكومة الوفاق المرتهنة للميليشيات الإرهابية، وهو ما تأكد مؤخراً في وقف رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لوزير داخليته فايز السراج عن العمل وإحالته للتحقيق.
وصدر قرار السراج، الجمعة، على خلفية الاعتداء على المتظاهرين بالرصاص الحي، والتعرض لهم من قبل ميليشيات مسلحة، بالإضافة لصدور قرار آخر بتكليف ميليشيات طرابلس بفرض الأمن في العاصمة.
ويسود بين ميليشيات طرابلس وباشاغا رجل جماعة الإخوان الإرهابية خلاف كبير، فالأخير يقود ميليشيات كتائب مصراته، والتي تريد السيطرة على زمام الأمور في كامل مدن الغرب الليبي، حيث تحوي آلاف المرتزقة الذين أرسلته تركيا إلى ليبيا ويعملون لصالحها.
واعتبرت وكالة بلومبرج الأمريكية، قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بإيقاف وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا، وإحالته إلى التحقيق أحد فصول الصراع على السلطة في ليبيا، مشيرة إلى دور ميليشيا "النواصي" التابعة لما تعرف بـ"قوة حماية طرابلس" في هذا الإيقاف.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أن قرار إيقاف باشاغا جاء بزعم أنه يشجع الاحتجاجات ضد الفساد، وهي خطوة تهدد بتصعيد
الصراع على السلطة في الأشهر التي تلت حرب مدمرة، لافتة إلى أن هذا الصراع يأتي في ظل احتجاجات على تدهور الخدمات وانتشار الفساد وانهيار وتردي الاقتصاد، مع وجود معسكرين متنافسين في شرق وغرب البلاد.
وأكدت الوكالة، أن دبلوماسيين غربيين ينظرون إلى باشاغا كشريك مهم في مواجهة الميليشيات الخارجة عن القانون التي تسللت إلى مؤسسات الدولة، لكنه دافع عن المحتجين في طرابلس بعد أن شن أعضاء من جماعة النواصي حملة قمع على مظاهرة الأسبوع الماضي، مما أسفر عن إصابة العديد واعتقال العشرات.
وأشارت بلومبرغ، إلى أن باشاغا استهدف النواصي بشكل خاص، التي من المفترض أن تكون تحت سيطرة وزارته، ولكنها تعمل بشكل مستقل، ولذلك قوبل قرار إيقافه باحتفالات ليلية من قبل أعضاء الميليشيات، مع بعض الاحتجاجات في مدينة مصراتة مسقط رأس باشاغا.
الأمر لم ينته عند هذا الحد، فالوزير المفوض، انتهت زيارته إلى تركيا، السبت، وفور وصوله إلى مطار معيتيقة، هاجم المجلس الرئاسي، بتصريحات، جاء فيها أن السبب الرئيسي لإيقافه عن العمل، يرجع لحديثه من قبل عن وجود فساد في جميع مؤسسات الدولة، وأن الشعب الليبي لديه مشاكل وعلي الحكومة وضع برنامج ومشروع تسير عليه.
واستطرد في كلمته: "المواطنون تحملوا أيام صعبة إبان حرب طرابلس، ومازالوا يتحملون، ولكن علينا إعطاؤهم أمل وأفق مشروع يتم من خلاله حل مشكلات الكهرباء والصحة وكورونا وغيرها"، متابعاً: "عندما نتكلم عن شخص ما تقوم الدنيا كلها، وتقول كيف تكلمت وأنت عضو في الحكومة، أنا منحاز للسبع ملايين ليبي ولن أنحاز للفاسدين، ولو كلفني هذا منصبي.. يلعن منصبي وجميع المناصب إذا كانت لن تنحاز للشعب الليبي".
وطالب باشاغا حكومة الوفاق، بتشكيل لجنة كاملة من الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة ووزارة الداخلية ومكتب النائب العام لمراجعة جميع الملفات التي يوجد فيها قصور ويعاني منها الناس، زاعماً أنه أول من قال إن وزارة الداخلية فيها فساد؛ لمواجهة هذا الفساد ومعالجته، قائلاً: "ليس لدي شيء أخفيه ومستعد للمساءلة.. عدونا الأول هو الفساد".
وكان في استقبال باشاغا نحو 300 آلية مسلحة لحمايته، ورددوا هتافات مؤيدة له فور هبوطه من الطائرة.